انعكست زيارة أعضاء أقاليم الوطن المستمرة الى لبنان منذ أكثر من سنتين إيجاباً على إستنهاض الوضع التنظيمي وتبادل الخبرات التنظيمية بين أبناء التنظيم الواحد. فقد اثبتت تجارب 50 عاماً من النضال لحركة فتح ان بناء جيل واع يرتكز على المفاهيم الأساسية والتنظيمية للحركة يعطي استمرارية ثورية واعية للعمل العسكري والسياسي في آن.

زيارة أعضاء إقليم قلقيلية الى بيروت يوم الخميس 16\4\2015، ولقاؤه مع قيادة الحركة وبعض من أعضاء إقليم لبنان، أكدت عمق التواصل بين أبناء الفتح في الداخل والخارج، وأثبتت ان هناك تناغماً فكرياً وسياسياً وتنظيمياً، وساهمت في اطلاع الوفد على الأوضاع الانسانية للاجئين حيثُ استمع الوفد الى التجربة الفتحاوية في لبنان التي أذهلتهم رغم المعاناة والقمع الفكري والسياسي والإجتماعي والإنساني والمعيشي وحتى الأمني.

تجربة اعتبرها أعضاء الوفد تجربة قل مثيلها في العالم، وأعادتهم سنين الى الوراء، الى الزمن الذهبي لحركة فتح، حيث قالت منى عفانة عضو اقليم قلقيلية: "قيل لنا من الذين سبقونا من الاقاليم الاخرى: ستجدون ان فتح في لبنان لا زالت كما كانت رغم الويلات التي ألـمّت بأبنائها". معقّبة: "مازلتم كما كنتم.. قابضين على الجمر، نحن في فلسطين نتقزّم أمام مواقفكم وتمسككم بحركة فتح.. ورغم أنكم تقفون على الجمر، استطعتم الحفاظ على الحركة ووجودكم، وإبقاء البوصلة باتجاه فلسطين.. نحن نحسدكم ونحسد التاريخ الوطني فيكم وبوجودكم. بهذا النفس الذي استشعرته بكم، شعرت ان فلسطين بخير وان العودة بخير، رغم التجاذبات السياسية ، فقد استمريتم بهذا العمل الجبار وكيفية إدارة الوضع لصالح فلسطين".

أمّا مسؤول ملف الشبيبة الطلابية في إقليم قلقيلية إياد محمد نزّال فقد عبّر عن شعوره بوجوده بين ابناء شعبه بطريقة أخرى حيث أبدى سعادته وسعادة الوفد من وجودهم بين أبناء جلدتهم، وعبّر عنه بأنه حلم كان يراوده زيارة أبناء شعبه في لبنان، متمنّياً وجودهم بينهم على أرض الوطن، لافتاً إلى أنه شعر وعاش ألم شعبه في لبنان من الاخوة الذين سبقوهم من الاقاليم حيث نقلوا لهم الصورة، ويضيف"لكننا أردنا ان نكون على أرض الواقع لنرى بأم العين، وأن نلتقي للاطلاع على أوضاع بعضنا البعض ونتبادل المعاناة"، مؤكّداً ان حركة فتح هي صاحبة القرار في أنحاء الوطن، وهي الدرع الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني.

وفي اللقاء استمع الوفد لشرح مفصّل من أمين سر منطقة بيروت سمير أبو عفش واعضاء المنطقة وعضوَي الاقليم ابو اياد الشعلان والدكتور سرحان سرحان حول سير العمل التنظيمي في بيروت، والنشاطات التي تقوم بها حركة فتح ولقائها مع الاحزاب الوطنية اللبنانية، وحول المراحل والمؤمرات التي تعرضت لها المخيمات وحركة فتح والشعب الفلسطيني على مدى سنوات، ومعاناة الفلسطينيين ودور اللجان الشعبية والخدمات التي تقدمها في المخيمات، والمرجعية السياسية حيث استطاعت حركة فتح جمع الأضداد من اللبنانيين والفصائل والاحزاب الإسلامية الفلسطينية، ومحاولة توحيد اللجان الشعبية لتقديم خدمات أفضل للفلسطينيين في المخيمات، والقوانين التي تقيِّد الفلسطينيين وتحرمهم من حق العمل والتملك وحق الارث، والكثافة السكانية التي ترزح تحت وطأتها المخيمات بعد نزوح شعبنا الفلسطيني من المخيمات في سوريا وما ترتب عنها من تدهور للبيئة والبناء العشوائي، والقوة الأمنية التي شُكِّلت في المخيمات والتي ستمارِس عملها الشهر المقبل لحفظ الأمن في مخيمات بيروت وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية.

وبعد اللقاء توجّه الوفد الى مخيمَي شاتيلا وبرج البراجنة للإطلاع عن كثب على أوضاع شعبهم ومعاناتهم.