بقلم: د.عدنان غيث

مضى على رحيل الشهيد المؤسس والرمز الفلسطيني والعالمي ياسر عرفات أحد عشر عاما مرت خلالها قضيتنا الوطنية الفلسطينية ومحيطها العربي والعالمي بالكثير من المتغيرات والتجاذبات الا انه ومن اللافت رسوخ وثبات حضور تلك الشخصية الملهمة في الشهيد ياسر عرفات والذي وان رحل جسدا بقي روحا ومنهجية نضالية ومدرسة وطنية تخرج عبر صفوفها الأجيال المتعاقبة فصورته وكوفيته وكلماته ما زالت مصدر الهام لكل الشعب الفلسطيني وسفيرة لنا في كل اصقاع الأرض.

ومن ابرز تلك الكلمات التي رددها شهيدنا الراحل ياسر عرفات "على القدس رايحين شهداء بالملايين" وكنت كغيري من ابناء شعبنا الفلسطيني وفي كل المحافل التي جمعتنا بشهيدنا الحي نردد هذه الكلمات الا اننا لم نكن نعي حينها ان ياسر عرفات يقدم لنا شيفرة الكفاح الوطني وكلمة السر في معركتنا الوطنية الفلسطينية وكانت اعجازية ياسر عرفات بعنونة المرحلة النضالية وتحديد بوصلتها وتجسيدها في القدس كعاصمة ابدية لشعبنا الفلسطيني، فكان آنذاك يعطينا تلك الاشارات بأن معركة القدس وتحريرها بحاجة الى الكل الفلسطيني والعربي موحدين بالعمل والكفاح الوطني من أجلها وان طريق القدس واضحة جلية لا يسلكها الا من حمل روحه على كفيه وجاد بدمه على مذبح الحرية والاستقلال فالقدس والمسجد الأقصى المبارك يسرج في قناديلهما دماء زكية تدفقت وما زالت في سبيل تحريرها.

القدس وأيقونتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة يقينا تكره الدموع وتعشق البذل والتفاني والتضحية. فكانت تلك الكلمات للشهيد الحي ترسيم وتوضيح للمرحلة، وتحديد خارطتها ويتضح جليا وبعد كل تلك الأعوام على رحيل الشهيد الحي ياسر عرفات ان الشعب الفلسطيني واجياله المتعاقبة التقطت وفهمت تلك الاشارات وعبرت عنها من خلال كل ذلك الفداء الذي يقدم دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وتعالي كل اصوات الشرفاء والمخلصين في سبيل وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني ورفض كل تلك الانقسامات والأجندات المشبوهة التي تطل برأسها بين الحين والآخر على قضيتنا الوطنية. ونحن نحيي الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس والرمز ياسر عرفات نجدد العهد له ان ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب القدس. وان كفاحنا الوطني مستمر في الطريق الذي رصفه الشهيد الخالد ياسر عرفات وارتقى لأجله شهيدا شهيدا شهيدا.