قالت وزارة الصحة الاسرائيلية أمس ان سبب وفاة الأسير عرفات جرادات الذي اعلنت السلطة الوطنية انه توفي تحت التعذيب قبل اسبوع في سجن إسرائيلي، ما زالت غير محددة بعد تحليل العينات البيولوجية.
وفي حين نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي اسحق أهرنوفيتش، موافقته على إشراك قاض أجنبي في التحقيق بظروف استشهاد الأسير عرفات وكشف أن إسرائيل تدرس إمكانية إطلاق سراح عدد من الأسرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» ان القيادة الفلسطينية طلبت من الادارة الأميركية ان تتضمن أي صيغة جديدة لاستئناف مفاوضات السلام الافراج عن الأسرى القدامى والمرضى وأعضاء المجلس التشريعي وقادة الفصائل والأسيرات.
واثارت وفاة عرفات جرادات (30 عاما) في سجن مجدو، اشتباكات استمرت عدة أيام في الضفة أدت الى اصابة عشرات المواطنين.

«
الصحة الاسرائيلية»
وقالت وزارة الصحة الاسرائيلية في بيان انه بعد فحص العينات «ثبت ان النزيف وكسر الضلوع المكتشف لدى تشريح الجثة» تعود «الى آثار محاولات الانعاش التي اجرتها سلطة السجون وخدمات الاسعاف على المتوفى لمدة 50 دقيقة».
واضاف البيان «لم يتم اكتشاف علامات أو كدمات اخرى، واختبارات السموم كانت سلبية ايضا» مشيرا الى انه لم يكتشف أي مرض «قد يشير الى سبب الوفاة، وسيتم اجراء مزيد من الفحوصات لتحديد السبب».
واعلنت السلطة الوطنية الأحد الماضي ان جرادات استشهد نتيجة التعذيب.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في مؤتمر صحفي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني إن جرادات «استشهد نتيجة تعذيب شديد».
وحسب السلطة الوطنية فان جثة جرادات تحمل «آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري، وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر».
واعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري عن «حزنه العميق» وطالب بفتح «تحقيق مستقل وشفاف» حول ظروف وفاة جرادات.
ودعا مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك الى اجراء «تحقيق دولي» في ملابسات وفاة عرفات جرادات.

إشراك قاض أجنبي في التحقيق
وقال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي اهرونوفيتش في تصريح نشر على موقع الكنيست «لا يوجد أي بند للسرية وكافة الوثائق تم نقلها الى القاضي المسؤول عن الملف». وتابع «ويمكن ايضا ارسال الوثائق الى مؤسسة دولية لتبديد الشائعات».
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس عن أهرونوفيتش، موافقته على إشراك قاض أجنبي في التحقيق بظروف استشهاد الأسير جرادات. وكشف أن إسرائيل تدرس إمكانية إطلاق سراح عدد من الأسرى.
وقالت الصحيفة «جاءت أقوال أهرونوفيتش، أمس (الأول)، خلال رده العلني على استجوابات نواب الكنيست، في الموضوع». وقال، خلال رده على عضو الكنيست جمال زحالقة من حزب التجمع الوطني، إن نتائج تشريح جثة الأسير جرادات لم تظهر بعد وإن الفلسطينيين الذين اتهموا إسرائيل بموته تسرعوا في حكمهم وإن المسألة ستخضع لتحقيق معمق و»إسرائيل مستعدة لمشاركة طرف أجنبي محايد في التحقيق لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه».
وردا على سؤال عضو الكنيست باسل غطاس حول إطلاق سراح أسرى، قال أهرونوفيتش، إن الأمور قيد الدراسة في الوقت الحاضر. وأضاف: «يجب أن يكون واضحا أنه لا يوجد في سجوننا أي معتقل إلا وقام بمخالفة. ولذلك فعندما ندرس إطلاق سراح أسرى، كبادرة حسن نية».

«
تحقيق مستقل ونزيه»
ودعت ثلاث منظمات اسرائيلية تدافع عن حقوق الانسان هي عدالة، وأطباء من أجل حقوق الانسان واللجنة العامة لمناهضة التعذيب في اسرائيل، في بيان مشترك الى «تحقيق مستقل ونزيه» في ظروف وفاة جرادات. وطالبت المنظمات «المدعي العام للدولة بفتح تحقيق مستقل ونزيه في ملابسات وفاة السجين عرفات جرادات»، داعية «المجتمع الدولي الى مطالبة الحكومة الاسرائيلية باحترام حقوق الأسرى الفلسطينيين والحفاظ على صحتهم وحياتهم».

الافراج عن أسرى
في غضون ذلك ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس ان عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتية طلبا من الادارة الأميركية ان تشمل أي صيغة جديدة لاستئناف المفاوضات الافراج عن الأسرى خاصة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي للمنطقة.
واضافت الصحيفة ان عريقات واشتية لم يدخلا في تفصيلات الأسرى الذين ينبغي الافراج عنهم بل تحدثا عن اطلاق سراح عدد كبير من الأسرى حسب فئات تصنيف واضحة لا حسب قوائم تعدها اسرائيل. وقالا: «إذا كانت اسرائيل أفرجت عن أكثر من ألف سجين من أجل الافراج عن غلعاد شاليط فليس من المنطق الافراج عن بضع عشرات من الأسرى باعتبارها خطوة تبني الثقة استعدادا لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي».
وأضافت الصحيفة: «عرضت على الأميركيين ورقة فلسطينية تضمنت الافراج عن الأسرى الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاق اوسلو، والأسرى المرضى، والأسيرات اللواتي لم يفرج عنهن بصفقة شاليط، والمعتقلين الاداريين واعضاء المجلس التشريعي ورؤساء الفصائل». وقال فلسطينيون ان اسرائيل عرضت في الماضي الافراج عن عدد من الأسرى القدامى على دفعات، وقدمت للسلطة الفلسطينية قائمة تضم 35 أسيرا، وقائمة اخرى تضم 50 أسيرا لكن الرئيس محمود عباس رفضهما معا.
وقال مصدر فلسطيني للصحيفة: «اذا لم يستطع رئيس الولايات المتحدة ان ينجز اجراء يمكن ان يضمن الافراج عن سجناء يمكثون في السجن منذ أكثر من 25 سنة، بعضهم مرضى وكبار بالسن، فكيف يمكن ان نتوقع اجراء أهم؟».

تواصل الفعاليات
وتواصلت أمس الفعاليات التضامنية مع الأسرى في مناطق مختلفة بالضفة والقطاع، حيث اندلعت مواجهات على حواجز عوفر وعطارة وحوارة وقرية بدرس ما ادى الى اصابة واعتقال عدد من المواطنين.