دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، للدفع لعقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وإنشاء آلية جديدة ومجموعة عمل دولية على غرار المجموعات، التي تعمل لحل أزمات المنطقة مثل (5 1)، وغيرها، وقال: "لن نعود للمفاوضات من أجل المفــاوضات، ولن نبقى وحدنا نطبق الاتفاقات الموقعة، ولن نقبل أبداً بالحلول الانتقالية أو المؤقتة".

وشدد الرئيس في كلمته أمام مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، في دورته الـ26، المنعقدة في أديس أبابا،  على ضرورة إنشاء هذه الآلية الجديدة، وعقد المؤتمر الدولي، وتفعيل دور مجلس الأمن.

ورحب الرئيس بالمبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي فابيوس أمس، وأشاد بالجهود العربية والأوربية وبجهود الأصدقاء من أجل دعم هذا التوجه.

وأكد أن الوضع القائم لا يمكن القبول باستمراره، ولن نرضى باستمرار الاحتلال والاستيطان، ولا بمواصلة سرقة مواردنا ومصادرنا الطبيعية، وحرماننا من استغلال أراضينا والاستثمار فيها.

وجدد الرئيس دعوة المجتمع الدولي للعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير حماية دولية لشعبنا، عبر قرار ملزم من مجلس الأمن، وضمن سقف زمني واضح ومحدد يضمن لشعبنا نيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقي

 وقال: إن الأمن والسلام لن يتحقق في منطقتنا، إلا بانتهاء الاحتلال والاستيطان، نحن باقون هنا على أرضنا، وفي وطننا الذي عمرناه وبنينا عليه هويتنا التاريخية والحضارية وإسهاماتنا الإنسانية منذ آلاف السنين، ولن نرضى عنه بديلا.

وعلى الصعيد الداخلي، أكد الرئيس أننا مستمرون في جهودنا من أجل استعادة وحدة أرضنا وشعبنا وإقامة حكومة وحدة وطنية، والذهاب نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأشاد بالاهتمام الكبير الذي توليه الدول الإفريقية بالقضية الفلسطينية حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.

وأكد أن فلسطين تدعم مطالب إفريقيا في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن تكون لها عضوية دائمة في مجلس الأمن، وكذلك جهودها لإحلال السلام في أرجاء القارة كافة.

وشدد الرئيس على الاستعداد التام لإرساء أسس تعاون مشترك مع الاتحاد الافريقي ودوله على المستويين الجماعي والثنائي، لتبادل الخبرات، وتوفير طواقم فنية وكوادر فلسطينية عالية التأهيل للعمل في مختلف المجالات الفنية والعملية والبحثية لتحقيق المزيد من التنمية والتطوير بما يعود على الجميع بالفائدة.

وأشار الرئيس الى انه أعطى تعليمات للوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا"، للبدء الفوري في التواصل مع دول الاتحاد الافريقي لتوفير تلك الخبرات وتوفير الطواقم الفنية المطلوبة.

 

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

يطيب لي بداية أن أعبر لكم عن جزيل الشكر وعميق التقدير على دعوتكم الكريمة لنا للمشاركة في قمتكم العتيدة هذه، والتي تنعقد اليوم في دورتها السادسة والعشرين تحت شعار: 2016 السنة الإفريقية لحقوق الإنسان، مع تركيز خاص على حقوق المرأة.

هذه اللفتة الكريمة من قبلكم والتي أصبحت عرفاً ثابتاً على أجندة قممكم، إنما تؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الدول الإفريقية بالقضية الفلسطينية حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين. دعمكم ومؤازرتكم لنا عبر السنين وفي مختلف المحافل وتأكيدها دوماً في قممكم، إنما يؤكد على اعتباركم لقضية فلسطين قضية إفريقية، وتبنيكم لها ودفاعاً عن حقوقها حتى تجسيد الدولة.

ونحن على ثقة تامة بأن دول وشعوب الاتحاد الإفريقي وهي تمضي بخطى راسخة على طريق التعددية والديمقراطية، ستحقق المزيد من الرخاء والتقدم لما فيه خير ورفاهية شعوبكم، وبهذه المناسبة نهنئ الإخوة والأصدقاء الرؤساء، الذين تم انتخابهم أو أعيد انتخابهم لقيادة بلدانهم وشعوبهم، متمنين لهم جميعاً النجاح والتوفيق في مهامهم السامية.

 

فخامة الرئيس، الأصدقاء الأعزاء،

إن العالم اليوم يعاني من ظاهرة العنف والإرهاب، الذي تمارسه بعض التيارات المتطرفة باسم الدين، وإننا ندين الإرهاب تحت أية صورة كانت في إفريقيا الصديقة، بل وفي كل مكان في العالم، وتحديداً تلك الاعتداءات الأخيرة في كل من مالي وبوركينا فاسو وكينيا والكاميرون ونيجيريا والنيجر والصومال وقبلها في فرنسا وغيرها.

إن فلسطين التي حظيت على الدوام بدعم ومساندة دولكم وشعوبكم، لتدعم مطالب إفريقيا في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن تكون لها عضوية دائمة في مجلس الأمن، وكذلك جهودها لإحلال السلام في أرجاء القارة كافة.

ونحن في ذات الوقت على استعداد تام وأكيد لإرساء أسس تعاون مشترك مع اتحادكم ودوله على المستويين الجماعي والثنائي، وجاهزون لتبادل الخبرات، وتوفير طواقم فنية وكوادر فلسطينية عالية التأهيل للعمل في مختلف المجالات الفنية والعملية والبحثية لتحقيق المزيد من التنمية والتطوير بما يعود على الجميع بالفائدة. وفي هذا السياق اعطينا تعليماتنا للوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (بيكا)، البدء الفوري في التواصل مع دولكم لتوفير تلك الخبرات وتوفير الطواقم الفنية المطلوبة.

 

فخامة الرئيس، الأصدقاء الأعزاء،

إننا نأمل أن تكونوا قد نجحتم في تكريس وتنفيذ مقررات قمتكم السابقة والطموحة، وأن هذه القمة ستقيم ما تم إنجازه على صعيد منطقة التجارة الحرة القارية، وفي مكافحة الأمراض والقضاء عليها، وتمكين المرأة، وكذلك ما رسمته قمة داكار حول التعليم العالي، وجميعها تعتبر من أهم الروافع للنهوض بإفريقيا.

 

فخامة الرئيس، أصدقائي وإخواني القادة،

أمام تعثر العملية السياسية وإفشال الحكومة الإسرائيلية لجهود الرباعية الدولية، نحن بحاجة لمساندتكم للدفع بعقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية وتطبيق حل الدولتين وإنشاء آلية جديدة ومجموعة عمل دولية على غرار المجموعات التي تعمل لحل أزمات المنطقة مثل 5 1 وغيرها.  ونشيد بالجهود العربية والأوربية وبجهود عدد كبير من الأصدقاء من أجل دعم هذا التوجه.

وفي هذا السياق، نرحب بالمبادرة الفرنسية التي أعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي فابيوس يوم أمس.

إننا نؤكد على أن الوضع القائم لا يمكن القبول باستمراره، وسنظل نعمل وشعبنا، باستخدام الوسائل السياسية والقانونية، وعبر المقاومة الشعبية السلمية، لإنجاز حقوقنا الوطنية، وبناء مؤسساتنا الوطنية وتطوير اقتصادنا، ولن نرضى باستمرار الاحتلال والاستيطان، ولا بمواصلة سرقة مواردنا ومصادرنا الطبيعية، وحرماننا من استغلال أراضينا والاستثمار فيها.

 

فخامة الرئيس، أصدقائي وإخواني القادة،

إن المجتمع الدولي وقواه الفاعلة المؤثرة مطالب أكثر من أي وقت مضى، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتوفير حماية دولية لشعبنا في وجه بطش الاحتلال الإسرائيلي، وعبر قرار ملزم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وضمن سقف زمني واضح ومحدد يضمن لشعبنا نيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، التي تتعرض الآن لهجمة غير مسبوقة لتغيير طابعها ومعالمها،

وكذلك اعتداءات المتطرفين من الإسرائيليين بهدف تغيير الوضع التاريخي (الستاتوسكو) في الأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى، الأمر الذي سيحول الصراع من سياسي إلى صراع ديني، نرفضه كما رفضناه عبر تاريخنا.

إن ما نسعى لتنفيذه هو رؤية حل الدولتين، فلسطين إلى جانب إسرائيل، تعيشان في سلام وأمن وحسن جوار، وفي ظل الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وتطبيق مبادرة السلام العربية، والإفراج كذلك عن أسرانا كافة.

وفي هذا الإطار، فإننا نجدد التأكيد على ضرورة إنشاء هذه الآلية الجديدة، وعقد المؤتمر الدولي، وتفعيل دور مجلس الأمن، وإننا لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات ولن نبقى وحدنا نطبق الاتفاقات الموقعة، ولن نقبل أبداً بالحلول الانتقالية أو المؤقتة، وسنظل نعمل من أجل السلام ولا يمكن أن تبقى إسرائيل فوق القانون الدولي.

أما على الصعيد الداخلي فنحن مستمرون في جهودنا من أجل استعادة وحدة أرضنا وشعبنا وإقامة حكومة وحدة وطنية، والذهاب نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية.

 

فخامة الرئيس، أصدقائي وأخواني القادة ورؤساء الوفود إن تحقيق السلام في منطقتنا، من شأنه أن ينزع الذرائع من أيدي المجموعات الإرهابية المتطرفة، والتي تعمل باسم الدين، والتي تستخدم اسم فلسطين والقدس، وعذابات شعبنا تحت الاحتلال، ذريعة لإرهابها وأيديولوجيتها الهمجية والوحشية.

ومن على هذا المنبر الإفريقي العظيم، فإنني أجدد القول بأن الأمن والسلام لن يتحقق في منطقتنا، إلا بانتهاء الاحتلال والاستيطان، ومد الجسور بدلاً من الجدران، ونحن نمد أيدينا لإقامة السلام القائم على الحق والعدل، ونحن باقون هنا على أرضنا، وفي وطننا الذي عمرناه وبنينا عليه هويتنا التاريخية والحضارية وإسهاماتنا الإنسانية منذ آلاف السنين، ولن نرضى عنه بديلا. نعم، قد يستطيعون بآلة حربهم وغطرسة قوتهم قتلنا، والتنكيل بشعبنا، وتدمير بيوتنا ومؤسساتنا، ولكنهم لن يستطيعوا أبداً قتل إرادتنا وفكرنا، وتطلعنا للعيش بحرية وسيادة وكرامة في وطننا فلسطين.

ونحن إذ نثمن مواقفكم الثابتة بشأن فلسطين، لعلى ثقة بأنكم ستواصلون دعمكم وتضامنكم النبيل مع شعبنا في مسيرته التحررية من الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا.

مرة أخرى أشكركم أيها الأصدقاء على دعوتكم، وحسن استماعكم، وأتمنى لهذه القمة النجاح وتحقيق كل ما تصبون إليه من رخاء وتقدم وازدهار لدول وشعوب قارتكم، معبراً في ذات الوقت عن التقدير لجهود كافة الطواقم الفنية التي عملت على حسن تنظيم وإدارة أعمال هذه القمة العتيدة.