أكد أمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات ضرورة فتح مدارس الأونروا للعام الدراسي القادم، في موعدها، ورفض اية إجراءات قد تتخذها الأونروا، من شأنها المساس بمستقبل عشرات آلاف الطلاب الفلسطينيين في مخيمات لبنان، كذلك رفض كافة الإجراءات المتعلّقة بتقليص المساعدات الصحية والمالية للاجئين  الفلسطينيين في المخيمات، إضافة إلى ما تقدمه الأونروا للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان.  هذه الإجراءات التي من المزمع أن تقوم بها الأنروا بسبب العجز المالي في ميزانيتها نتيجة عدم قيام الدول المانحة بتسديد التزاماتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

جاء ذلك بعد اللقاء الذي عقده وفد من الفصائل الفلسطينية مع المدير العام للاونروا في لبنان ماتياس شمالي في مكتبه في بيروت ظهر اليوم الجمعة 7\8\2015 بناء على دعوة منه.

وقدّم شمالي خلال لقائه مع وفد الفصائل الفلسطينية عرضاً لآخر التطورات والأوضاع والأزمة المالية التي تمر بها الأونروا والعجز الحاصل في ميزانيتها والبالغ مئة مليون دولار، مشيراً إلى أن هذا العجز سيؤدي إلى تقليص الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين خاصة في مجالات التعليم  والصحة والتوظيف والمساعدات المالية للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، إضافة إلى المساعدات التي يتم تقديمها لنازحي مخيم نهر البارد.

من جانبه تحدث ابو العردات باسم الفصائل الفلسطينية معرباً عن رفض أية إجراءات أو قرارات تتخذها الأونروا والتي من شأنها أن تمس بشكل مباشر مختلف القضايا والمتطلبات والإحتياجات المعيشية والحياتية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، وأكد ضرورة فتح مدارس الأنروا للعام الدراسي القادم في موعده، لأن أي تأجيل سيؤدي إلى تسرب عشرات آلاف الطلاب الفلسطينين من المدارس والمساس بمستقبلهم وبقائهم في الشارع،  مما سيفاقم  من الأزمات الإجتماعية في المخيمات المتفاقمة أصلاً قبل هذه الإجراءات.

وأضاف أن تقليص ووقف المساعدات المالية للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان سيؤدي الى كارثة إنسانية وزيادة معاناتهم وسيجعل من حياة اخوتنا النازحين من مخيمات سوريا أسوأ حالاً، خاصةً أنهم لا يستفيدون من أي تقديمات إغاثية أو إيوائية من أي جهة كانت محلية أو دولية باستثناء المبلغ الشهري الذي تقدمه لهم الأونروا والذي لا يفي بالحد الادنى من الاحتياجات ومتطلبات العيش الإنساني والكريم، وكذلك الأمر بالنسبة لأهلنا النازحين أبناء مخيم نهر البارد المنكوب.

وطالب أبو العردات المجتمع الدولي والدول المانحة بضرورة تأمين التمويل اللازم للأونروا حتى تتمكن من تحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها باعتبارها المسؤولة عن المباشرة عن اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار من  الأمم المتحدة وبإعتباها الشاهد على قضية اللجوء الفلسطيني.

كما اكد أبو العردات على ضرورة تضافر وتكثيف الجهود مع الأونروا ومع لبنان الشقيق لمواجهة هذه الأزمة، ورفع الصوت عالياً على المستوى المحلي والدولي لتمكين الأونروا من القيام بأعباء تحمّل مسولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينين.

وأعلن أبو العردات عن إستمرار الإعتصامات والتحركات الشعبية، وتصعيدها على كافة المستويات وفي كل المخيمات، مع التأكيد على الحرص الشديد على مؤسسة الأونروا والتمسك بها باعتبارها الشاهد الحي على الجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق شعبنا، وأن اعتصاماتنا وكل اشكال الإحتجاج السلمي التي ننفّذها أمام مقراتها ومنشآتها تهدف الى حث الأونروا على رفع الصوت بوجه المجتمع الدولي للإستمرار في تقديم الدعم المالي لها لتتمكن من القيام بمسؤولياتها وواجباتها في رعاية اللاجئين الفلسطينيين ريثما تتحقق عودتهم إلى أرضهم التي طردوا منها في العام 1948.