في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الجديد، 'جون كيري' في مكالماته الشخصية مع رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، التزامه الشخصي والتزام الإدارة ' السياسي والأخلاقي ' للدفع قدماً بعملية السلام، ودعا علناً الكونجرس الأمريكي، للإفراج عن 495 مليون دولار، كانت قد تمت الموافقة عليها في العام المالي 2012، ولا تزال محجوزة في انتظار سماح الكونجرس الأمريكي بارسالها للسطة الفلسطينية ' خاصة الـ 200 مليون دولار المخصصة لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني'، نظمت لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس، جلسة استماع الثلاثاء، 5 فبراير/ شباط 2013 استمعت خلالها لشهادة ثلاثة من أشد أنصار الليكود، حيث عرضوا آرائهم وحذروا من مغبة تقديم الدعم المالي للسلطة بسبب المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس.

وقالت رئيسة اللجنة، 'إليانا روز ليتنان' من ولاية فلوريدا، عن الحزب الجمهوري - المعروفة بدفاعها المتفاني عن سياسات الليكود، وعدائها اللدود للسلطة الفلسطينية- في مستهل افتتاحها للجلسة، أنه 'من غير الحكمة أن تقوم الولايات المتحدة بتزويد السلطة الفلسطينية بالدعم المالي السخي، في الوقت الذي تخوض فيه مفاوضات مصالحة مع حركة حماس، التي تدعمها إيران، وتعمل على تدمير إسرائيل ولا تعترف بها'.

وظهر خلال الجلسة، ثلاثة من أبرز الأصوات المؤيدة لليكود في واشنطن، وهم: الباحث ماثيو ليفيت، والباحث ديفيد مكوفسكي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، المقرب جداً من الحكومة الإسرائيلية، والباحث مايكل روبين، من معهد أمريكان انتر برايز انستتيوت، الذي يعتبر وكر المحافظين الجدد ومؤيدي السياسة الإسرائيلية العدوانية في المنطقة، والذي يضم ايضا بول وولفويتز ودانيال بليتكا.

وقال 'ليفيت' الذي يعتبره الكونجرس الأمريكي من ' أفضل خبراء الإرهاب العربي والإسلامي في العاصمة الأمريكية ' ان 'هناك إنطباعات خاطئة، بأن السلام الإسرائيلي الفلسطيني، يشترط التصالح بين فتح وحماس'.

وأوضح 'ليفيت' في معرض شرحه الطويل أمام اللجنة ان 'فكرة أن الفلسطينيين لا يستطيعون التفاوض الجدي مع إسرائيل، وسط أجواء الانقسام الفلسطيني بين فتح في الضفة الغربية، وغزة التي تحكمها حماس ليس صحيحاً '.

وحذر 'ليفيت' من مغبة ' أن تتوقع المجموعة الدولية (واشنطن) أن المصالحة الفتحاوية– الحمساوية ستعالج معضلة المفاوضات، في الوقت الذي تصر فيه حماس على استخدام العنف، وتستهدف تدمير إسرائيل، وترفض حقها في الوجود، كما ترفض حل الدولتين '. كما حذر من خطورة افساح المجال امام حماس، للمشاركة في حكومة فلسطينية، دون تعديل مواقفها، لتنسجم مع مواقف السلطة، بما في ذلك الالتزام بكافة الاتفاقات التي أبرمتها (السلطة الفلسطينية ) مع إسرائيل.

أما 'ديفيد مكوسكي' فقد أشار في شهادته إلى أن 'المصالحة الفلسطينية، بين فتح وحماس، من شأنها أن تعرقل التحالف الذي برز بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمحاربة إرهابي حماس وحرمانهم من العمل في الضفة الغربية ' مقراً بأن الدعم المالي الأمريكي لأجهزة الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة في الضفة الغربية كان له الأثر الأكبر لذلك '، وهو ما حد حقاً من إرهاب حماس ضد إسرائيل.

وحث 'مكوسكي'، في شهادته، الكونجرس الأمريكي، على العمل من أجل 'إقناع الدول السنية في المنطقة، مثل مصر، وتركيا، وقطر، لاستخدام نفوذها الكبير، للضغط على حماس، للالتزام بالشروط التي وضعتها الرباعية الدولية في عام 2006، والمتمثلة بنبذ الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن العنف والسلاح، والاعتراف بكافة الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، والاعتراف بحق إسرائيل بالوجود، كشرط أولي للتعامل معها على أي مستوى'.

وقال مكوسكي: 'يا حبذا لو انخرط وزير الخارجية، جون كيري، بالحديث المتزامن مع نتنياهو وعباس، من أجل اتخاذ خطوات ملموسة، لإعادة بناء الثقة بينهما، وتشجيع كلا الشعبين، على العودة لتأييد جهود السلام، والتمسك بحل الدولتين'. ولكن مكوسكي في الوقت ذاته ذَكر أعضاء الكونجرس، بضرورة استمرار حث رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس على ' العدول هو وزعماء حركة فتح عن التحريض على رئيس الوزراء سلام فياض، الذي عمل أكثر من أي شخصية أخرى، لبناء الجسور مع إسرائيل، ودفع عملية السلام قدماً، والمضي بعمله الرائع (كما يسميه فياض) في بناء المؤسسات تحضيراً للدولة '

أما 'مايكل روبين' فقد نصح الكونجرس الاميركي، بوقف أي دعم للسلطة الفلسطينية، قبل عودتها غير المشروطة للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل.