لفت نظري منذ أيام تصريح للمطران عطالله حنا رئيس أسقافة سبسطية للروم حيث قال بوضوح : نحن لسنا اقلية في وطننا ولسنا ضيوفا عند احد كما اننا لسنا عابري سبيل في هذه الديار.

وأنا أقول بكل فخر وبكل إنتماء وبكل حب ووفاء ...طبعا" لستم أقلية وطبعا" لستم ضيوفا" على أحد وطبعا" لستم عابري سبيل .

طبعا" وطبعا" وطبعا" ....

لستم أقلية لأنكم جزء من شعب واحد ...شعب فلسطين ...شعب لا فرق فيه بين مسيحي ومسلم ....شعب كان وسيبقى مثالا" للتعايش الديني في الشرق ...لستم أقلية لانكم جزء من الامة العربية ..هذه الامة التي تفخر بكل من يعمل لإعلاء شأنها بإخلاص .

طبعا" وطبعا" وطبعا" ....

لستم ضيوفا" وكيف تكونوا ضيوفا" في فلسطين مهد المسيحيه ...فلسطين التي انطلقت منها تعاليم المسيح عليه السلام للشرق وللغرب ولكل انحاء العالم . ..فلسطين الناصره وبيت لحم والقدس .

طبعا" وطبعا" وطبعا" ....

لستم عابري سبيل وأنتم الفاعلين في الشأن الفلسطيني ...أدبا" ونضالا" وسياسه ...فمساهمتكم الثقافية والإجتماعية والسياسية والنضالية مساهمات شملت كل المجالات ..وهي مساهمات مشرفه ومؤثره ....فأنتم كما نحن في كل الفصائل وكل القطاعات وفي كل الاماكن وجزء من كل الطبقات .

كيف تكونوا أقلية أو ضيوفا" أو عابري سبيل ومنكم ....

جورج حبش وجبرا ابراهيم جبرا وسعيد خوري وخليل السكاكيني والثلاثي جبران وحنان عشراوي واميل توما والرائع إدوارد سعيد وكيف تكونوا ضيوفا" ومنكم كمال ناصر هذا المناضل الذي أوصى بأن يدفن بالقرب من غسان فكان المسيحي المدفون بمقبرة إسلامية .

من يسعى للتفرقة بيننا لا يفهم ولن يفهم وحتما" سيفشل ...من يسعى لجعلكم تخدموا في جيش الإحتلال بإعتباركم أقلية لا يفهم ويجهل التاريخ والحاضر وحتما ليس له مستقبل .

لن أقول أنتم فنحن جميعا" معا" نسير بخطى ثابته نحو الحرية والإستقلال ...وهذا يتطلب تضحيات كبيرة ويتطلب صبر ويتطلب إخلاص وكلنا ثقة بأننا معا" شعب قادر على التضحيات والصبر والوفاء والإخلاص فكل تلك الصفات هي  سمات مرافقة لهذا الشعب العظيم .

أكتب عن هذا الموضوع ليعلم القاصي والداني والعدو والصديق والبعيد والقريب بأنه لا مكانة لهذا التخلف والجهل والتعصب في فلسطين ..فلسطين وعاصمتها القدس  ومنذ العهده العمرية هي المثال الاكبر على قدرة الديانات المٌوحده على التعايش معا" كيف لا وبالقرب من كنيسة القيامة هناك مسجد عمر ...كيف لا وكلنا معا" نذكر  الأثار العظيمة لمن رسموا معا" معالم التعايش بحب لفلسطين وللمدينة المقدسة ونتحدث هنا طبعا" عن عمر بن الخطاب وعن البطرك صفرونيوس.

نحن نمتلك تاريخ مشترك وجغرافيا مشتركة ومستقبل حتما" سيكون مشترك لأننا الشعب الواحد  ...ولا بد أن نفخر بهذا التاريخ والحاضر ولا بد أن نعمل لمستقبل أفضل لنا .

أكتب عن هذا في زمن ما يسمى بداعش وما حصل في العراق وليبيا وسوريا من أفعال لا تمت للإسلام بصله ...أكتب عن هذا ونحن نعيش الام ما حصل في كارولينا بالولايات المتحده الامريكية  ...أكتب عن هذا وكلي ثقة بأن الإسلام والمسيحيه لا يقبل القتل على الهوية وبالطبع لا يقبل القتل بناء" على الدين ...وبل أكتب هذا وأنا على ثقه بأن اليهوديه لا تقبل القتل على الهوية والدين .

أكتب عن هذا وأنا أقول للإحتلال الإسرائيلي ..لا تجعلوا الصراع بيننا دينيا" فلا علاقة لنا بدولتكم اليهودية ...أخرجوا من أرضنا فنحن فنريد دولة فلسطينية للجميع عاصمتها القدس الشريف  ...أكتب عن هذا وأقول للمتاجرين بإسم الدين من المتعصبين  توقفوا عن إستخدام الدين في تبرير جرائمكم وقتلكم .....توقفوا عن القتل الملعون بإسم الإسلام أو غيره من ديانات.

نقول ببساطة ..في فلسطين عشنا معا" وصمدنا معا" وعندما ننتصر حتما" فإننا سننتصر معا" وستكون دولتنا دولة تحترم كل الديانات كيف لا ونحن أصحاب القدس ..مدينة الصلاة لكل الديانات .