فلسطين: صحيفة التلغراف البريطانية نشرت مقابلة حصرية مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، أجرتها معه اليوم الثلاثاء، وتحدث فيها حول السلام مع الفلسطينيين، وقال إنه متفائل بتوقيع اتفاق سلام في حياته. بيريز يتحدث إلى صحيفة التلغراف ويخبرها بأسباب تفاؤله بشأن اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وصل الرئيس بريز إلى ميلاده التسعين، وبرغم سنه يقول إن "السلام سيتحقق في حياتي".

 

قال بيريز هذه العبارة دون أي تردد، وهي إجابة على سؤال حول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لقد كانت إجابته مفاجئه جدا حيث أنه لم يتردد في قول إن السلام سيحل في حياته برغم وصوله لسن التسعين، وهذا أمر يتناقض مع سياسة نتنياهو الذي يجمع المستوطنين وأولئك الذين يعارضون حل الدولتين في ائتلافه. يعتقد بيريز بأن رياح التغيير في الشرق الأوسط ستدفع بإسرائيل باتجاه السلام بغض النظر عمن يقود الحكومة الإسرائيلية، وقال إن الجميع يتعاملون مع سياسية الحكومة وينظرون إليها بشكل طبيعي؛ وهذا الأمر جاء باعتباره "نتيجة" للظروف المتغيرة. أضاف بيريز قائلا "لدي خبرة كبيرة في الحياة ويمكنني القول بأن الزعماء يتغيرون وفقا للوقائع، والوقائع تؤثر على الزعماء، ووقائع الوضع الحالي في الشرق الأوسط لا تسمح بالكثير من الوقت لأي بديل سوى التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين". جرت المقابلة في مكتبه في مسكنه الرسمي في القدس الغربية، وبالتحديد في ريهافيا، وقال بيريز "إنه الحي الذي قاتل في حرب إسرائيل عام 1984 حرب الاستقلال". هنالك عبارات مكتوبة على الحائط وقال بيريز "إن هذه الكتابات هي عبارات من التوراة وتعني أنه سيكون هناك سلام".

 

أكمل بيريز قائلا إن "هنالك أغلبية واضحة تدعم حل الدولتين"، مشيرا إلى رؤية إسرائيل تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية مستقلة باعتبار ذلك الحل المثالي للصراع العربي – اليهودي المستمر. وقد رفض بيريز الاعتقاد السائد بأن الرأي العام الإسرائيلي أصبح أكثر صرامة وتشددا، وقال إن "إذا كان هنالك تغيّر فهو في كمية الشكوك، فهنالك دائما شكوك في هذه الحياة، وهنالك أناس لا يتفقون مع المتفائلين"... " ومن أجل أن تصبح متفائلا ينبغي عليك العمل بجد والتحلي بالصبر.  من الطبيعي أن تكون في الجانب الآمن بشكل أكبر عندما يكون عندك شكوك؛ فندما يحدث شيء خطئ لن تتفاجأ، بل ستتفاجئ إذا حدث شيء جميل. ومن خلال خبرتي في الحياة يمكنني القول بأن الشعور بالتفاؤل أكثر حكمة وواقعية من الشعور بالتشاؤم، حياتي مليئة بانتصارات التفاؤل وليس التشاؤم".

 

واحد من الانتصارات التي سجلها بيريز وفقا لقوله هو اتفاقات أوسلو التي تم التوصل إليها بينما كان يشغل منصب وزير الخارجية الإسرائيلي والتي بسببها تشارك جائزة نوبل مع إسحاق رابين. دافع بيريز عن إرثه الدبلوماسي واتفاقات أوسلو وقال "كيف يمكن لاتفاقات أوسلو أن تموت؟ لقد كانت أوسلو البداية الحاسمة باتجاه نهاية اللعبة المرغوبة –حل الدولتين- الذي أصبح جوهر الدبلوماسية الدولية. صحيح أن هناك عوائق لكن يمكن إزالتها بمزيد من المفاوضات. لقد أنشأت السلطة الوطنية الفلسطينية، ولديها أجهزة أمنية فلسطينية بموافقة إسرائيل، ولدى الرئيس عباس 30,000 عسكري، وهي قوة لا تقل عن قوة الدبلوماسية، والأجهزة الأمنية الفلسطينية تحاول تطبيق النظام لإيقاف الإرهاب، والفلسطينيون يعملون على بناء اقتصادهم. وبدون أوسلو لم يكن لذلك ليبدأ".

 

 الرئيس بيريز قال إنه يقدر الرئيس عباس حق تقدير. وفي سؤال حول ما إذا كان عباس الشريك الأفضل بالنسبة للرئيس، أجاب بيريز قائلا "نعم بكل تأكيد ودون أي شك، لا يوجد أفضل منه، وهو رجل جاد ويرغب بالسلام وينبذ الإرهاب ولديه فضائل سياسية، وهو رجل يمكننا تحقيق السلام معه". قال بيريز أيضا إنه "ينبغي على نتنياهو التشارك في رؤيته بشأن الحاجة إلى دولة فلسطينية حتى لو كان ذلك مقابل ثمن مؤلم وهو التنازل عن حزمة أفكاره السابقة... هنالك وقائع على الأرض في هذه الحياة ولا يمكننا التهرب منها. وإذا كنت تمتلك فكرا فهذا لا يمنعك من اتباع الواقع".