شاركت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أمين سرها وأمين سر حركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وعدد من أعضاء قيادة المنطقة وأمناء سر وأعضاء الشُّعَب التنظيمية في صيدا بالاحتفال الذي نظّمه التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وذلك في ساحة الشهداء في صيدا.

وحضر الاحتفال، إلى جانب أمين عام التنظيم الدكتور أسامة سعد، ممثلو الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد كبير من الشباب الذين رفعوا أعلام جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وأعلام التنظيم والأحزاب الوطنية الأخرى، وعلم فلسطين.

بدأ الاحتفال بكلمة لعضو اللجنة المركزية للتنظيم لينا مياسي، رحّبت فيها بالحضور، ونوّهت إلى أن صيدا هي صمام أمان وأنها الرائدة في صنع التاريخ المقاوم، وأكّدت أن "صيدا مدينة الشهيد معروف سعد ورمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد تعلن تأييدها وتضامنها مع شباب الحراك الشعبي ومع مطالبه بالتغيير وتعدُّ نفسها جزءاً من هذا الحراك".

كما توجّهت بتحية التضامن للمناضلين المرابطين في الأقصى الذي يتصدون للخطر الصهيوني بالصدور العارية بالنيابة عن الأمة العربية كلها.

وكان للدكتور أسامة سعد كلمة في المناسبة، مما جاء فيها: "في هذه الذكرى نتوجّه بالتحية إلى أبطال المقاومة وشهداء المقاومة ورواد المقاومة... إلى رائد المقاومة في لبنان وفلسطين الشهيد معروف سعد، وإلى رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد، وإلى سائر شهداء المقاومة الميامين".

وقال سعد: "في السادس عشر من أيلول العام 1982 ومن وسط الموت والدمار والركام وباسم ألوف الشهداء والضحايا والمصابين انطلق نداء المقاومة: أيها اللبنانيون إلى السلاح دفاعاً عن الوطن... انطلق النداء من بيروت قلب لبنان ... ومن بيت قائد الحركة الوطنية اللبنانية الشهيد كمال جنبلاط... انطلق النداء ليعلن عن انتقال نضال الحركة الوطنية اللبنانية إلى مرحلة نوعية جديدة... انطلق النداء ليؤكّد خيار المقاومة المسلحة في مواجهة جيش الاحتلال، ومواصلة الكفاح من أجل عروبة لبنان، وعلى استمرار النضال من أجل الخلاص من النظام الطائفي العفن، ومن سلطة تحالف زعماء الطوائف وحيتان المال.

لقد أطلقت القوى التقدمية اللبنانية جبهة المقاومة لكي تشق الطريق نحو التحرير والتوحيد والتغيير... فانطلق المقاومون في كل مكان ... في بيروت وصيدا والجنوب .. وفي الجبل والبقاع وسائر المناطق... وانطلقوا من مخيم عين الحلوة وبقية المخيمات الفلسطينية... وخاضوا المعارك وسجّلوا أروع ملاحم البطولة. وانضم اليهم مجاهدو المقاومة الإسلامية الذين واجهوا قوات الاحتلال بكل إقدام وشجاعة، وألحقوا بها الخسائر الفادحة بعد أن أنجزوا خطوات نوعية متقدمة في مسيرة المقاومة"، مضيفاً "هكذا جرى إرغام جيش الاحتلال على الاندحار مهزوماً من غالبية الأراضي اللبنانية المحتلة، وهكذا تم إسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر، كما تم إلحاق الهزيمة به في حرب 2006".

وتوجّه بالتحية للمقاومين الأبطال الساهرين على حماية لبنان من العدو الصهيوني وللجيش اللبناني الباسل الذي يواجه الإرهاب داعياً لتوسيع دائرة الالتفاف الشعبي حول المقاومة وتعزيز قدرات الجيش.

ونوّه سعد بالتضحيات التي قدّمها المقاومون، وأكّد ان "الحراك الشعبي المنتفض ضد النظام الطائفي العفن ما هو إلا أسلوب جديد في المقاومة ضد أعداء الداخل... وما التحركات الشبابية والمطلبية الهادفة إلى تحرير المواطن من الاستغلال إلا استكمال لمعركة تحرير الوطن من الاحتلال"، وأدن "ممارسات القمع والعنف الذي تعرّض له المتظاهرون اليوم من قبل السلطة وأدواتها"، داعياً مناضلي الحراك كافة إلى توحيد صفوفهم تحت راية برنامج للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ووضع النضال على رأس سلم أولوياتهم من أجل "الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب والعجز والفساد إلى الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية" على حد تعبيره، مشدّداً على أن المدخل الرئيس إلى تجاوز النظام القائم هو سن قانون جديد للانتخاب خارج القيد الطائفي، وقائم على النسبية والدائرة الوطنية الواحدة.

ثم قال سعد: "المسجد الاقصى المبارك تُنتَهك حُرمَته من قبل جنود العدو الصهيوني ومستوطنيه. القدس عروس العروبة يغتصبها الصهاينة... وأراضي الضفة الغربية تصادرها حكومة العدو... والقضية الفلسطينية تتعرّض للتصفية. لكن في المقابل تقف مجموعات من المعتصمين الشجعان المرابطين في الاقصى ... يواجهون بالصدور العارية الصهاينة المدججين بالسلاح... وأهالي القدس والضفة الغربية يواجهون التهويد والاستيطان .. والفلسطينيون في أراضي الـ48 يتصدون لمحاولات العدو إلغاء هويتهم العربية.. والمقاومون في غزة، وفي كل فلسطين، صامدون ومصممون على مواصلة طريق الكفاح حتى التحرير"، منوّهاً إلى ان "الخطر هو في ترك الفلسطينيين في الداخل يخوضون المواجهة وحدهم، بينما الأنظمة العربية صامتة صمت القبور تجاه ما يجري، بل هي تسارع إلى تطبيع العلاقات مع اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، في ظل مواصلة الجماعات الظلامية الإرهابية تواصل عملها لإنهاك الجيوش العربية، وإضعاف الحصانة الشعبية العربية في مواجهة العدو، وقد وصل تآمر تلك الجماعات إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعلى رأسها مخيم عين الحلوة".

ودعا للتضامن بكل أشكاله مع أهالي القدس والأراضي المحتلة والتحرك العاجل لنصرة الأقصى والقدس وكل فلسطين ولتحصين مخيم عين الحلوة وسائر المخيمات في مواجهة مؤامرة التخريب والإرهاب.

وختم كلمته  بتجديد العهد بالاستمرار على طريق المقاومة والكفاح والنضال دفاعاً عن قضايا الشعب والوطن والأمة والوقوف مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية حتى التحرير والعودة.

ثم توجّه المشاركون يتقدّمهم سعد وشبايطة وأضاؤوا شعلة المقاومة.