حرصاً منها على استنهاض العمل التنظيمي وتطويره الذي هو عماد مسيرتنا النضالية، قامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" إقليم لبنان بالتنسيق مع مكتب المتابعة التنظيمية في منطقة بيروت بتخريج دورة "الشهيد جواد أبو عزيزة" التعبوية التنظيمية، والتي كانت قد بدأت منذ شهر في قاعة الكشافة في مخيم برج البراجنة، وذلك مساء الخميس 17 أيلول 2015 وبحضور أمين سر الإقليم الحاج رفعت شناعة، وأمين سر الحركة في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلي اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني، وعدد كبير من الكادر الفتحاوي والمشاركين في الدورة.

بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، تلاه النشيدين الفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

عضو قيادة بيروت وأمين سر المكتب الحركي الطلابي في لبنان عبد منصورة وبعد الكلمة الترحيبية لفت إلى أهمية العمل التنظيمي والدور الطليعي للطلاب في قيادة الحركة مستقبلاً. مستعرضاً العمل التنظيمي للحركة منذ بداياته. مؤكداً أنَّ حركة "فتح" كانت ولا زالت رائدة العمل النضالي وإنها تعتمد أساليب نضالية متعددة حسب المعطيات والمستجدات السياسية الدولية.

الطالبة أية الحسن ألقت كلمة الخريجين جاء فيها: لا يسعنا اليوم إلا تقديم الشكر الوفير للمحاضرين الذين حرصوا على تقديمهم لنا ما اكتسبوه من خبرة كبيرة وما قدموه من معلومات ومهارات أدت إلى رقي فكرنا وتوسيع آفاقنا وتطوير قدراتنا، شرف عظيم أن أقف في هذه اللحظة أمامكم وأنتم تودعون حقبة زمنية مليئة بالكفاح والاصرار وكذلك التقدير لجهودكم ما من شك أنها لحظات مؤثرة ممزوجة بالفرح لأنكم ستنتقلون الآن إلى مرحلة جديدة في عالم الغد.

عضو قيادة المنطقة ومسؤول المتابعة التنظيمية في بيروت ناصر الأسعد قال: في مدرسة "فتح"  درسنا أدبيات الحركة ونظامها الداخلي حفظنا تاريخ الأجداد والقادة العظام وأبلغونا بعد أن علمونا بأن البندقية المسيسة هي صانعة الانتصارات ورافعة الشأن والوجود وحامية الجماهير والقضية، أما البندقية السوداء المأجورة فهي حكماً بندقية صانعة الهزائم والفتن، لذلك كانت دورتنا التعبوية التنظيمية ولأننا حركة تحترم شهداءها، ونضالنا عمل تراكمي لا يبدأ من تاريخ انتماء العضو إلى الحركة بل هناك أجيال قد سبقت ومهدت الطريق إلينا لذلك أسمينا دورتنا دورة الشهيد جواد أبو عزيزة.

إن أهمية انتماء أي عضو إلى أي حركة سياسية أو حزب تكمن في التزامه بالأطر التنظيمية ومناقشة العمل بشكل جدي لتطبيق البرنامج السياسي الذي يحدد التوجهات المرحلية والاستراتيجية حسب التطورات والظروف في المنطقة لذلك يجب على كل كادر قراءة التعميم السياسي والالتزام به حتى نوحد الخطاب السياسي ونتكلم جميعاً بلغة سياسية واحدة.

إننا ما زلنا تحت الاحتلال وما زالت حركة "فتح" تحرر وطني والقيادة الفلسطينية برئاسة أبو مازن تقوم باعداد وتجهيز والتحضير لمعركة مع العدو الذي ورث من الشهيد الرمز أبو عمار الثورة وفكرة الدولة وحولت الفكرة إلى واقع مرسم بالجغرافيا والسياسية والبعد الدولي والدبلوماسي.

الرئيس أبو مازن يدعونا إلى التشبث بالأرض والبقاء فيها وعدم الرحيل عنها وتقوم قيادتنا الحكيمة بواجباتها تجاهنا من خلال تعزيز الصمود وتراهن على متغيرات اقليمية ودولية وعدالة قضيتنا وحقنا التاريخي، كما مضى أبو عمار شهيداً، الرئيس أبو مازن من نفس المدرسة الفلسطينية الفتحاوية يتمنى الشهادة في سبيل فلسطين القضية.

أمين سر الاقليم ومسؤول مفوضية الإعلام والثقافة في لبنان الحاج رفعت شناعة قال:
نرحب بكافة الأخوة الذين جاؤوا ليؤكدوا مساندتهم ودعمهم المعنوي لهذه الدورات التعبوية التي نريد من خلالها بناء حركة "فتح" البناء الاطاري والسياسي والتنظيمي والسلوكي الجماهيري والاخلاقي لأننا في حركة "فتح"، لأننا حركة الشعب الفلسطيني، نحن الحركة الوطنية التي انطلقت من داخل أطر هذا الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، انطلقنا من رحم المعاناة والمأساة التي عاشها أهلنا وفي الوقت الذي كانت تشتد به الظروف الأمنية على أهلنا في كل الأقطار العربية كنا في حركة "فتح" نعمل على تحويل خيمة التشرد إلى خيمة قتال ونعيد رسم الهوية الفلسطينية والكيان الفلسطيني، إن هذا الحمل الثقيل الذي حمله أسلافنا وقيادتنا الذين سبقونا في البدايات منذ تأسيس حركة "فتح" وانطلاقتها ينطبق علينا، اليوم نحن في حركة "فتح" كقيادة يجب أن نكون على قدر المسؤولية وأن نعي تماماً ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، مسؤوليات تنظيمية أو جماهيرية اجتماعية لأننا نحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وعندما عقدنا العزم على بدء هذه الدورة التنظيمية كنا نعي تماماً أنه بعد شهر أو شهر ونصف سيكون هناك قيادات متمكنة قادرة على التواصل مع مختلف الأطر التنظيمية في شعبنا ومناطقنا، نحن بحاجة إلى من كان متمكناً في التعبير والتطبيق العملي، نحن بحاجة إلى من يترجم مواقفنا التنظيمية والسياسية على أسس أخلاقية، لأننا نؤمن بأن جماهيرنا إذا وقفت معنا سنتتصر وإذالم تقف معنا لا شك بأننا سندخل في مأزق ومأساة، ومن هنا نحن جادون بأن تبرزون صورتنا مشرقة ليس فقط ظاهرياً بل بالعمق التنظيمي وبالعلاقة الدقيقة مع كل مكونات مجتمعنا الفلسطيني، نحن اليوم ندعو هذه الأطر التنظيمية والأخوة الذين سنخرّجهم اليوم ونوزع عليهم الشهادات نريدهم أن يعرفوا بأن هذه المسيرة صعبة وشاقة وليست نزهة ولا رحلة فيها سهر وتعب ومشقة، والالتزام والانضباط والحركة تستقبل كل من يكون وفياً لها لكنها لا يمكن أن تستقبل من لا يكون وفياً لها لأن الوفاء هو أحد الأعمدة التي بنيت عليها حركة "فتح" ومن هنا علينا أن نكون واعين تماماً لما يدور حولنا من مخاطر وصعوبات وأن نستعد بالمواجهة وبتحمل المسؤوليات حسب اقتضاء الحاجة سواء كنا هنا في المخيمات أو ما يكون مطلوب منا لدعم أهلنا في الداخل.

وعن الانتهاكات الاسرائيلية للمسجد الأقصى قال شناعة: نحن اليوم أمام استحقاق فيه الكثير من التعقيدات حكومة نتنياهو العنصرية التي تقوم اليوم بتنفيذ مخططها وهو يستهدف المسجد الأقصى لم يكن غريباً ونحن لسنا متفاجئين أن تكون هذه المؤامرة في هذه المرحلة وأن تستهدف هذا المسجد الذي هو ملك لكل العرب ولكل المسلمين، هو ليس فقط للفلسطينيين لكن شاء القدر أن يكون العرب نائمين وأن يكون المسلمين بعيدين وأن لا يكون في الساحة إلا أبناء القدس. نتنياهو استغل ما يجري في الوطن العربي من نزاع وقتال وحروب تنتهي بالابادة البشرية وتدمير الاقتصاد والطاقات الشبابية الذي يجب أن يكون على أرض فلسطين وأن يستشهد على أرض فلسطين وليست في الصراعات الداخلية العربية لكن هذه الأجواء التناحرية في الوطن العربي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، ليس رابح حتى الآن سوى العدو الاسرائيلي هو في غاية السعادة لأن وطننا العربي ينزف والدم الفلسطيني أيضاً ينزف ونحن لنا الشرف أن تنزف دماءنا على أرضنا لأن هذه أمنية كل واحد فيها أن يموت ويستشهد هناك على أرضه وجهاً لوجه مع الاحتلال الاسرائيلي، معركة نخوضها يومياً في هذا الوقت الذي يعيشه العالم العربي الذي بدأ المشروع المتفق عليه في الكنيست الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية وهي تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين بالقوة والصراع المباشر اليومي وهناك أساليب مختلفة تستخدمها حكومة نتنياهو العنصرية للضغط على الشعب المقدسي وعلى أهل فلسطين وأهلنا الذين يقيمون في مناطق ال 48 لأنه علينا أن لا ننسى أن الذين يذهبون إلى المسجد الأقصى يصلون ويتعبدون ويستمرون في البقاء طيلة الليل حتى الصباح ليتصدوا للمستوطنين لأن خطة نتنياهو التقسيم الزماني أي أنَّ المستوطنين اليهود يأتون الساعة السابعة صباحاً ويبقون في المسجد حتى الساعة الحادية عشر. لذلك معظم أهلنا في القدس وأراضي 48 هؤلاء يتحملون الأعباء ونحن نعتز ونفتخر بأن تنظيم حركة "فتح" يتحمل العبء الأكبر من المواجهة.

عندما تهدد الأماكن الاسلامية فهذا يعني أنَّ الأماكن المسيحية ستكون مهددة أيضاً وهذا ما يعرفه رجال الدين المسيحيين الذين جاؤوا بالأمس للرئيس أبو مازن وأعلنوا تأييدهم للرئيس ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني. اليوم بدأت اجراءات فيها نوع من التشريد على الشباب والنساء أول اجراء هو التقنيص حيث أعطت الحكومة الاسرائيلية إذناً رسمياً استخدام القناصات ضد كل من يشتبك مع شرطي أو جندي أو مستوطن يعني من حق هؤلاء أن يفعلوا ما يريدون ولا يحق للفلسطيني أن يدافع حتى بالحجر، واليوم اعتقد خلال الأسبوع القادم سيتم فرض قرارات جديدة على كل من ضرب حجر أو يضرب حجر باعتبار أن المستوطنين أصحاب حق وإن حملة الحجارة هم ليسوا من أصحاب الحق في هذا المجال.

نتيناهو لا يرى أحد أمامه في هذا العالم فالولايات المتحدة تقف معه، ويناصره المجتمع الأوروبي، والعالم العربي منشغل بمشاكله الداخلية ونحن في الواقع الفلسطيني لا زلنا في حالة انقسام ونتنياهو يراهن عليها.

ودعماً للمسجد الأقصى لفت شناعة: شرف لنا أن نواجههم في فلسطين ونحن أيضاً في لبنان يجب أن نكون في أول المتظاهرين والمعتصمين الذين يقفون وقفة إكبار وإجلال لأهلنا وشعبنا في القدس حتى يشعروا بأن الفلسطينيين في لبنان هم أهلهم وجزء لا يتجزأ منهم. ستبدأ هذه الفاعليات قريباً جداً ونأمل أن تكون هناك مشاركة عن قناعة وليست مشاركة شكلية، و كما قلت المقدسات في خطر ستضيع إذا لم نقف كلنا وقفة واحدة.

وعن الوحدة الوطنية قال: نحن نقول آن الأوان أن يكون هناك وحدة وطنية خالصة ولحمة حقيقة وأن ينتهي الانقسام لأن ما يفعله وما يخطط له اليهود في أرضنا ومقدساتنا هو أمر خطير جداً.

وعن الخطاب المستقبلي للرئيس أبو مازن أمام الجمعية العمومية قال شناعة: خلال أسبوع سيكون هناك خطاب هام جداً للرئيس أبو مازن في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وهذا الخطاب سنوي ولكن هذه المرة ستكون هناك قضايا جوهرية مهمة جداً سيتم طرحها من خلال الرئيس، البعض سماها قنابل سياسية سيتم التحدث بها وابلاغ العالم عنها، وسيخاطب العالم كله بما يجري على أرض فلسطين. أيضاً سيقول لهم إن الشعب الفلسطيني الذي صبر وتحمل لن يستطيع البقاء على ما هو عليه سيكون هناك تحديات جديدة ومواجهات جديدة على أرض فلسطين، والرئيس وعد أن هناك قضايا سيتم طرحها وتم الاتفاق عليها في المجلس المركزي سيتم طرحها في المجلس الوطني وابلاغ العالم بها وأولاً شطب العديد من الاتفاقات بيننا وبين الاحتلال منها اتفاق أوسلو الذي لا زال الفلسطيني يتفق عليه أما الاسرائيلي فلا يعترف به، سيقول لهم سنفك هذه العلاقة، سواء الجانب الاقتصادي والتنسيق الأمني الموجود هذه قضايا كبيرة مهمة، خطيرة وجوهرية سيطرحها لكنها بحاجة إلى موقف فلسطيني عظيم جداً وقوي جداً حتى تتحمله. كل القوى الفلسطينية تطالب أبو مازن الانتهاء من التنسيق الأمني لكنه يحسب الأمور جيداً إذا أردتم أن نلغي التنسيق الأمني... ماذا يعني التنسيق الأمني؟ كيف سنتصرف؟ لن يكون هناك سلطة قادرة على أخذ أي قرار لأن اسرائيل لن تعطي الموافقة على أي شيء لا بالدخول ولا بالخروج لا بالصناعة ولا بالزراعة يعني ممنوع التنقل حتى بين الضفة والقدس أو بين الضفة وعمان. هذه القضايا كانت ضمن التنسيق الأمني. عندما نفك هذا التنسيق الأمني يجب أن نتحمل مسؤولياته يجب أن نقول لشعبنا ما الذي ينتظره بعد انهاء هذا التنسيق الأمني؟ يعني عليه تقع تبعات كبيرة هناك سيكون خلل في الجوانب الصحية والاجتماعية فهناك تنتظرنا محطات صعبة جداً وهذا ما كان يريد الرئيس أبو مازن أن يتحدث عنه في المجلس الوطني لو عقد في التاريخ الذي كان مقرراً طالما أن الأغلبية من الفصائل كان تطالب بتأجيله فكأن الرئيس أبو مازن لم يكن ممانعاً، لذلك في الأمم المتحدة سيقول كلمة الشعب الفلسطيني وسيضع العالم أمام مسؤولياته تفضلوا مثلما أعطيتم الحق لاسرائيل باقامة دولة على أرض ليست أرضهم لماذا لا تعطون الحق للشعب الفلسطيني باقامة دولته على أرضه؟ لماذا لا توافقون على ازالة الاحتلال من أرضنا من الضفه وقطاع غزة الذي احتل في 1967؟ لأنه يجب أن يكون هذا الخطاب خطاباً حاسماً، لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل وأصبح اليوم أمام وقائع جديدة، المقاومة الشعبية التي تمَّ التحدث عنها يجب أن يتم تفعيلها على أبعد حدود بالتأكيد هذه المقاومة ستأخذ أبعاداً كثيرة لكن بالنسبة لنا بدايتها انهاء الانقسام حتى نقاتل معاً. هذا العدو الاسرائيلي يستغل أي تناقض فلنكن يداً واحدة ونحن على ثقة بأن النصر سيكون حليفنا.

وختم الاحتفال بتكريم عائلة الشهيد جواد أبو عزيزة بتقديم درع الشهيد ياسر عرفات وتوزيع الشهادات على الخريجين.