شاركت فصائل المقاومة الفلسطينية، واللجان الشعبية الفلسطينية، وجماهير مخيم الجليل، وأبناء الفتح ومحبيها، والمكاتب الحركية من الكشاف الحركي والأشبال، ومكتب الرياضة، والمكتب الحركي للمرأة، والمكتب الطلابي في البقاع، بمسيرة الفتح رغم الطقس العاصف والبرد الشديد إكراماً لرمزها وقادتها الشهداء، ودعماً لمسيرة الرئيس أبو مازن حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وفيي ختام المسيرة تجمع المشاركين أمام مقر قيادة حركة "فتح"، وألقى عضو قيادة المنطقة فراس الحاج كلمة أمين سر حركة "فتح" في البقاع د. نضال عزام جاء فيها: "تحتفل حركة "فتح" بذكرى إنطلاقتها الواحدة والخمسين إنطلاقة الثورة الفلسطينية عنوان هويتنا الوطنية والنضالية والمدافعة عن حقوقنا وتقرير مصيرنا والحافظة لتراثنا وإنجازاتنا التاريخية". إننا في حركة "فتح" نؤكد تمسكنا بمدرسة الثوابت الوطنية التي أسسها الشهيد الرمز ياسرعرفات وأهّلها لتكون طليعة الحركة الوطنية الفلسطينية والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لقد أثبتت حركة "فتح" قدرتها على تحمل الأمانة في الحفاظ على مسيرة الثورة الفلسطينية بعيداً عن التبعية والوصاية والتمسك بالقرار الفلسطيني المستقل.
إن حركة "فتح" حين أخذت قرارها التاريخي في 1965/1/1 بتنفيذ العملية العسكرية الأولى (عملية عيلبون) إنما كانت رسالة عنيفة وواضحة إلى الإحتلال بأننا بدأنا عصراً جديداً عصر حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح وإزالة الإحتلال وإستعادة الهوية الوطنية الفلسطينية.
إن حركة "فتح" التي أسسها وقادها الشهيد ياسرعرفات جاء بعده الرئيس أبو مازن صاحب الإرث النضالي والتجربة الغنية ليكمل المسيرة ويصون الثوابت الوطنية الفلسطينية التي ضحى من أجلها أبو عمار ثم وضعها في أيدٍ أمينة.
لقد تحمل الرئيس أبو مازن مسؤولياته بأمانة وإقتدار وقاد المركب الفلسطيني في ظل الأمواج المتلاطمة ووجود الإحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدر الشعب الفلسطيني والإنحياز الأمريكي وبعض الدول الأوروبية، والصمت العربي، إلا أنه إستطاع أن يشق الطريق نحو إزالة الإحتلال وتحقيق الإستقلال.
لقد تعاطت حركة "فتح" مع معضلة الإنقسام بمسؤولية عالية، حيث أصرت على الحوار الجاد مع حركة "حماس" بمشاركة كافة الفصائل وتمَّ التوصل الى إتفاقات موقّعة من الجميع. إن الإنقسام هو جوهر المعضلة الفلسطينية لأنه السبب في غياب الوحدة الوطنية والمانع لرسم أي إستراتيجية موحدة ضد الإحتلال، لأن العدو الإسرائيلي يعيش على تداعيات الإنقسام في الساحة الفلسطينية.
إن حركة "فتح" تتألم للواقع الصعب الذي يعيشه أهلنا في غزة ولتخفيف معاناتهم فإننا نطالب بتسليم معبر رفح لحرس الرئاسة الفلسطينية لإقناع الجانب المصري بتسهيل الأمور.
إن قيادة "م.ت.ف" حددت وجهتها بالنسبة للعلاقة مع سلطات الإحتلال الذي تأكد في مقررات المجلس المركزي على ضرورة إعادة النظر في إتفاق أوسلو وخاصة التنسيق الأمني لأنه لا يمكن للمنظمة أن تلتزم بما لم يلتزم به الجانب الإسرائيلي.
إن قيادة "م.ت.ف" والرئيس أبو مازن شقت طريقها الكفاحي ضد الإحتلال على مختلف الجبهات، ففي الوقت الذي يواصل شعبنا كفاحه الميداني والصمود بوجه كافة الإجراءات الإجرامية والعدوانية وبذل التضحيات، فإن الرئيس أبو مازن يجوب أطراف المعمورة محاوراً ومبدياً كل ما يتعلق بالموقف الفلسطيني القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية، وتوضيح السلوك الإجرامي الإسرائيلي وتعارضه مع المواثيق الدولية وممارساته العنصرية، إضافة إلى تصاعد الإستيطان والتهويد لتجنيد دول العالم لتأييد الحقوق الفلسطينية والإعتراف بالدولة الفلسطينية وبحق تقرير المصير.
لقد كان الإعتراف الدولي الساحق بفلسطين دولة تحت الإحتلال وقبول فلسطين عضواً عاملاً في مختلف المؤسسات الدولية وبرفع العلم الفلسطيني في مؤسسات الأمم المتحدة واضحة بأن الإحتلال إلى زوال، وأن النصر الفلسطيني يتحقق بعملية التراكم بحكم الظروف التي تحكم الواقع.
إن حركة "فتح" تتطلع إلى حلول سياسية للصراعات الجارية في الوطن العربي لأن ما يجري هو نوع من التدمير الذاتي على حساب شعوبنا العربية وتؤسس لمزيد من التقسيم الذي لا يخدم إلا الكيان الإسرائيلي.
إن حركة "فتح" تدعو كافة المؤسسات الدولية للضغط على الأونروا المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجيئين إلى الإلتزام الكامل بواجباتها تجاه أبناء شعبنا ونرفض سياستها الرامية إلى تقليص الخدمات تجاه أهلنا في لبنان وأهلنا اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا.
إننا نرى في هذه السياسة مؤامرة سياسية لإعفاء الأونروا من مسؤولياتها وفك إرتباطها بقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتظرون العودة إلى أرضهم إستناداً إلى القرار الأممي 194 منذ ما يزيد عن سبعة وستين عاماً.
أما على صعيد واقعنا في المخيمات، فإننا ندعو كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية إلى تعزيز الوحدة الداخلية عبر المواقف المسؤولة والشراكة الحقيقية لحماية أمن المخيمات وتحصين الأمن الإجتماعي ومحاربة كل أشكال الفتنة تجعلنا أقدر على تحمل مسؤولياتنا في الحفاظ على السلم الأهلي اللبناني الفلسطيني عبر التنسيق الأخوي مع الجهات الأمنية اللبنانية المعنية بالسيادة على كافة الأراضي اللبنانية.
إننا في حركة "فتح" نقدّر عالياً هبة الأقصى وأبطالها المقاومين، ومواقف الصمود اللبناني لدى أهالي الشهداء والجرحى والمعتقلين من الأطفال  والنساء والشبان. إننا نرى في هبّة الأقصى إستحقاقاً وطنياً جاء رداً تلقائياً على السياسات العنصرية الإجرامية والإعدامات الميدانية وحرق العائلات ومواصلة الإستيطان والتهويد وتقطيع أوصال القدس.
في هذه الذكرى المباركة وذكرى إنطلاقة حركة "فتح" فإننا نؤكد تمسكنا بثوابتنا الوطنية وحقنا في تقرير مصير شعبنا، وعودة اللاجئين إلى الأرض التي شُردوا منها. كما نؤكد إلتزامنا بمبادئ وأهداف وتماسك هذه الحركة الرائدة، وهي الضمانة الأساسية لنجاح المشروع الوطني.
كما نؤكد إلتفافنا وتماسكنا حول الرئيس محمود عباس  الذي أثبت وفاءه لنهج ياسر عرفات ولقوافل الشهداء ولمعاناة الأسرى ولتضحيات شعبنا، وإنها لثورة حتى النصر.