إعتصم معوقو مؤسسة الكرامة أمام المكتب الرئيسي للأونروا قبل ظهر الأربعاء 24/2/2016، ويأتي هذا الإعتصام ضمن برنامج الحراك الفلسطيني لخلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية والاسلامية واللجان الشعبية، والمستمر منذ 57 يوماً. وبمشاركة قادة الفصائل واللجان الشعبية، والمؤسسات الأهلية والشعبية الفلسطينية، ومهجري مخيم نهر البارد، ومهجري مخيمات سوريا، وحشو من كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان. كما تمَّ إغلاق مكتب لبنان الإقليمي منذ ساعات الفجر الأولى، ومُنع الموظفون من الدخول الى مكاتبهم.
كما عقدت خلية أزمة الأونروا مؤتمرها الثالث، وتحدث فيه أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، بدأها بتوجيه التحية والشكر والتقدير للمعوقين والمسنين، هذه الشريحة من أبناء المجتمع الفلسطيني الذين أبوا الا أن يشاركوا ويعبروا عن موقفهم المتضامن والفاعل مع قوى الشعب الفلسطيني بكاملها.
وتابع: ما نريد أن نؤكده اليوم بأن هذه الإنطلاقة الجديدة الرامية إلى تحقيق أهدافنا التي تخص اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قد إنطلقت ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها. لذلك فإننا نؤكد أنَّ شعبنا يخوض اليوم هذا النضال ليس فقط الإنساني والإجتماعي، وانما أيضاً السياسي.
وأضاف شناعة: "نحن نعتبر هذه القرارات والإجراءات التي اتخذتها قيادة الأونروا ليست متعلقة بشخص، وإننا نحمّل المسؤولية لهذه المؤسسة الدولية وعليها أن تراجع اجراءاتها وحساباتها لأنها تشكّل طعنة في الظهر للشعب الفلسطيني، شعبنا شعب مكافح ومناضل من أجل فلسطين. لذلك لن يتوقف نضاله، فنحن في الأراضي الفلسطينية نناضل من أجل تحرير الأرض وتحرير الوطن والمقدسات. ولكن أيضاً هنا في لبنان اللاجئون الفلسطينيون والسوريون على موقف واحد موحّد ضد إجراءات الأونروا المتعلقة بالطبابة وبكافة الخدمات الأخرى التي نجد أن هناك موقفاً مسيَّساً من قِبَل الأونروا، يهدف الى فك العلاقة مع اللاجئين الفلسطينيين، وهذا يشكّل ضربة قاصمة لحقوقنا الوطنية، لأن الأونروا معنية كهيئة أمم متحدة، وهي التي أعطت الحق لإسرائيل بأن تقيم دولة عنصرية صهيونية على أرض فلسطين، وهي تتحمّل مسؤولية إغاثة شعبنا الفلسطيني حتى يتم التحرير، حتى يعود شعبنا الفلسطيني اللاجئ الى أراضيه التي شرّد منها إستناداً الى القرار 194 لذلك نقول إن الموضوع بالغ الخطورة بالنسبة لنا، والموضوع ليس موضوع أموال، وليس موضوع طعام أو شراب، والأمم المتحدة التي دمرت شعبنا بكامله وشردته من أرضه هي المعنية بجمع الأموال، وهي المعنية بتأمين هذه الخدمات على اختلاف أشكالها، ولا يجوز أن يبقى مخيم نهر البارد يعاني هذه المعاناة بعد أن تخلوا بالكامل عن حالة الطوارئ التي كانت هي العامل المساعد للاجئين في مخيم نهر البارد بعد النكبة المشهورة".
واستطرد شناعة قائلاً: ان أوضاع نهر البارد يجب أن يكون لها الأولوية أيضاً حتى ننقذ شعبنا هناك، وحتى لا ندفع هذا الشعب المعطاء الى الهجرة الى الخارج ولا أن يعيش حياة مأساوية، وأيضاً أن لا تتخلى الأونروا عن شعبنا الفلسطيني النازح من سوريا الى لبنان لتأمين ما يلزم له من خدمات حتى يعود الى مخيماته مكرّماً ليعيش في أمن وأمان.
إننا في القيادة الفلسطينية كل الفصائل متوافقة على موقف واحد وهو أننا لن نتراجع عن حقوقنا، سنحمي أرضنا وقضيتنا وحقوقنا الوطنية وكل حقوقنا الإنسانية من هذه الإجراءات الغادرة التي يريدون لنا أن ندفع ثمنها في هذه الأوقات التي يعيش فيها العالم العربي أزمة واضحة. الأونروا تتآمر علينا لأنها تحمّل هذا المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية بتغييب الأونروا عن دورها في الشهادة على مأساة الشعب الفلسطيني.
وختم شناعة بتوجيه الشكر والتحية لكل المشاركين في الإعتصام، ولوسائل الإعلام التي ما فتئت تواكب تغطية الحراك الفلسطيني منذ بدايته. كما وجه التحية الى القوى الأمنية الساهرة على هذه التحركات. واعداً بالالتزام والنظام والإنضباط للشعب الفلسطيني بما تقره قيادته.
وألقى كلمة المعوقين فادي حجير، قال فيها: "اننا في مؤسسة الكرامة للمعوقين نقف هنا اليوم مع أبناء شعبنا الفلسطيني لنرفع صوتنا عاليا، متوجهين الى إدارة الأنروا وعلى رأسها ماثياس شمالي، لنقول له ان من حقنا كلاجئين أن نحصل على كافة الخدمات والمساعدات على مختلف مجالاتها، الى أن تتحقق عودتنا الى أرضنا التي طردنا منها عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية، وهذا ما نشأت الوكالة من أجله".
كما توجه إلى المجتمع الدولي للقيام بواجبه تجاه الشعب الفلسطيني لحين عودته إلى وطنه.
وطالب برحيل مدير الأونروا في لبنان ماثيوس شمالي والتراجع عن قراراته، حيث لم يعد بإمكان الفلسطينيين التعايش معه في ظل القرارات التعسفية التي ينفذها بحق الفلسطينيين في لبنان. لافتاً أن الاستشفاء والطبابة والتعليم والخدمات الإغاثية وإعادة خطة الطوارئ لسكان مخيم نهر البارد، وإعادة دفع بدل السكن لنازحي مخيمات سوريا ونهر البارد هي حق للشعب الفلسطيني.
وختم: "من حق المعوقين الحصول على كافة الخدمات الصحية والأجهزة المساعِدة، بالإضافة إلى المدارس الدامجة المجهزة لإستيعاب كافة حالات الإعاقة والمختصين لكي يتمكنوا من مواصلة الحياة، وهذه أبسط الحقوق الإنسانية التي نطالب بها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها