أثار الانفراد الجديد لـ«الوطن» بنشر أول تسجيلات صوتية للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، أمس، ردود فعل واسعة فى الدوائر السياسية والإعلامية الدولية.. حيث تناقلت وكالات الأنباء والمحطات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية تصريحات «مبارك» باهتمام بالغ، وأشادت بانفراد «الوطن» ومصداقيتها فى نقل التصريحات، وبثها صوتياً على الموقع الإلكترونى.

 

وتواصل «الوطن» اليوم نشر كلام «مبارك» وشهادته حول وقائع ثورة يناير 2011، وأداء الإخوان فى الحكم وإدارة البلاد ومؤسسات الدولة، وآرائه عن بعض الشخصيات العامة والإعلاميين.. وإلى النص:

 

سأل «المصدر» مبارك عن موقف الإدارة الأمريكية مما حدث فى ميدان التحرير وميادين مصر بدءاً من 25 يناير 2011 حتى تنحى الرئيس السابق؟.. فأجاب: فى يوم 28 أو 29 يناير 2011 مش فاكر اليوم بالضبط، كانت المظاهرات مستمرة فى ميدان التحرير.. اتصل بى الرئيس الأمريكى باراك أوباما.. اتصل مرتين أو تلاتة.. وبصراحة ما رضتش أرد عليه.. وفى الآخر رديت.. فسألنى: إيه الموقف عندك الآن؟!.. وقبل أن أرد.. بادرنى أوباما: أنا رأيى تسلم البلد لمجموعة من السياسيين، منهم محمد البرادعى.. فقلت له: الكلام ده انت اللى بتقوله؟!.. فقال: نعم.. فقلت له: اسمع يا أوباما.. أنا أفهم الشعب المصرى أكتر منك.. وانت تفهم الشعب الأمريكى أكتر منى.. وأنا لا آخد أوامر منك ولا من أى حد تانى فيما يخص الشعب المصرى.. أنا آخد أوامرى من الشعب المصرى فقط.. لو الناس مش عايزانى.. أمشى فوراً.. وأنا دورى إنى أنبه الشعب لخطورة الوضع اللى هوّه فيه.. وانتهى الاتصال بينا.

 

الإخوان والدولة

 

وسأل «المصدر» الرئيس السابق عن رأيه فى أداء «الإخوان» فى الحكم؟.. فأجاب: شوف.. كل اللى حكموا مصر يعرفوا «الإخوان» كويس.. يعنى جمال عبدالناصر وأنور السادات وأنا نعرف عنهم كل حاجة.. ده بحكم موقعنا والتقارير والمعلومات التى كانت بتوصل لينا.. علشان كده كان عبدالناصر بيتعامل معاهم بطريقة تحافظ على البلد، لأنهم كانوا عايزين ينقلبوا عليه أكتر من مرة.. والسادات غلط لما فتح لهم الأبواب، هوه بصراحة كان راجل عظيم، وكان عايز ينفتح على الكل.. بس همه طول عمرهم عايزين السلطة والحكم.. والمشكلة إنهم مش متعودين على العمل فى النور.. طول عمرهم بيشتغلوا فى السر.. والدولة مش ممكن تُدار «فى السر».. دى دولة.. ودولة كبيرة.. وقديمة.. وعندها شعب كبير.. ومتنوع.. وفيه تعددية لازم نحافظ عليها.. هُمّا مش فاهمين الكلام ده.. عندهم مشكلة مع العصر الحديث.. لكن إحنا بحكم مواقعنا كنا عارفين أسرار لا يعرفها الشعب.. علشان كده أنا ألتمس للناس العذر لمّا اختارتهم.. لأنهم ما جربوش الناس دول قبل كده.

 

يصمت «مبارك» قليلاً ويضيف: بس أنا بصراحة متفاجئ من أدائهم.. كنت فاكرهم أفضل من كده بكتير.. يعنى هُمّا مش فاهمين مثلاً فى الاقتصاد.. بيشتغلوا فيه بطريقة «التاجر».. وده غلط.. وكمان عندهم شك على طول فى كل الناس.. طيب إزاى هنشتغل ونرفع البلد ونحل الأزمات وإحنا عندنا شك فى الشعب والمعارضة؟!

 

أنا وهيكل

 

■ سيادتك.. هل تتابع التليفزيون والبرامج والصحف؟!

 

- طبعاً.. بس الجرايد بتيجى لى ساعات.. وساعات لأ.. وبحاول أتابع التليفزيون والأخبار بقدر الإمكان.. وكمان بتوصلنى الأخبار لما تيجى لى زيارات.. بصراحة الأوضاع صعبة، ونفسى الأمور تستقر فى البلد.

 

■ طيب.. هل تابعت الأستاذ محمد حسنين هيكل وما يقوله عن عهدك.. وإيه سر موقفه منك؟

 

- مش بتابع قوى.. بس هيكل له حكاية معايا.. فأول ما توليت الحكم.. جاءنى أسامة الباز وقال لى: إيه رأيك هيكل يكتب خطبك السياسية؟!.. ففكرت قليلاً وقلت له: هيكل كان بيشتغل مع عبدالناصر.. وبعد كده استبعده السادات.. والمشكلة إنه هيحط لى فى الخطبة رأيه.. ولما أغير حاجة أو ما تعجبنيش حاجة.. هيزعل.. اسمع يا أسامة الراجل ده كان بيكتب لعبدالناصر معقولة هيكتب لى الخطب.. لأ ما يصحش.. وهربت منه كده.

 

ويضيف «مبارك»: هيكل بيحط أفكاره هوه.. وعايزنى أقرا وبس.. وأنا مش لعبة فى إيد حد.. أنا أفكر وأقول للى بيكتب لى الخطبة اكتب كذا وكذا وكذا.. أنا أقول لك أنا عايز أتكلم فى كيت وكيت.. حتى مرة كان موسى صبرى بيكتب لى الخطبة، وده كان أول ما اتعينت.. وقال لى موسى: لازم ندّى أمل للناس.. فقلت له: لا ما ينفعش نضحك على الناس.. الناس لازم تعرف الحقيقة.. أنا مش هضحك على الناس.. على فكرة أنا أول ما اتعينت كانت البلد تعبانة قوى.. بس مش بالفوضى الحالية.

 

ويستطرد «مبارك»: دول حتى بينسبوا دلوقتى كل حاجة لنفسهم. ده حتى مشروع قناة السويس إحنا اللى عاملينه.. إحنا عملنا مصانع هناك وأعطينا الصين مساحات وشيدنا مبانى.. ومن كام يوم شاهدت مرسى والحكومة والإخوان عاملين قصة على المشروع ده وكأنه إنجازاتهم.

 

وتحدث «مبارك» فى أجزاء مختلفة عن شخصيات محددة على الساحة الآن.. فحين سُئل عما يقوله د.مصطفى الفقى فى حلقات برنامجه عن فترة حكمه؟.. أجاب: مصطفى الفقى ساب الرئاسة من زمان.. بس الواحد بيعرف الرجال فى الصعاب.. مصطفى الفقى بيكتب فى الجرايد.. ويطلع فى التليفزيونات علشان ياخد «فلوس»..

 

ثم يستطرد: أنا كمان بشوف إبراهيم عيسى.. الراجل ده محترم.. بيقول الحق.. ورغم إنه كان بيعارضنى إلا أنه بيعجبنى لأنه ما بيخافش.. وحين سُئل عن «مرتضى منصور»؟ علق ضاحكاً: ده مدفع.. مدفع..!