استقبل الرئيس محمود عباس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله امس، القنصل الأميركي العام مايكل راتني. وجرى خلال اللقاء الحديث حول الزيارات المتوقعة لأعضاء الإدارة الأميركية إلى فلسطين، خاصة زيارة الرئيس باراك أوباما. ورحب الرئيس بهذه الزيارة الهامة، وبالجهود الأميركية المبذولة لكسر الجمود في عملية السلام.

من جهة ثانية، طالب الرئيس عباس، العالم أجمع بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، والذين أصبحت حياتهم في خطر شديد جراء استمرارهم في الإضراب المفتوح عن الطعام.

وقال الرئيس، في تصريحات أدلى بها لتلفزيون فلسطين، «نناشد العالم أجمع بأن ينظر إلى قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، بجدية ومسؤولية من أجل إنقاذ حياتهم حتى لا تتعقد الأمور أكثر من ذلك، وعندها لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها، حيث ستسوء الأمور وتنهار في كل المناطق الفلسطينية».

وأضاف «هذه قضية خطيرة ومعقدة، والأسرى مضربون عن الطعام جراء سياسة الاعتقال الإداري وسوء المعاملة من قبل سلطات الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي ومعه 3 من الأسرى الذين يعانون هذه الأيام كل المعاناة».

وتابع الرئيس قائلا: «هذه المعاناة تدفعنا للتوجه إلى العالم أجمع للعمل من أجل إطلاق سراحهم وإخراجهم من سجون الاحتلال، خاصة أن الأسير العيساوي أمضى أكثر من 200 يوم وهو صائم عن الطعام، وهذا غير إنساني ولا يجوز أن يسكت العالم عنه».

وقال «أرسلنا اليوم (الثلاثاء) رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للتدخل بالسرعة القصوى لأن حياة الأسرى المضربين عن الطعام أصبحت في خطر شديد، ونخشى أن تسوء حالتهم أكثر وتتعقد الأمور».

وأضاف الرئيس «كذلك قمنا بالحديث عن قضية الأسرى مع القنصل الأميركي العام، وأرسلنا رسائل إلى عدة دول أوروبية، وكذلك كنا قد تحدثنا مع الدول العربية والإسلامية خلال مؤتمر القمة الإسلامية الذي عقد في القاهرة مؤخرا، وذلك في مسعى وجهد لإنقاذ حياتهم وحياة كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال».

وبعث الرئيس امس، رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حول الأسرى المضربين عن الطعام (سامر العيساوي، وجعفر عز الدين، وأيمن الشراونة، وطارق قعدان).

وشرح في رسالته الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال، والتي تهدد حياتهم بالخطر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. وقال الرئيس عباس: «نعول على جهودكم في دعم تطلعات شعبنا في الحفاظ على حياة الأسرى، خاصة المضربين عن الطعام، وإطلاق سراحهم».

ودعت منظمة العفو الدولية في بيان الى «تحرك عاجل» لمصلحة العيساوي «المريض والمضرب عن الطعام منذ آب 2012 والذي باتت حياته في خطر شديد». وحضت المنظمة السلطات الاسرائيلية على تقديم علاج طبي ملائم الى العيساوي او الافراج عنه فورا.

وقال نادي الاسير الفلسطيني في بيان صادر عنه بعد زيارة المحامي جواد بولص للاسير العيساوي في عيادة سجن الرملة ان «وضعه مقلق للغاية». ونقل البيان عن العيساوي قوله للمحامي انه «مستمر في اضرابه عن الطعام مهما كان الثمن».

من جهة اخرى، تظاهر عشرات الطلاب امس بالقرب من سجن عوفر العسكري القريب من رام الله تضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام. ووقعت مواجهات بين الطلاب وجيش الاحتلال حيث القى الطلاب حجارة وزجاجات حارقة بينما القى الجيش قنابل الغاز والاعيرة المطاطية والمعدنية، ودفعت قوات الاحتلال بسيارة رشت المتظاهرين الذين هتفوا بحياة الاسير العيساوي بسائل كريه الرائحة في محاولة لابعادهم عن السجن الذي يحتجز فيه مئات الأسرى.