قال وزير الخارجية رياض المالكي، إن الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس، دعا محكمة الجنايات الدولية أمس، خلال لقائه مع المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا، إلى فتح تحقيق فوري بجرائم الاحتلال بحق شعبنا، مشددا على ضرورة إرسال وفد من المحكمة إلى الأرض الفلسطينية لتوثيق المعلومات والحقائق.

وأوضح المالكي في حديث لإذاعة موطني اليوم السبت، أن مهمة وفد المحكمة الذي دعا الجانب الفلسطيني إلى إرساله للأرض الفلسطينية، هي الاطلاع على حقيقة الأوضاع وتوثيق كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي للاستفادة من المعلومات والمعطيات في عملية تسريع فتح تحقيق رسمي ضد حكومة الاحتلال وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني'.

وأشار المالكي إلى أن الوفد الفلسطيني حمل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مسؤولية الجرائم التي يرتكبها جيشها بحق الشعب الفلسطيني، قائلا: 'أكدنا للمحكمة الجنائية أن بقاء دولة الاحتلال الإسرائيلي فوق القانون، قد سمح لها في استمرار انتهاك القانون الدولي وارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وأن الإفلات من العقاب هو منبع كل الجرائم'، لافتا إلى مطالبة الجانب الفلسطيني المحكمة باعتماد التقارير الدولية الصادرة عن الهيئات الدولية بما فيها تقارير الأمم المتحدة التي تسلط الضوء على الجرائم التي تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المالكي: 'كنا قد قدمنا سابقا للمحكمة ملفات تتعلق بإحراق وقتل عائلة دوابشة، وبالأمس قدمنا ملفات حول كل ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية من إعدامات ميدانية وجرائم القتل وهدم المنازل،، مضيفا: 'المعلومات الآن أمام مكتب المدعية العامة لاعتمادها ضمن سياق الفحص الأولي، حيث أشرنا إلى أن جرائم حكومة الاحتلال الإسرائيلي نمطية وممنهجة وواسعة النطاق، وشددنا على دور المحكمة في تشكيل نظام حماية للشعب الفلسطيني ضد هذه الجرائم من خلال مساءلة منفذي الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب، كما أكدنا أهمية المحكمة في عدم إعفاء الدول من تحمل مسؤولياتها والتزاماتها في ضمان احترام القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي'.

وحول لقاء الرئيس محمود عباس مع ملك هولندا، قال المالكي: 'الملك الهولندي كان في زيارة للصين وعاد لاستقبال الرئيس محمود عباس، وهذه إشارة هامة حول العلاقات المتطورة نتيجة الزيارات الرئيس المتكررة إلى هولندا، مضيفا: 'كان اللقاء مميزا ويعكس الاهتمام الكبير الذي توليه مملكة هولندا من أجل الوصول للعدالة في فلسطين، حيث أطلع الرئيس الملك الهولندي ويليام الكسندر على الاوضاع في فلسطين بشكل تفصيلي، مشيرا إلى أن الملك الهولندي أكد أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين دولتي هولندا وفلسطين لترتقي إلى أعلى المستويات، وشدد على أهمية الوصول إلى اتفاق سلام يسمح بقيام الدولة الفلسطينية وينهي معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.

وحول لقاء الرئيس بالجالية اليهودية في هولندا، قال المالكي: 'الرئيس حريص على لقاء الجالية اليهودية من أجل تصحيح الصورة النمطية التي لقنوا بها، ومن أجل إنهاء محاولات السفارة الإسرائيلية فرض هذه الصورة في عقولهم، ولاطلاعهم مباشرة على حقيقة المواقف الفلسطينية، ورغبة فلسطين في الوصول إلى اتفاق سلام مع الجانب الإسرائيلي، مضيفا: 'رغم حدة الاسئلة التي بدأوا بها، وتلقين بعضهم بأسئلة من السفارة الإسرائيلية، إلا أن نتائج اللقاء كانت هامة جدا في إطار أهداف الاستراتيجية التي يعمل الرئيس على تحقيقها، وذلك نتيجة حكمته وحنكته.