كان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، المسؤول الفلسطينيّ الأوّل الذي يُدلي بتصريحات صحافيّة لوسيلة إعلام إسرائيليّة حول نتائج الانتخابات العامّة التي جرت الثلاثاء في إسرائيل، 

ورد الرجوب، على أسئلة مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (WALLA) الإخباريّ -الإسرائيليّ، آفي أيسخاروف، الذي سأله حول التنسيق الأمنيّ بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينيّة، قال: "كلّ ما يتعلّق بالتنسيق الأمنيّ والعلاقة مع إسرائيل يرتبط بإقامة الدولة الفلسطينيّة، وإذا لم تقُم الدولة الفلسطينيّة، فإنّ ذلك سيؤثّر على العلاقات بين رام الله وتل أبيب في جميع المجالات".

 وقال الموقع إنّ الرجوب، الذي قضى 17 عامًا في السجون الإسرائيليّة، كان مستمتعًا للغاية عندما سمع بالنتائج النهائيّة للانتخابات الإسرائيليّة، وقال: "الله يكون في عونكم وعوننا"، في لهجة لم تخلُ من التهكّم، الذي يُميّز شخصيته، حسب الموقع الإسرائيليّ.

وبرأي الرجوب فإنّ الانتصار الساحق الذي حققه رئيس الوزراء الإسرائيليّ وحزبه الليكود هو أمرٌ جيّدٌ للفلسطينيين، وفسّر وجهة نظره بالقول: "إنّ هذا النصر سيمسّ مسًّا سافرًا بكم، أنتم الإسرائيليين".

وتابع: نتنياهو يُعارض إقامة دولة فلسطينيّة، وهذا الأمر ممتازٌ بالنسبة لنا. لأنّ معارضة نتنياهو للدولة الفلسطينيّة،  سيثبت للمجتمع الدوليّ أنّه لا يوجد في الطرف الإسرائيليّ مَنْ يُمكن التفاوض معه.

وردًا على تصريحات نتنياهو خلال المعركة الانتخابيّة الأخيرة بأنّه لا يُوافق على مبدأ دولتين لشعبين، ويُعارض إقامة دولة فلسطينيّة، قال الرجوب: "أنا أقول للإسرائيليين، الدولة الفلسطينيّة ستقوم، إذا أراد نتنياهو أمْ رفض".

علاوة على ذلك، أعرب الرجوب عن استغرابه الشديد من أنّ الغالبية العظمى من الإسرائيليين انتخبت الأحزاب التي ستُشكّل حكومة يمينيّة.

وقال: "في هذا السياق، هذا يؤكّد على أنّ التفكير العنصريّ لدى الإسرائيليين يُسيطر على الدولة الإسرائيليّة، وفي نهاية المطاف سيفهم، نتنياهو  واليمين، أنّ لا سبيل آخر سوى الحلّ المبنيّ على دولتين لشعبين".

وساق قائلاً : "إنّ الشعب الفلسطينيّ لن يرفع الرايّة البيضاء، نحن نعيش هنا، ولا وطن آخرا لنا"، مضيفا  أنّ اختيار الشعب الإسرائيليّ التوجّه نحو اليمين يحمل في طيّاته الكثير من المخاطر على الصعيد الدوليّ.

وقال: "اليمين الإسرائيليّ لا يُخيفنا، إنمّا فقط يُلحق الأضرار بإسرائيل، ويمسّ مسًّا سافرًا بالاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

وتابع المسؤول الفلسطينيّ: على اليمين الإسرائيليّ أنْ يفهم أنّه لن يحصل على الأمن والآمان ما دام السلام مفقودًا. وبرأيه، فإنّه إذا واصل الاستيطان، فستكون معركة مفتوحة مع الشعب العربيّ الفلسطينيّ.

وخلُص الرجوب إلى القول: إذا واصلت الحكومة الإسرائيليّة الجديدة  سياستها القديمة، فإنّ ذلك يعني أننّا نتجه نحو المواجهة، على حدّ تعبيره.