رحل ابن الأرض حبيب الأرض، القائد المناضل الثائر عبد العزيز شاهين " أبوعلي "، عضو المجلس الثوري السابق، وعضو لجنة الإشراف، وعضو اللجنة الحركية العليا، وعضو المجلس الاستشاري لحركة "فتح"، ووزير التموين السابق في حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية، القائد المعلم في معتقلات الاحتلال، الصامد العنيد في الإقامة الجبرية، الشجاع الفدائي في المنفي والإبعاد، و الرجل المناضل في ملاحقة ومطاردة الاحتلال له، وفارس عتمة الليل ورهبة العمل السري، رحل ولازلنا على طريق الهدف، فوق ارض المعركة، ارض النضال المقدسة، رحل مخلصاً للثورة والوطن، عاشقاً لناسها وجبالها وسهلها ووديانها وعبق شهدائها وتاريخ حضاراتها وفلسفة الخلاص من كابوس الاحتلال، لقد كان واحداً من العمالقة وسيبقى صانعاً للمجد الفتحاوي، كيف لا وهو من ساهم في صناعة أدبيات الثورة وتنظيمها وغرس أفكاره في عقول الأجيال جيل بعد جيل، عاش مكافحاً وودوداً وصادقاً مع الجماهير، لقد كان صادقاً حين قال "لقد صنعت فتح الحدث أعادت بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية، وجعلت من منظمة التحرير الفلسطينية وطناً معنوياً للفلسطينيين إلى أن عادت للخريطة لتتشكل أول سلطة فلسطينية والتي ما كان لها أن تعود على الخارطة دون فتح التي نفخر بانتمائنا لها، فهي حركة صانعة للحدث.

 اليوم نردد كلماتك "إن هذه ليست ساعة للحزن ولكنها ساعة للعمل" ونقسم أن نصون وصايا وإرث ودماء الشهداء، و أن تبقى الوحدة الوطنية بين الكل الفلسطيني ونحافظ على مبادئ العمل الوطني، وأن تبقى فتح حامية لواء النضال والحامي للمشروع الوطني، وأن يبقى العهد هو العهد، و القسم هو القسم، فلا تنازل ولا مساومة على ثوابتنا الوطنية حتى يرتفع علمنا الفلسطيني على مساجد القدس وكنائسها وحتى يتحرر الوطن والأسرى ويعود لاجئينا، هذا حلمك وحلمنا، هذا مشروعك ومشروعنا، هذا همك وهمنا، هذا هو المشوار وحنكمل المشوار، وستبقى المبادئ والثوابت طريقنا وسنحمل البندقية التي اشترطت أن تعود لأرض المعركة حاملها .

سافرت لتلتحق بركب قادتنا العظام المؤسسين المناضلين، الكماليين وأبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول وشرار والحسنين والحسيني والأغا والسبعاوي والمجايدة والقائد العام الرمز أبو عمار وكل الشهداء،  الأخ القائد الكبير أبوعلي شاهين، في يوم وداعك نقولها وبكل الحزن : " إن العينَ لتدمع وإن القلبً ليحزن، وإنا على فراقِك يا أبا علي لمحزونون " فإلى جنات الخُلد يا قائدنا الكبير ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جنانه ويلهم ذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.