نظمت حركة "فتح" في مخيم نهر البارد مسيرة جماهيرية حاشدة احياء للذكرى الواحدة والخمسين لإنطلاقتها، تقدمتها صورتا الرمز ياسر عرفات والرئيس محمود عباس، وطوابير الكشافة والأشبال وحملة المشاعل والأعلام والرايات.
وقد شارك في المسيرة ممثلو الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وكوكبة من فعاليات ووجهاء مخيمات الشمال، وقرى الجوار، إضافة إلى جماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني في الشمال.
وقد افتتحت مسيرة المشاعل بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، ثم أُقيم حفل افتتاح ساحة الرمز ياسر عرفات على وقع أصوات المفرقعات، وعلقت صورة كبيرة للرمز في قلب المخيم القديم .
ثم انطلقت المسيرة على وقع أناشيد العاصفة وزغاريد الجماهير من قلب المخيم لتجوب شوارع نهر البارد وصولاً إلى ساحة القدس حيث رحب  محمد أبو عرب بالوفود والجماهير المشاركة في المسيرة قائلا: "سنتابع مسيرتنا النضالية بعزم وإرادة لا تلين، حتى تحقيق أهدافنا العليا التي انطلقنا من أجلها في الفاتح من كانون الثاني لعام ١٩٦٥".
ثم ألقى كلمة حركة "فتح" أمين سرّها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض وجّه فيها التحية لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى الذين سقطوا على مر سنين الثورة الفلسطينية ولا زالوا يسقطون دفاعاً عن المقدسات الفلسطينية من خلال انتفاضة القدس .
وأشار فياض إلى أن انطلاقة حركة "فتح" قد أنارت برصاصاتها الأولى سماء غربة اللجوء، كما أسّست للعمل المسلم لاسترداد الوطن السليب، كما أشار إلى أن انتفاضة القدس وحدت الشعب الفلسطيني من خلال سيل الدماء التي نزفت دفاعاً عن الأقصى الشريف، مؤكداً على أن حركة "فتح" كانت ولا زالت أول من يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وحمايتها لتقوية الجبهة الداخلية لشعبنا الفلسطيني.
وتابع: "إن أبناء حركة "فتح" تلامذة مدرسة الشهيد الرمز ياسر عرفات يحافظون على أمانة الشهداء حتى تحقيق حلم التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
ونوّه فياض بالإحتفالات التي انطلقت في كل أماكن تواجد أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات إحياءً لذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وانطلاقة المارد الفتحاوي، وخصوصاً في غزة هاشم حيث أحيا جماهير شعبنا هذه المناسبة في كل بيت من بيوتها، وفي كل حي من أحيائها، لأنها الوفية للشهيد الرمز ياسر عرفات ولمسيرة حركة "فتح".
وتطرق فياض إلى معاناة أبناء شعبنا في غزة، مشيراً إلى ضرورة تخفيف معاناتهم من خلال رفع الحصار الصهيوني عن القطاع الحبيب، وأيضاً تسليم المعابر لحكومة الوفاق الوطني لتسهيل العبور من وإلى قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمخيم البارد، أكد فياض على رفضه لسياسة الأونروا بتقليص خدماتها، ووقفها لبدلات الإيجار عن أهالي مخيم نهر البارد، مطالباً بضرورة تسريع إعادة الإعمار، والإستمرار ببرنامج الطوارئ لحين الإنتهاء من إعادة الإعمار لأن معاناة أهالي المخيم باتت لا تطاق.

وتابع قائلاً: "يجب على الجميع تحمل مسؤولياته تجاههم، لأنهم دفعوا فاتورة لا دخل لهم بها، والكل وعدهم بالوقوف إلى جانبهم ولكن للأسف لم يتم الوفاء بالوعد لحد الآن".

وعقب الإنتهاء من كلمة "فتح"، قام الحضور بإيقاد شعلة انطلاقة الواحدة والخمسين وسط أصوات الألعاب النارية التي أضاءت سماء نهر البارد وعلى وقع الأغاني الثورية.