اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات، موقف المجتمع الدولي تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيين الأطفال، فى سجون الاحتلال الاسرائيلى بأنه متواطئ ومنحاز، حيث أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، جعلت من سلب الأطفال حريتهم "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة، ورغم ذلك لم تتحرك أركان هذا المجتمع مع مشاهد التعذيب والانتهاك التي يتعرض لها أطفال فلسطين على يد الاحتلال .
وقال المركز إن الاحتلال يحتجز فى سجونه (210) من القاصرين بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، في ظروف قاسية جدا، وتتعامل معهم ليس ضمن ما نصت عليه مواثيق حقوق الإنسان، إنما تعاملهم كمخربين وتصفهم بالإرهاربين، وتذيقهم كل أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم، وحرمان من الزيارة، واستخدمت معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وأوضح الأشقر بان الأسرى الأطفال موزعين على ثلاثة سجون رئيسية حيث ما يقارب من نصفهم يحتجزون فى سجن عوفر وعددهم (100) من الأشبال، بينما فى سجن مجدو وتحديدا قسم 3 يقبع ( 53) من القاصرين، و فى سجن هشارون يوجد (40) من الأشبال ، والباقي يتواجدون في مراكز التحقيق والتوقيف ، وجميعهم يعيشون نفس الظروف القاسية والمحبطة.
وبين المركز أن الأسرى الأشبال في سجون الاحتلال، يحرمون من ابسط مقومات الحياة البسيطة، ويتعرضون إلى الاستفزاز والشتائم من قبل عناصر شرطة السجن بشكل دائم ، إضافة إلى عمليات اقتحام لغرفهم وقمعهم، و الزج بهم فى غرف بجوار المعتقلين الجنائيين اليهود الذين يتعرضون لهم بالمضايقة بشكل مستمر ، هذا عدا عن الاكتظاظ الشديد في الغرف والزنازين بشكل لا يحتمل حيث يضطر بعضهم للنوم على الأرض .
ويعانى الأسرى الأشبال فى عوفر من سوء المعيشة ، وقلة النظافة وسوء الطعام المقدم لهم ، ومن عمليات التفتيش التي تجريها الادارة لغرفهم بشكل مستمر وخاصة بعد منتصف الليل ، وانتشار الحشرات والقوارض دون مكافحة لها، وقلة الملابس ، وانعدام وسائل النظافة، هذا عدا عن الاهانة والشتم الذي يتعرض له الأشبال هناك، إضافة إلى فرض غرامات مالية باهظة عليهم فى حال مخالفة قوانين السجن كما تدعى الإدارة فى كثير من الأوقات .
وأشار المركز إلى ان الأشبال في سجن هشارون تعرضوا للقمع قبل أسبوعين ، بعد اقتحام غرفهم ورش الفلفل الحار على عدد منهم ، مما تسبب في إيذائهم وإصابتهم بحروق وألام فى العيون، وذلك بسبب احتجاجهم السلمى على وضعهم قرب الجنائيين بالطرق على الأبواب والشبابيك ، و لم تكتفي الإدارة بذلك بل فرضت على الأشبال العديد من العقوبات على اثر احتجاجهم ومنها إغلاق القسم والحرمان من الكنتين والحرمان من استلام الطعام، وعزل عدد منهم اتهمهم بقيادة الاحتجاج في الزنازين الانفرادية .
وأضاف بان الأوضاع القاسية للأشبال تتضمن وجود عدد كبير منهم يعانون من أمراض مختلفة داخل السجن، ورغم ذلك لا يراعى الاحتلال صغر سنهم ، ولا يوفر لهم اى علاج مناسب لأوضاعهم المرضية ، مما أدى إلى تفاقم العديد منها ، وابرز المشاكل الصحية التي يتعرض لها الأشبال مشاكل في التنفس نتيجة ظروف السجن السيئة والإغلاق التام وعدم وجود تهوية مناسبة، كذلك أمراض العظام نتيجة الرطوبة المنتشرة في الغرف .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها