كشفت الولايات المتحدة في خطاب إلى الأمم المتحدة تفاصيل ما تقول إنه استخدامات للجيش السوري الحكومي للأسلحة الكيميائية ضد المعارضة في الصراع الدائر في البلاد.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه مصادر عن نوعية الأسلحة التي تعتزم واشنطن تقديمها للمعارضة ومن بينها أسلحة ثقيلة مثل القذائف صاروخية والهاون، بدا أن هناك تحفظا أمريكيا على فرض منطقة حظر طيران في الأجواء السورية.
فقد أوضحت سوزان رايس مبعوثة الولايات المتحدة إلى الامم المتحدة أن بلادها لا تستبعد اي خيار إلا أنها قالت إنه" لم يتخذ قرار حتى الآن ( بشأن منطقة حظر الطيران). هناك بعض الجوانب السلبية والقيود التي نحن على علم بها".
يذكر أن رايس هي مستشارة الأمن القومي المقبلة للرئيس الأمريكي باراك أوباما.
بينما قال دبلوماسيان غربيان كبيران إن واشنطن تدرس إقامة منطقة حظر طيران قريبة من حدود سوريا الجنوبية مع الاردن.
وقالت رايس في خطاب إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، إن الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب (السارين) مرتين في مدينة حلب في مارس/اذار وابريل/نيسان الماضيين.
وأشارت إلى واقعتين أخريين قد يكون النظام السوري قد استخدم فيهما أسلحة كيميائية.
وأعلن البيت الأبيض الخميس أن لديه أدلة دامغة على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية، وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس باراك اوباما أجاز إرسال دعم عسكري للمعارضة المسلحة السورية.
إلا أن بان كي مون عارض القرار الامريكي الخاص بإرسال أسلحة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التيقن من استخدام اسلحة كيميائية في سوريا بدون إجراء تحقيق على الأرض.
وأكد كي مون موقفه القائل بإنه لا يوجد حل عسكري للأزمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين، والتي راح ضحيتها 93 ألف شخص. وأضاف أن زيادة تدفق السلاح لأي فريق "لن يكون أمرا مفيدا".
يذكر أن الحكومة السورية نددت بالإعلان الأمريكي ووصفته بأنه مجرد أكاذيب.
وقالت رايس، التي ستصبح مستشارة أوباما للأمن القومي في بداية يوليو/تموز، في مؤتمر صحفي الجمعة إن الحكومة الأمريكية "واثقة تماما" من تقييمها.
قالت رايس في رسالتها للأمين العام إن بلادها تيقنت من أن غاز السارين استخدم في هجوم خان العسل على حلب يوم 19 مارس / اذار وفي هجوم 13 ابريل / نيسان على حي شيخ مقصود.
وأضافات أن مواد كيميائية غير محددة، قد يكون من بينها مواد تستخدم في الحرب الكيميائية، استخدمت في هجوم يوم 14 مايو /أيار على قصر أبو سمرة وفي هجوم آخر يوم 23 مايو/ايار.
وقالت رايس "الولايات المتحدة تطلب أن تضمن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة هذه الحوادث في تحقيقها الجاري وتقريرها عما تم التوصل إليه".
وكانت سوريا قد طلبت في بادئ الامر بتحقيق عن هجوم كيميائي مزعوم يوم 19 مارس/اذار في خان العسل، الذي انحت باللائمة فيه على المعارضة المسلحة.
ولكنها رفضت السماح لفريق المحققين التابع للأمم المتحدة ، بقيادة خبير الاسلحة الكيميائية السويدي اكي سيلستورم، بالدخول إلى سوريا لإجراء تحقيق اشمل يتضمن إلى جانب الحادث مزاعم أخرى أثارتها بريطانيا وفرنسا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المساعدات الجديدة للمعارضة السورية المسلحة تشمل اسلحة وذخائر.
ورفضت رايس اعطاء أي تفاصيل عن الدعم العسكري للمعارضة المسلحة، قائلة فقط إن المعونات ستحاول أن "تكون متمشية مع احتياجات المجلس العسكري الأعلى"، المظلة التي تنضوي تحت لوائها المعارضة المسلحة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها