تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أحيت حركة التحرير الوطني 'فتح'، وملتقى المثقفين المقدسي، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ21 لرحيل القائد والمفكر خالد الحسن 'أبو السعيد'، في قصر رام الله الثقافي.
وقال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم في كلمته نيابة عن الرئيس: 'أسمحوا لي أن اعترف أمامكم بداية، أنني في حيرة من أمرِ ذاكرتي، فمنذ أن تقرر هذا الحفل إحياءاً لذكرى الراحل الكبير الشهيد خالد الحسن أبو السعيد، وهي تتفلت كَمَثل مُريد عجول، لا يريد غير سرد رواياته الأثيرة عن لحظاته المفعمة، بالتنور والمحبة والحياة، التي عاشها قريباً ممن صدَّق وأحب، وبفعل من أحب وصدَّق، وما عهدت ذاكرتي على هذا القدر من الاشتياق، غير أني أعرف الآن أن خزينها هو خزين القلب، وقلبُ المحب لا يعرف نسيانا ولا غياباً، ولهفةُ الذاكرة واشتياقُها هي لهفته واشتياقه'.
وتابع عبد الرحيم: 'أعترف أمامكم أنني في حيرةٍ من أمر خطابي أيضاً، فقد أحسنته وامتلكتُ ناصيَته في قضايا الشأن العام قبل الآن، من فوق منابر عديدة، وفي مناسبات مختلفة، غير أنه في حضرة أبو السعيد، التاريخِ والرواية، يتحداني بل ويتحدى اللغة بحد ذاتها أن تكون قادرة على السرد بروح القصيدة ومَجازاتها الأخاذة، عن صاحب الواقع وخصمه في آن، ومثل كائن حي، وهي كذلك.
وأضاف، 'ترى اللغةُ صعوبة المهمة وهي تحاول الإحاطة بسيرة رجل كبير بفكره وسلوكه، فكر الواقع والفهم المستنير، وسلوك الإنسان الذي تحضر بفعل المعاناة والعمل معاً، أعني هنا معاناة وألم النكبة والتشريد، وعمل الثورة التي لطالما كان أبو السعيد بصدق انتمائه وصلابة إرادته وسلامة وسلاسةِ عمقِ فكره وموقفه، من سقاة بساتينها لتتفتح بألف وردة وزهرة'.
وقال عبد الرحيم: 'أبو السعيد لن يتركني وحيدا في هذا الموقف وهذه الحيرة، سيمد لي خيط الحرير من لغته، ومن مسيرته وسيرته، لأنسج قدر ما أستطيع من خطاب المحبة والوفاء الذي نجدد فيه العهد والوعد، لشهيدنا ولكل شهداء شعبنا وثورتنا وأمتنا، إننا على طريق الكفاح الوطني ماضون حتى النصر، أجل لن يتركني أخي أبو السعيد وحيدا في هذه الحيرة، وأنا هنا الآن أراه في فكره النير المبدع، واضحاً كجملةِ الصواب التي قال في بعضها 'السياسة هي فن الصدق مع الشعب، وفن المناورة مع العدو، وفن تحقيق الممكن وتراكم الانجازات في إطار العدالة'، تمعنوا هذه العبارة جيداً، لكي تصدقوا حيرة اللغة بأي الكلمات عليها أن تتحدث عن هذا المناضل الذي تعامل مع السياسة من باب الفن، وأولاً فن الصدق مع الشعب، والفن هو كما نعرف، حادثةَ الروح وتجلياتهِ، ودَرَجَه الذي لا يعرف غير الصعود دائماً'.
وأوضح عبد الرحيم، 'الحق أننا بحاجة إلى فتوحات جديدة في اللغة، لنتحدث عن خالد الحسن أبو السعيد الإنسانُ والمفكرُ والمناضل، وهو أبعد مما وُصف به بعد رحيله المر، بأنه فيلسوف الثورة، لأن أبو السعيد لم يسكن برجاً عاجياً كمثل فلاسفة كثر، ولم يتعالى على أحد، وهو المستمع الجيد، الواسع الصدر، والمحبُ للحوار، ولقد كنت أحرص باستمرار في اجتماعات اللجنة المركزية، أن أجلس إلى جانبه وفي اجتماعات المجلس الثوري أو المجلس الوطني أن أجلس خلفه، وأن أنصت إليه وأينما كان أبو السعيد يحل في جلسة، حلَّت معه الراحة والبساطة، وسرعة البديهة التي لم تخلو مرة من رؤية ثاقبة، ومن سخرية لاذعة أيضاً'.
وقال: 'كل الذين يحبون حياة الحرية ويسعون إليها، الحرية بشرطها الإنساني، ساخرون بمرارة، كوسيلةِ مقاومة، وأداةِ تحدٍ وصمود، وكما عرفته فإن أبو السعيد كان سيدَ هذه السخرية المرة واقرؤوا كتابه حمار وطني، ولم يكن أبو السعيد ليرضى بحوار الطرشان، وما كان أحد يخرج من عنده بعد حوار معه إلا وكانت هناك أرضيةٌ مشتركة أو وهو راضٍ أو انه استمع لما يستحق بل يستلزم إعادةَ النظر والتفكير، وكانت لديه القدرة على وضع الحوار في أي موضوع كان في إطاره المحدد، فلا يتشتت باتجاهات غير ذي صلة بالموضوع الذي يحاور فيه'.
وتابع عبد الرحيم: 'أتذكر هنا أنه كلما كان يلتبس عليَّ مشهد ما في السياسة وشؤونها وأنا مفوض سياسي للمرة الثانية أثناء حصار طرابلس وما بعده عام 1982، أذهب إلى الزعيم الخالد ياسر عرفات لأستوضح الأمر وأزيل هذا الالتباس، غير أن أبو عمار الذي كان مشغولاً باستمرار بتفاصيل الحياة اليومية للثورة وإدارتها بعد التشتت في أقطار مختلفة كان يقول لي اذهب أو اسأل أبو السعيد ستجد عنده ما تريد من رؤية وتحليل وتوقع'.
وأشار إلى أن أبو السعيد كان عميقَ الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية وكثير القراءة، وله من الكتب مكتبات، وما من كتاب كان عنده غيرَ قابل للقراءة أو أنه من المحرمات، وما كان يترك كتاباً إلا وهو محتشد بحواشي ملاحظاته النقدية، لم أكن أراه إلا قامة مديدة، لا بحسابات المادة، وإنما بحسابات المعنى، ومع غليونه برائحة ذلك التبغ العبق، تخيلته غير مرة كمثل سفينة تبحر على مهل في بحور المعرفة لتكتشف أرضاً جديدة من المعرفة والإبداع، ولأنه كان بالغ التنويع والتآلف في أحاديثه، كنت أراه كمثل بحر الوافر في الشعر.
وقال عبد الرحيم: 'لعلّ والدي الشاعر يبتسم الآن ابتسامة الرضا في غيابه الموجع، وأنا استنجد ببحور الشعر التي خاضها، لأحاول وصفا حميما لخالد الحسن أبو السعيد، الذي عرفته أول مرة في صيف عام 1967، كنت في إطار وفد فتحاوي إلى الصين، ضم الكثيرين من صحبتنا ومعظمهم في عليين الآن، في تلك الرحلة الطويلة كنت اكتشف جدوى الثقافة وجمالياتها في أبعادها الوطنية والقومية والإنسانية، وبت أرى أهميتها وضرورتها لانتصار فلسطين وقضيتها، وبعد هذا اللقاء كنت اقترب شيئاً فشيئاً من أبو السعيد، كانَ تقربُ المريدِ من شيخه المعلم'.
وتابع: 'مع مطلع رحلتي العائلية لتكوين أسرتي الصغيرة، كان أبو السعيد حاضراً في تلك الليلة ببهجة المحب وبكامل بسمته وحنوه الأصيل... يا لتلك الأيام فقد مضت لكن ذكرياتها الطيبة لن تُمحى أبداً، وظلت هديته في بيتنا حتى الآن، مبكراً عرفته ذلك القائد الإنسان، ومبكراً أدركته عقلاً للثورة، ومفكراً ناجياً من جحيم الثرثرة والمزايدة والتحشيش الفكري، واليوم ندرك جميعاً أن أبو السعيد لم يكن صدفة تاريخ في مسيرة فلسطين النضالية، والفتحاوية على نحو محدد، بل كان ضرورةَ تاريخٍ وحتمية'.
وقال عبد الرحيم: 'ليس لأجل هذا نحتفي اليوم بذكراه فحسب، وإنما نحن في هذا الحفل لنقول ذلك، ونؤكد عليه، لنرفع إرثه الفكري والنضالي إلى مصاف المدرسة، وما أنتج من معرفة وسلوك وكتب إلى نص الملحمة الوطنية الفلسطينية، التي تَكتب اليوم واحداً من فصولها، المقاومة الشعبية، في هبة القدس المجلجلة بهتافات الحرية من حناجر شباب فلسطين وفتياتها، والمبهرة بقبضات أكفهم التي تبعث الروح في الحجر الفلسطيني لينطق بالقول الفصل وليسطر صفحة جديدة في كتاب الواقعية السياسية النضالية وتراكم الانجازات'.
وأضاف، 'كم نراه اليوم حاضراً في هذه المقاومة، أليس فكر السياسة الواقعية، ودائماً هي الواقعية النضالية، التي آمن بها خالد الحسن واقتحم مساراتها، من جَعَلَ هذه المقاومة، ممكنةً نحو تكريس صراع الإرادات، وشعبنا بقيادته الشرعية، يستثمر كافة ظروفه لصناعة المستقبل وانطلاقا من هذه الرؤية التي سجلها خالد الحسن مع مطلع الانتفاضة الأولى، والتي قال فيها 'علينا أن لا ننسى أن حضارتنا تعلمنا، أن توظيف الإنسان لظروفه - وليس الانقياد التلقائي لهذه الظروف- هو الذي يصنع مستقبله، فلا يصح أن نسقط من اعتبارنا ما ستتمخض عنه الإرادة الفلسطينية، من أطر وأدائيات نضالية في المستقبل.'
وشدد عبد الرحيم على أن المقاومة الشعبية، تعيد هذا التذكير اليوم، بل وتؤكد ضرورته وحقيقته، وأن الأمر وفقا للسياسة الواقعية في برنامجها النضالي والتي شق فيها الرئيس أبو مازن دروباً صعبة، وما زال يشق المزيد من هذه الدروب التي باتت تطرد إسرائيل وروايتها شيئا فشيئا، إن الأمر وفقا لهذه السياسة، هو أمر صراع الإرادات، ولم يعد ثمة جدال إن الإرادة الفلسطينية الحرة عصية على الكسر والهزيمة والهوان واليأس.
وأضاف عبد الرحيم، 'بالطبع نحن تعلمنا الدرس، ونعرف أن قوة الحق، لا تغلب حق القوة، وهذا ما نبهنا إليه ذات يوم خالد الحسن، لنعرف على نحو عملي، إن صلابة الإرادة بالصمود والمقاومة المشروعة، بوسعها أن تصنع حق القوة، القوة العادلة، وتركنا الوهم بأن امتلاكنا للحق في فلسطين كفيل بعودتها، قال لنا خالد الحسن ذلك'.
وقال: 'اتركوا العواطف جانبا وافرضوا أنفسكم على الخارطة السياسة كرقم يحسب له حساب'/ قد فعلنا،/ وأذكر وصاياه لي وهو على فراش المرض في المدينة الطبية في عمّان، قال لي بالنص وبصوت منحته العنايةُ الإلهية القوة، فلسطين أمانةْ في أعناقكم، دمُ الشهداء نبراسٌ لكم، لا تنسوا أبناء الشهداء وعائلاتهم، لنا أعدل قضية وإذا غُمَّ عليك الأمر اتبعوا كوفية ياسر عرفات، انحنيت وقبّلته من جبهته، وحرك يده اليسرى ووضعها على كتفي، أيقنت أنه يودعني وشعرت بالحنو الذي عهدته منه - وكلنا يتذكر أن الزعيم الخالد ياسر عرفات كان يردد دائما، نحن الرقم الصعب، وبتعبير الرئيس أبو مازن ارفعوا رؤوسكم عاليا فانتم فلسطينيون، وأي رؤوس أعلى من رؤوسنا هذه الأيام.'
واختتم عبد الرحيم كلمته: 'جنات الخلد لفقيدنا الغالي الشهيد خالد الحسن أبو السعيد، ولكل شهداء شعبنا وثورتنا وحركتنا القائدة ولكل شهداء امتنا العربية وكل أحرار العالم، والمجد والخلود لشهداء هبّة القدس العظيمة، والشفاء العاجل لجرحاها والحرية لأسرى الحرية'.
وفي كلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أوضح واصل أبو يوسف، أن الراحل خالد الحسن تبوأ موقعا مهما في حركة فتح ومسيرة النضال والكفاح الفلسطيني، وكان مؤثرا في الحركة وله حضور لافت على مستوى فصائل العمل الوطني، ما ترك أثرا واضحا على مستوى القضية الفلسطينية.
واشار الى أن الحسن كان يشكل مدرسة في الساحة الفلسطينية، ومتمسكا بالثوابت ويجدد مرارا تأكيده على حق العودة حتى آخر أيامه، كما كان رفيق درب الشهيد الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد.
وأوضح أبو يوسف أن الحسن كان لديه من الشجاعة والجرأة أن يعلن مواقفه ويتمسك بها، إلا أنه كان يحترم الاختلاف في الرأي مع الآخرين، ما دام همهم فلسطين.
وأكد أن شعبنا يواصل ذات الطريق ومصمم على أن كل ما يقوم به الاحتلال من قتل وهدم واحتجاز جثامين الشهداء، لن يكسر عزيمته ولن يستسلم حتى نيل حقوقه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
بدوره، قال رئيس ملتقى المثقفين المقدسي د. طلال أبو عفيفة: 'إن الراحل كان قائدا فلسطينيا وعربيا كبيرا، ترك بصمات نضالية وسياسية وفكرية واضحة ومتميزة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وشهد له الجميع لفكره المستنير في الغرب والشرق، حتى أن بعض ملوك ورؤساء الدول العربية كانوا يهتمون برأيه وفكره وتحليله للأوضاع الراهنة كما أن عددا من المؤسسات السياسية والفكرية الدولية كانت تدعوه وتستمع إليه '.
وتابع: 'كان الراحل قامة كبيرة كتب عشرات المؤلفات التاريخية والسياسية والفكرية نشر بعضها، ولم ينشر البعض الآخر حتى الآن، وهي بحاجة الى من يتبنى نشرها لتطلع عليها الأجيال الشابة وتتعرف على فكر هذا القائد والمفكر الفلسطيني'.
من جهته، شكر نجل الراحل هيثم الحسن، الرئيس محمود عباس والمنظمين لإحياء ذكرى والده، مشيرا إلى اللفتة الكريمة من الرئيس بتبني هذه الفعالية وإطلاق اسم خالد الحسن على مستشفى علاج مرضى السرطان وزراعة النخاع.
وأوضح أنه تم جمع كتب ومؤلفات الراحل وتم وضعها على قرص صلب، إضافة الى طباعة ثلاث نسخ ورقية، للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والإنساني.
وطالب نجل الراحل باعتماد دعوة الرئيس للعالم في الأمم المتحدة شعارا لهذه المرحلة، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ومواجهة دولة الاحتلال بروايتنا الفلسطينية لأنها تمثل الحقيقة وروايتهم مبنية على التزوير لطمس حقيقة وجود شعبنا .
وتخلل المهرجان عرض فيلم قصير عن سيرة الراحل خالد الحسن من انتاج تلفزيون فلسطين، وقصيدة ألقاها الطفل وسام شرف السوداني من مؤسسة الأشبال والزهرات اقليم رام الله والبيرة .
ولد الراحل خالد محمد سعيد الحسن (أبو السعيد) في قرية 'إجزم' جنوبي مدينة حيفا عام 1928، لأسرة وطنية ومتدينة، احتضنت خلال الثلاثينيات بعض اجتماعات الشيخ عز الدين القسام برفاقه الثوار، ودرس في حيفا وحصل على شهادة المترك، ثم التحق عام 1947 بجامعة لندن ودرس الاقتصاد، هجر وعائلته عام 1948 على اثر النكبة الى لبنان، ثم الى سوريا، ثم تشتت حال أفراد الأسرة بين الدول لتأمين لقمة العيش.
ويعتبر الحسن من رموز 'حركة التحرر الوطني الفلسطيني- فتح' وأحد قادة النضال الوطني الفلسطيني، وعرف بعطائه الفكري اللامع، وبروحه الديمقراطية، وببحثه الدؤوب عن التطور والإبداع في كافة مجالات العمل.
في عام 1959، وبعد وصوله الى سوريا قام بتأسيس 'مجموعة تحرير فلسطين'، ثم ساهم، وشقيقه القائد السياسي هاني الحسن في تأسيس 'حزب التحرير الإسلامي' إلا أن الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي حظر هذا الحزب، ما اضطر أبو السعيد مغادرة سوريا الى الكويت، وأثناء وجوده في الكويت التقى خالد الحسن ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهما، وشكلوا نسيجا قياديا لحركة 'فتح' المزمع الإعلان عن انطلاقتها فيما بعد.
وفي عام 1960 أصبح عضوا في حركة فتح، وشارك في أعمال المجلس الوطني التأسيسي الأول في القدس عام 1964، الى جانب ياسر عرفات كممثلين عن الجالية الفلسطينية في الكويت.
وتبوأ الحسن مناصب تنظيمية عديدة، من بينها: رئيسا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بين عامي (1968-1974)، ومفوضا للتعبئة والتنظيم بين عامي (1971-1974)، ورئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، فضلا عن كونه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1967، كما تولى مسؤولية الإعلام الموحد في حركة 'فتح' حتى وافته المنية في المغرب عام 1994.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها