بيان صادر عن قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- لبنان
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "صدق الله العظيم
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح والمجاهد على طريق التحرير والنصر والعودة.
إنَّ ما تعرَّض له الشهيد محمد حسين ابو خضير من عملية اعدامه حرقاً حتى الموت سيبقى علامةً فارقة في تاريخ المعاناة الفلسطينية جرَّاء الوجود الصهيوني العنصري المُشبَع بالأحقاد والضغائن، والكراهية للإنسان الفلسطيني، وبسبب هذه الثقافة العنصرية، ونتيجة هذه التعاليم التلمودية المسمومة، ولأن هذا الكيان الاسرائيلي يؤمن منذ البداية بعملية اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، وطرده، والاحلال مكانه، فقد جاءت جريمة اغتيال الفتى محمد ابو خضير ترجمة واقعية لهذه الثقافة الصهيونية، ولهذه التعاليم الاجرامية، إنَّ الاصرار على ارتكاب الجريمة بهذه الطريقة هو دلالة واضحة على حسم خيار الدولة اليهودية الذي يريد نتنياهو وفريقه اليميني تكريسه عملياً، وبالتالي المطلوب هو التنكيل بأبناء فلسطين، ونشر حالة الرعب والاجرام بين ابناء القدس واراضي الـ 48، والضفة الغربية وغزة لدفع الاهالي نحو الهجرة، وترك البيوت.
ولا شك ان عملية خطف الاطفال والفتيان الصغار من امام بيوتهم، وحتى من امام المساجد، او في الاسواق كما حصل مع عائلة زلوم حيث حاول المستوطنون خطف طفلين هما موسى زلوم(7سنوات) وشقيقه يحيى زلوم (8سنوات)، ولكنَّ صراخ الوالدة افشل العملية الاجرامية بينما كانوا في السوق.
إنَّ التحقيقات وجلسات المحاكمة التي تمت بخصوص جريمة قتل محمد أبو خضير اكدت انَّ خطة الخطف كانت منظَّمة ومبرمجة، وان المجرمين الثلاثة وهم المستوطنون يوسيف بن ديفيد، وابن اخية يائير،والمتهم الثالث إيتمار التقوا قبل التنفيذ، واتفقوا على كافة التفاصيل.
إن هذه العقلية الاجرامية التي باتت تستهدف الاطفال قبل الكبار هي عنوان المرحلة القادمة التي تؤكد غياب أَية امكانية للتعايش، او الاستقرار، وهي خطوة خطيرة على طريق فرض اسرائيل دولة يهودية، وبالتالي تذويب الوجود الفلسطيني.
حدثُ الاستشهاد كان مفجعاً لكل الفلسطينيين، وبالتأكيد فإنَّ اسرته كانت الاشد تألماً، وحسرةً، وحزناً، لكننا شاهدنا أُمّاً صبورةً جريئة، وقلبها مليء بالايمان والتقوى، فاستقبلت النبأ بشهامةِ وعظمة الام الفلسطينية، والأب أيضاً تميَّز وفي كل المحافل، وعلى كل المنابر بحمل لواء الدفاع عن قضيته، والسعي الى تحصيل حقوق ابنه وتدفيع الصهاينة ثمن جرائمهم، والعمل الجاد على محاسبتهم في محكمة الجنايات الدولية.
هذه الجريمة البشعة فرضت نفسها على كل دول العالم التي استنكرت وأدانت، وطالبت بالتحقيق الجاد. والقيادة الفلسطينية التي قررت ان تكون الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده 2/7/2015 حدثاً فلسطينياً وعربياً ودولياً، والقيام بحراك سياسي، واعلامي، وقانوني، وجنائي، وجعل هذا الحدث في صدارة الاهتمامات الفلسطينية داخلياً، ودولياً، وبالتالي اثارة هذا الموضوع على كافة الاصعدة لوضع العدو الاسرائيلي في عزلة سياسية، وامام استحقاقات قانونية وجنائية، وكشف زيف الادعاءات الاسرائيلية بإنها بلد الديموقراطية والمساواة.
ومن هذا المنطلق فإن الشعب الفلسطيني ومخيماته في لبنان اعتمدت برنامجاً شاملاً للتحرك الجماهيري والاعلامي والسياسي لإبراز هذه المحطة المفصلية في تاريخ صراعنا مع الاحتلال الاسرائيلي. ولا ننسى ان هذه المدة الزمنية التي ترافقت مع استشهاد ابو خضير قد شهدت استشهاد خيرة الشباب الفلسطيني سواء في القدس او في محافظات الوطن الفلسطيني، او في اراضي الثمانية والاربعين.
ستبقى جريمة قتل الشهيد محمد حسين ابو خضير الكابوس الاخطر الذي يقضُّ مضاجع قادة العدو، ويحوِّل مستقبلهم الى جحيم اسود ينذر بأن الظلم لا يطول، وأنَّ الاحتلال الى زوال.
في هذه المناسبة فإننا نثتِّمن الجهود والاجراءات والمتابعة الحثيثة من قبل الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية لتفعيل الملفات المتعلقة بالجرائم الاسرائيلية في محكمة الجنائيات الدولية.
التحية إلى الشهداء الابطال جسر العودة إلى ارض الوطن.
تحية إعتزار واكبار إلى أسرانا البواسل الصامدين في زنازين العدو، وفي المقدمة مروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكريم يونس، وخضر عدنان، وكل الأسرى الصابرين على الألم والجرح والعذاب والبعد عن الأهل والأقارب والحرية
وإنها لثورة حتى النصر
حركة فتح –لبنان 1/7/2015
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها