قانونلتصفية الديمقراطية
ستقر الكنيست اليومبالقراءة الثانية والثالثة قانون منع المقاطعة، والذي يفرض عقوبات جسيمة على منيدعو، بشكل مباشر او غير مباشر، لمقاطعة اسرائيل بسبب أفعالها السياسية. ومع أنهفي القراءة الاولى تم تقليص حدود القانون، وهو سينطبق الان اساسا على المؤسساتالعامة (المبادرون اليه عادوا ووعدوا بتوسيعه) – فلا يزال يدور الحديث عن قانونشائن، يتضارب بشدة مع القوانين الاساس.
يتخذ القانون لغةغامضة ويصف "المقاطعة لدولة اسرائيل" بشكل واسع على نحو خاص والمقاطعةبشكل سائل حقا. وحسب القانون، يكفي ان توجد "امكانية معقولة في أن تؤديالدعوة الى فرض مقاطعة، وخارق القانون (حسب أمر دعاوى التعويضات على الاضرار، صيغةجديدة) سيعرف كمن ارتكب ظلما مدنيا، وسيحرم من امتيازات اقتصادية ذات مغزى، بلوسيضطر الى ان يدفع تعويضا عاليا لمتضرري المقاطعة المزعومة.
هذا تشويش مقصود،يسعى الى تمويه النية لبسط شبكة حماية واسعة للمستوطنات التي منتجاتها ونشاطاتها،وعمليا كل وجودها، والتي توجد قيد الخلاف منذ البداية، هي السبب الاساس لمبادراتالمقاطعة من الداخل ومن الخارج. المشرعون يحاولون بذلك ان يعطلوا احدى وسائلالاحتجاج الشرعية للغاية في الديمقراطية والمس بحرية التعبير والتنظيم بمحافلسياسية تعارض الاحتلال وعنف المستوطنين وتسعى الى الاحتجاج على سلم الاولوياتالمخلول للحكومة.
المبادرون الىالقانون يخلقون بذلك تماثلا كاذبا بين دولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي بأسرهوبين المستوطنات ويمنحون المستوطنين شرعية جارفة. هذا خطف مناهض للديمقراطية، يضافالى سلسلة مثيرة للحفيظة من قوانين التمييز والاستبعاد من السنة الاخيرة ويحثالمسيرة، التي تجعل سجل القوانين لاسرائيل وثيقة دكتاتورية مقلقة. بهذه الروحسيحوم فوق كل مقاطعة، عريضة، بل ومقال في صحيفة، ظل مهدد من الجريمة. سرعان ماسيسكت النقاش السياسي بشكل عام.
على النواب الذينسيصوتون غدا في صالح القانون أن يفهموا بانهم يؤيدون كم الافواه كجزء من خطوةمستمرة لتصفية الديمقراطية، القانون الذي يدعي بانه يحمي اسرائيل، ولكنه عمليايفاقم عزلتها في العالم.
ضد المقاطعة، ضد القانون-مسألة جغرافيا
هناك أناس تذكرهمالمقاطعة بالكوتج. أما أنا فتذكرني بأمور اخرى، أقل إثارة للعطف: شعارات"يودا" ونجمة داود على نوافذ عرض المحلات التجارية اليهودية في المانياالنازية؛ مجمعات تجارية دولية مثل كوكا كولا وتيوتا خضعت للمقاطعة العربية وامتنعتلسنوات عديدة عن بيع منتجاتها في اسرائيل؛ ومع الاختلاف، مقاطعات فرضها حاخامونمتطرفون على يهود لم يعجبوهم، من شبينوزا وحتى اليوم.
المقاطعة هي سلاحاستهلاكي مشروع – وسلاح سياسي مشكوك فيه. هو سلاح اولئك الذين يئسوا من اقناعغيرهم بصحة موقفهم. وكمخرج أخير، يعلنون عن الحرد.
ولكن ليس غنيا عنالبيان أن نذكر هنا في هذا السياق المقاطعة التي فرضها الجنرال باركر، قائد القواتالبريطانية في بلاد اسرائيل، على الحاضرة اليهودية. فقد سعى باركر الى أن ينتقم مناليهود على تفجير فندق الملك داود على أيدي منظمة الايتسل في 1946. وهكذا أمرجنوده: "من يوم تلقي كتابي هذا فان كل أماكن التسلية، المقاهي، المطاعموالمحلات التجارية لليهود ستكون خارج النطاق. لن يكون لجندي بريطاني علاقات معيهودي. سنعاقب اليهود بالشكل الذي يكرهه هذا الجنس أكثر من أي جنس آخر – المسبجيوبهم".
المقاطعة التيفرضها باركر لم توهن اليهود، ولكنها حددته في مكانه في تاريخ الحاضرة كأكبراللاساميين. ما كنت لاقترح تبنيه كنموذج.
من جهة اخرى لدينارئيس وزراء يعلن أمام الملأ عن تأييده لحل الدولتين، ولكن في نفس الوقت يشجعالبناء الكثيف للمستوطنات في اراضي الدولة الاخرى. هذا أمر مزدوج الاخلاق، هذاخطير وهذا يدعو الى الاحتجاج.
احيانا هذه المعضلةتمثل بكل ثقلها حين يقف المرء امام الرف في السوبرماركت، لتكون مغلفة بغلاف منالنايلون لمنتج كعك من مخبز في برقان، أو داخل زجاجة نبيذ مسوغ من الخليل. أناأعرف ما أفعل في مثل هذه الحالة: أسحب من الرف الكعك من مخبز في القدس، أو النبيذمن قبو تخمير في الجليل. أنا لا أعلن عن مقاطعة – فقط أساعد الصناعة الاسرائيليةداخل الخط الاخضر.
فما بالك أنهم فيالعالم يجدون صعوبة في أن يفرقوا بين اسرائيل الخط الاخضر واسرائيل المستوطنين.حركة BDS(وهي الاحرف الاولى من كلمات ، مقاطعة، منع الاستثمار، عقوبات او بالعبرية"حمس") اقيمت في اوروبا بهدف مقاطعة البضائع من المستوطنات. وبالتدريجتحولت الى حركة ترفض مجرد وجود اسرائيل. بعض من رجال هذه الحركة سعوا في الايامالاخيرة الى نقل حملتهم الى الاراضي الاسرائيلية. عندما تمكن بعضهم من التسلل الىطائرات هبطت في مطار بن غوريون اعلنوا: "هنا فلسطين". وهكذا كشفوا عنجدول أعمالهم الحقيقي.
الكنيست كان يفترض أنتقر اليوم، بالقراءة الثالثة، قانون يجعل الدعوة الى المقاطعة للبضائع منالمستوطنات جناية مدنية. العقاب سيكون تعويض مالي للمتضرر وطرد من عطاءات الحكومةوميزانياتها. وقد تجند الائتلاف لاقرار القانون.
47 شخصية، بينهمحائزون على جائزة اسرائيل، بروفيسوريون بارزون، كُتّاب ورسامون، وقعوا على عريضةتدعو النواب الى التصويت ضد. في العريضة يوجد قسمان – قسم يؤيد المقاطعةللمستوطنات، بما في ذلك المقاطعة الثقافية؛ والقسم الثاني يقول ان القانون يكمالافواه ويخرج اسرائيل من أسرة الدول الديمقراطية.
من السهل الموافقةعلى احتجاجهم. القانون سيء. بتذاكٍ يذكر بأنظمة ظلماء يتوجه هو فقط ضد من يدعو الىالمقاطعة على خلفية جغرافية. متطرفو اليمين الذين يتجولون في المظاهرات وهم يلبسونالقمصان ذات الاكمام القصيرة التي كتب عليها "انا أشتري من اليهود فقط"معفيون من العقاب. كما أنهم معفيون من العقاب أيضا الحاخامون الذين يدعون الى عدمتأجير الشقق للعرب. وكما قال سكيني في "بيت الشاي لقمر آب"، فانالفورنغرافيا (فضائح التعري) هي مسألة جغرافيا.
أصعب، لي علىالأقل، تكريس المقاطعة كسياسة، كايديولوجيا.
ولعله من الشر يأتيالخير. أحد من قادة السلام الان قال لي أمس انه سيسعده دحرجة مسألة المستوطناتوشرعيتها الى المحاكم. اليسار سيحصل على منصة لاطلاق صوته. اليمين سيدخل في حالةدفاع. بتعبير آخر، اليمين حفر حفرة. لا ينبغي أن نستبعد امكانية أن يسقط فيها.
ننتظرالمرشح الجمهوري
(المضمون: القضايا الاقتصادية هي ذاتالشأن الأكبر في حسم المعركة الانتخابية الامريكية فهل سيُحسن الحزب الجمهورياستغلال ازمة اوباما الاقتصادية؟).
في تشرين الثاني1980 صدع الشعب الامريكي بقوله واستقر رأيه على أن يصبح جيمي كارتر رئيسا لفترةولاية واحدة فقط بسبب ارتفاع مستوى التضخم والبطالة معا (وإزاء الضعف الذي أظهرهالرئيس في علاج قضايا الخارجية والامن ايضا). وتولى مكانه في البيت الابيض رونالدريغان الذي وعد امريكا بفجر اقتصادي واستراتيجي جديد.
بعد ذلك بـ 12 سنةكان جورج بوش الأب الذي برغم أنه قاد الولايات المتحدة الى نصر ساحق في حرب الخليجالاولى هو الذي اضطر الى دفع ثمن الازمة الاقتصادية الداخلية، وهكذا تم تمهيدالطريق لبيل كلينتون المجهول الى الغرفة البيضوية والى ثماني سنوات ولاية ناجحة.
تثبت هذه الخلفيةمركزية الصعيد الاقتصادي في اجراء تقديرات الناخب، وازاء حقيقة أن الضعف في هذاالمضمار قد يغطي ايضا على نجاحات مدهشة في الصعيدين الدولي والاستراتيجي (كما كانالوضع في أعقاب عملية "عاصفة الصحراء" في 1991)، يُسأل سؤال ماذا يمكنأن نتعلم من هذه الوقائع التاريخية عن الانتخابات القريبة؟.
لا شك في أنالمعطيات التي نشرت في نهاية الاسبوع والتي أشارت الى ارتفاع آخر لمستوى البطالةالى نسبة 9.2 في المائة، هي لبنة اخرى في مدماك اقتصادي معوج مقلق. اجل إنالاقتصاد الامريكي يصعب عليه أن ينعش نفسه من الركود الشديد الذي أصابه، ويبدوايضا أن طائفة الحوافز الكبيرة التي بادرت اليها ادارة اوباما في بدء طريقها لمتمنح أداة الضغط المطلوبة من أجل التحول المأمول.
على خلفية هذاالضعف الذي يثير علامات سؤال كثيرة تتعلق بقدرة اوباما على القيادة وبترتيبأولوياته (وهو الذي صرف أكثر وقته ونشاطه في الساحة الداخلية الى اصلاح التأمينالصحي)، فُتحت نافذة فرص واسعة للحزب الجمهوري كي يسيطر من جديد على البيت الابيضفي 2012، لكنه لم تظهر حتى الآن في الساحة السياسية ولو شخصية واحدة من الجماعةالجمهورية تُبين أنها ذات قدرة على أن تهزم اوباما. وهكذا فانه برغم ضعف الرئيسالحالي الرابع والاربعين للولايات المتحدة والذي يبرز إزاء "الصوتاليهودي"، لا يلوح حتى الآن تهديد جمهوري جدي للبيت في جادة بنسلفانيا. وذلكإزاء الخصومة السياسية العقائدية الشديدة بين ممثلي حركة حفل الشاي وبين ممثليالتيار المركزي الذي هو أكثر اعتدالا في الحزب، وهي خصومة لا تُمكّن من توحيدالصفوف وتجنيد النفس العام من اجل واحد من المرشحين.
والى ذلك اذا كانيبدو في الماضي غير البعيد أن سارة بايلن التي كانت مرشحة لمنصب نائبة الرئيس في2008، قد حطمت جميع الأرقام القياسية للفظاظة والجهل الممكنين، فقد جاءت مرشحةمركزية اخرى من حركة حفل الشاي، هي عضو مجلس النواب ميشيل باخمان فبرهنت على عدمادراكها لأكثر الفصول أساسية في التاريخ الامريكي، ولتزيد في ذلك على شريكتها فيالنهج الفكري من ألاسكا.
الامور متعَبَةايضا في المعسكر الجمهوري البراغماتي. فالشخص الأبرز في هذه الكتلة وهو ميت رومانييُدبر معركة شاحبة لا إلهام فيها (تُذكر بصبغة منافسته الفاشلة في البطاقةالجمهورية في 2008). وكذلك جعلته حقيقة أنه بادر الى اصلاح بعيد المدى للتأمينالصحي في الفترة التي تولى فيها حكم ولاية ماساشوسيتس، قد جعلته نظير اوباما عندأجزاء واسعة من حزبه. وقد يُصعب عليه هذا أن يحظى بتأييد القسم المحافظ منه. فيهذا السياق قد تُبين الطريقة التي ستنتهي بها الازمة الحالية بين البيت الابيضوالجمهوريين في مجلس النواب في قضية رفع سقف الدين الوطني، الى أين يتجه الحزبالجمهوري.
اذا أُحرز في نهايةالامر مصالحة بين الحزبين على قضيتي الميزانية وفرض الضرائب، وهي مصالحة تشتملايضا على رفع الضرائب (بخلاف مواقف جمهورية تقليدية)، فان هذا قد يُضعف ويعزلحُراس الأسوار العقائديين ويُقوي مكانة القسم المعتدل باعتباره قسما متقدما فيالحزب.
ستُبين الايامالقريبة هل يتم التعبير حقا عن هذا التوجه وهل يكون قادرا على تمهيد الطرق نحوالمركز السياسي الغني من خائبي الآمال من الرئيس اوباما.
ربيعهم
(المضمون:حدود جديدة ترسم كل الوقت، وجماعات عرقية وقومية تواصل القتال في سبيل حقها فيالحكم الذاتي: الحق في الا يحكم الناس على ايدي الاجانب. "ربيع الشعوب"قد يكون تاريخا بالنسبة للغرب، ولكن في افريقيا هو في أوجهه).
لنبدأ من النهاية:جنوب السودان تعلمنا بأن النزاعات يمكن أن تصل الى اتفاق. دول جديدة يمكنها أنتقوم، حلول وسط أليمة من أجل كلمة ضائعة – "السلام" – توقع وتنفذ. الاممالمتحدة والغرب يمكنهما ان يشكل ضمانا لمثل هذه التسوية. حرب لا تنتهي، استغرقتعشرات السنين وكلفت حياة الملايين، تحاول الانتهاء برفع علم في عاصمة جديدة وفياحتفالات تتواصل في الليل. هذا الاستقلال يحتفل به رغم أن الدولتين لا تتفقان حتىعلى الحدود بينهما؛ رغم ذلك، فقد كان السودان بين الدول الاولى التي اعترفت بجنوبالسودان كعضو جديد في الامم المتحدة. واقع الاسرة الدولية يسمح بنتائج كهذه، ويشجععليها. لا، الكراهية لم تصفى. امكانية الحرب والتحطم سترافق الطرفين لسنوات عديدة.ولكن من رأى صور أمس في جوبا توقع تحقق الأمل الجديد. من السهل الهزء وتأبين مثلهذه الامال، ولكن من الصعب العيش بدونها.
سكان الجنوبيكافحون في سبيل استقلالهم، حسب الاحصاء الحديث، منذ منتصف الخمسينيات. عملياتكفاحهم اطول من ذلك بكثير. فهم يرون أنفسهم بانهم السكان الاصليين للبلاد ممندحرتهم القبائل العربية التي انتشرت فيها من الشمال ومن الشرق. هذا هو الخط الفاصلالاهم بين السودان وشقيقته الشابة، جنوب السودان: مسلمون حيال أديان محليةومسيحيين، شمال غني ومتطور نسبيا حيال جنوب مضطهد وفقير يقف أمام تحديات هائلة.صحيح أن الدولة الجديدة تحتفظ بحوزتها بمخزونات هائلة من النفط ولكن كل وسائلتصفية البترول والنقل ترتبط بدولة السودان الشمالية. والمعنى واضح.
هنا من المجدي،ربما، ابداء ملاحظة هامة: الحكم السوداني يعتبر منبوذا في العالم، والرئيسالسوداني مطلوب من محكمة الجنايات الدولية للمحاكمة على قتل شعب. اقامة دولةجديدة، جنوبية، مسيحية – وثنية، غنية بالنفط ومعترف بها من جيرانها، يمكنها أنتخدم جيدا المصالح الغربية.
سيتعين على الغربعمل الكثير. جنوب السودان، أنفسهم، يعربون عن التفاؤل الكبير ولكن الاجانب ينظرونالى وضع الدولة الجديدة بعين من الشك. هذه دولة هائلة، بحجم اسبانيا والبرتغالمعا، وبناها التحتية محطمة أو غير قائمة في معظمها. واحد من كل سبعة أطفال يموتونقبل أن يصلوا الى سن الخامسة. حالات الموت في اثناء الولادة هي بين الاعلى فيالعالم. 84 في المائة من النساء أميات، وحتى اليوم اكثر من 90 في المائة من البناتلا تنهين المدرسة. وبشكل عام، المدرسة هي منتج للاغنياء في جنوب السودان: اكثر مننصف الاطفال بين سنوات 6 حتى 13 لا يتعلمون في مؤسسة تعليمية. واذا أضفنا الى ذلكجيش هائل، سبع جماعات مسلحة انشغلت بالحرب في الشمال وثقافة كفاحية تصممت على مدىعشرات السنين من الصراع الوحشي ضد الخرطوم، فاننا سنحصل على دولة اقيمت كدولةفاشلة (FAILED STATE).
التخوف الدولي هوتكرار سابقة ارتيريا، التي حصلت على الاستقلال في 1993، وأصبحت احدى الدولالمقهورة في القارة.
جنوب السودانيينمدينون كثيرا لامريكا، وبخاصة لهوليوود، واذا ما قلصنا الامر أكثر – لجورج كالوني.فالممثل أخذ على عاتقه مهمة قيادة الحملة من أجل جنوب السودان وسكانها، مثلمالسكان اقليم دارفور ايضا. جماعات افنجيلية امريكية رأوا في القصة السودانية حالةاضطهاد ديني، شمال عربي يقمع جنوب مسيحي، فمارست ضغطا هائلا على الرئيس بوش للنظرفي امكانية التدخل العسكري الحقيقي في السودان. الى جانب هوليوود التي شخصت هناقصة كلاسيكية من الضحية حيال المعتدي، نشأت الاجواء العامة الدولية التي أدت الىاتفاق السلام في 2005. "بدون جورج كالوني والكنائس في الولاياتالمتحدة"، قال امس مسؤول كبير في سفارة جنوب السودان في واشنطن لـ بي.بي.سي،"ما كانت دولتنا لتقوم".
يوجد هنا استنتاجآخر، بالطبع. ظواهر التعريف الذاتي الوطني لم تندثر من الوجود، وفي اجزاء معينةمنها بالذات تتعزز. يروون لنا باننا نعيش في قرية عالمية، آخذة الحدود فيها تنمحي.اما الواقع، باستثناء الاتحاد الاوروبي، فمختلف؛ حدود جديدة ترسم كل الوقت،وجماعات عرقية وقومية تواصل القتال في سبيل حقها في الحكم الذاتي: الحق في الايحكم الناس على ايدي الاجانب. "ربيع الشعوب" قد يكون تاريخا بالنسبةللغرب، ولكن في افريقيا هو في أوجهه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها