تكريماً ووفاءً للمناضلين الأبطال الذين كتب لهم استمرارية الحياة وواكبوا مسيرة الثورة على مدى خمسين عاماً، وأفنوا حياتهم جهداً وعرقاً ودماً فخطوا معالم طريق العودة إلى فلسطين. قامت الرابطة الأهلية بتكريم ثلة من المناضلين في مقر الرابطة خلف جامعة بيروت العربية-كلية الهندسة، مساء السبت 14 آذار 2015. وذلك بحضور شخصيات تنظيمية وحزبية وسياسية وطنية لبنانية وفلسطينية، وعدد من المفكرين والسياسيين اللبنانيين وأهالي منطقة الفاكهاني.
بدأ حفل التكريم بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة عن أرواح شهداء لبنان وفلسطين.
بدايةً ألقى رئيس الرابطة راجي الحكيم كلمة جاء فيها: "في مثل هذا اليوم منذ عام 73 لغاية العام 82 كنا نقف في هذه المنطقة نحمل هموم الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية وكانت المنطقة تترعرع في عباية القائد الكبير ياسر عرفات، عاهدنا هذا القائد في هذه المنطقة، أننا سنبقى أوفياء لفلسطين، وفاءاً لمسيرته النضالية".
وأضاف: "اليوم نعقد سلسلة تكريم للمناضلين الذين قدموا الكثير من أجل فلسطين إحياءً لعطاءاتهم الكريمة، ووفاءً لدورهم النضالي على درب تحرير فلسطين، وهذه القضية ستبقى وستستمر حتى تحرير كل فلسطين ودحر الاحتلال الصهيوني عن أرضنا العربية".
وختم: إن الثورة الفلسطينية هي من أشرف الثورات، علّمت المناضلين النضال والمجاهدين الجهاد في كل أنحاء العالم. سنبقى أوفياء للشهداء متمسكين بالبندقية والكفاح المسلح، ونترك الحق للقيادة الفلسطينية بانتهاج كافة الوسائل الممكنة لتحرير فلسطين.
وألقى كلمة منظمة التحرير وحركة "فتح" سمير أبو عفش جاء فيها: "أن نقف هنا مكرمين من قبل راجي الحكيم هو عكس المتوقع، صحيح أن "م.ت.ف" وحركة "فتح" قد كرمت سابقاً راجي الحكيم ولو كرمناه كل يوم لما وفيناه حقه".
وأضاف: "هذا الإنسان عرفناه منذ نعومة أظافره في قوات فخر الدين التابعة للثورة الفلسطينية والمكلفة حماية ومرافقة الشهيد ياسر عرفات. هذا المناضل الذي قاد في 82 معركة التصدي للعدو الصهيوني على المدينة الرياضية وقد استشهد معظم أصحاب هذه الرابطة والمنطقة على أيدي العدو الصهيوني، هذا الرجل الذي دفع في كثير من المواقف أثمان بالغة وقضى سنوات عديدة في سجون مختلفة ثمن انتمائه ووفائه لفلسطين والذي آمن دائماً وأبداً وكانت نظرته صائبة أن البوصلة التي تنحرف عن القدس وفلسطين هي بوصلة مشبوهة".
واستطرد أبو عفش قائلاً: "إن كل أزمات المنطقة والتي نراها تعصف بشعوبنا ودولنا وأرضنا ومجتمعاتنا إنما هي ارتدادات للقضية المركزية لشعوب المنطقة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولن تحل أزمة المنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين ومعهم من ضحوا من أجل فلسطين وأولهم صديقنا وحبيبنا راجي الحكيم".
هذا المكان له فضل علينا عندما عدنا إلى بيروت عام 2000 وبدأنا نعيد عملنا لم يكن لدينا مكاتب، كان هذا المكان هو مكتبنا".
وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى الرابطة الأهلية وإلى بيروت التي احتضنت كل ثورات العالم وفي مقدمها الثورة الفلسطينية.
وألقى عدد من المكرمين كلمات أجمعت على توجيه الشكر والتقدير لراجي الحكيم وللرابطة على هذه أللفتة الكريمة وحسن اختيار زمن التكريم في هذا الشهر، شهر الكرامة العربية حيث "معركة الكرامة" التي سطر فيها المقاتل الفلسطيني أروع ملاحم البطولة ضد آلة القتل الإسرائيلية، ويوم الطفل العالمي، ويوم المرأة العالمي أيضاً، وعيد المعلم، ويوم الأرض، وعيد الأم.
كما شددت الكلمات على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المخططات الإسرائيلية.
المكرمون: العميد سمير أبو عفش، وصلاح الهابط، وحسن بكير، وليلى زعرب، وأحمد حموي، ومحمد عبد الحفيظ شبلي، وعاطف غضبان، وأحمد حلاوي، والشهيدان (جمال الترك وعصمت الترك)، وناجي الزين، وعيد الحاج عيد، وأحمد الحاج بهاء، ومحمد عبد اللطيف سالم، وأكرم هنداوي. هذا وشمل التكريم أيضاً عدداً من اللبنانيين المناضلين الذين واكبوا المسيرة النضالية للثورة الفلسطينية.
علماً أن منطقة الفكهاني التي احتضنت المقاومة الفلسطينية وقادتها العظام وبعد مرور 33 عاماً على خروجهم من بيروت عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982وبناءاً على الاتفاقيات التي أبرمت بين الولايات المتحدة الأمريكية عبر مبعوثها فيليب حبيب آنذاك ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنها لا زالت تعيش على أمجاد هذه المقاومة المجيدة، وما زالت تحتضن القرار الوطني المستقل، فقبل 33 عاماً دافعت هذه المنطقة جنباً إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين عن عروبة لبنان والمقاومة الفلسطينية، وقدمت العديد من أبنائها الشهداء على مذبح الحرية والكرامة.
الرابطة الأهلية في الفاكهاني التي دافعت عن كرامة أبنائها في معارك الشرف والكرامة وعن الثورة الفلسطينية، لا زالت حتى اللحظة تقوم بواجبها الوطني تجاه المقاومة الفلسطينية، عبر العديد من الأنشطة الوطنية والاجتماعية والإنسانية الداعمة للشعب الفلسطيني وكوادره المناضلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها