وسط حضور فلسطيني ولبناني حاشد، ألقى أمين سر حركة "فتح"ـ إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة محاضرةً تناول فيها موضوع تدويل القضية الفلسطينية، وذلك في في قاعة الرئيس ابو مازن في البقاع.

واستهلّ المحاضرة بالتأكيد على أن قضيتنا المركزية هي فلسطين، وأن تحقيق الإعتراف بدولتنا كعضو مراقب في الأمم المتحدة سيليه الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، وأضاف "في السياسة لايوجد شيء مستحيل، وعليه حصلنا على عضو مراقب ونعِدُّ المشروع الوطني الفلسطيني لمجلس الأمن، واثبتنا للعالم انحياز امريكا وبعض الدول لإسرائيل وذلك تأكد من خلال الفيتو الأمريكي منذ العام 1948 وبذلك تكون الخصم الأكبر للشعب الفلسطيني. نحن ذاهبون لمجلس الأمن وسوف نحصل على 9 اصوات، ذاهبون الى الجمعية العمومية، اذا تكرر الفيتو الأمريكي واذا حصلنا على الثلثين يصبح القرار نافذًا ونكون قد تحررنا من الضغوطات الأمريكية. لقد حقّقنا انجازًا من خلال الإنتصار السياسي والديبلوماسي بدولة فلسطينية، وفتحنا الطريق داخل الأمم المتحدة والآن الشق القانوني والأهم هو اعتراف محكمة الجنايات الدولية بفلسطين وهذه خطوة مهمة من خطوات تدويل القضية".

وفي ما يتعلّق بالمصالحة قال شناعة: "بعد انعقاد المجلس المركزي الأخير وغياب حركة حماس عن الإجتماع تعقدت عملية المصالحة وزادت سوءًا. نحن ككل الفصائل الفلسطينية لنا الحق في قتال اسرائيل وتجربة العام 1987 كانت مهمة في عزل اسرائيل دوليًا لأننا قصفناها وقاتلنا بالحجر وحقنا كثيرا من النجاحات، ولكن مجريات الأمور تغيرت عند البعض وكان لها مشروعها غير الفلسطيني الذي لا يمت للعروبة بشيء، وهذا كان جليًا عندما طرح الرئيس المصري الأسبق مرسي على الرئيس ابو مازن اقتطاع مساحة من اراضي سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية وكان الرفض الوطني الفلسطيني لهذا المشروع الذي يلغي حقنا بإقامة دولتنا وحق العودة. وقد وخاضت اسرائيل ثلاث حروب في العام 2009 و2012 و2014 فكانت تدميرًا على تدمير وآخرها 2014 حيث طلب الرئيس ابو مازن عدم الخوض في هذا الأتون لأنه لا يمكن لنا ان نحقق نصرًا بسبب فداحة الخسائر بكل اشكالها سياسيًا واقتصادياً وبشريًا عدا عذاب اهلنا المحاصرين والمشرّدين في ارضهم. ولكن بعد كل هذا الألم وافقت حركة حماس على وقف القتال بعد 50 يومًا وكنا قد فقدنا 2200 شهيد و11000 جريح، وما هي الثمار التي تحققت؟!". وأردف " تمّ عقد المؤتمر والإتفاق على اعادة اعمار غزة وكل الدول المانحة كان قرارها واضحًا وصريحًا لا حركة فتح ولا حركة حماس معنية انما هي تتعاطى مع حكومة فلسطينية. الكل الفلسطيني استفاد من اعلان مبادئ اوسلو.. الكل دخل اراضي غزة والضفة تحت اتفاق اسولو وشارك بالإنتخابات البرلمانية والبلدية والنقابية تحت هذا الإتفاق.. فلماذا إذًا يحرمون هذا علينا ويحللونه لأنفسهم، ويتهموننا بالتنسيق الأمني والعسكري كشعار فضفاض. وعندما اراد السيد خالد مشعل والسيد رمضان شلح دخول قطاع غزة اسرائيل سمحت لأبو الوليد ولم تسمح لأمين عام حركة الجهاد الإسلامي".

واضاف شناعة "فيما يتعلّق بمسألة اقحام المخيمات الفلسطينية في لبنان بمشاكل امنية، فنحن متفقون كفصائل فلسطينية على تحييد انفسنا واننا مع الشرعية في لبنان، ونبذل قصارى جهودنا للمحافظة على امن لبنان بما نستطيع".

وحول ما يجري في مخيم اليرموك اكد شناعة ان الحل السياسي هو الأفضل، وتابع "ما يحصل يقض مضاجعنا وما تقوم به الجماعات الإسلامية لا يمت للإسلام بصلة. وعلينا العمل من اجل حماية مخيماتنا ومخيم اليرموك وجميع الفصائل الفلسطينية معنية بالتوصل لقرار فلسطيني واحد يعبر عن حماية اهلنا وعودتهم لمخيمهم"، وختم بالتأكيد على "التمسّك بالمصالحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المخاطر التي تعصف بقضيتنا ونحن مع عمقنا العربي والإسلامي بقرارنا الوطني المستقل".