ناصر شحادي
نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجاناً سياسياً بمناسبة التاسع من آذار يوم الشهيد الجبهاوي، وتضامناً مع الأسرى البواسل في سجون العدو الصهيوني، ويوم المرأة العالمي بحضور أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، وامين سر فصائل "م.ت.ف" قائد حركة "فتح" في منطقة صور توفيق أبو عبدالله، ومسؤول العلاقات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ابو جابر، ونائب مسؤول ملف المخيمات في حزب الله عطاالله حمود، وقيادات وكوادر حركة فتح وقادة فصائل "م.ت.ف"، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية وحشد من جماهير شعبنا .
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء، ومن ثم عُزِف النشيدان اللبناني والفلسطيني، وبعدها كانت كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية القتها عضو قيادة منطقة صور للإتحاد أم أسامة جمعة فعرضت لمعاني ورمزية المناسبة موجّهةً التحية للأسرى والأسيرات البواسل الصامدين في وجه ممارسات العدو الصهيوني. وثمّنت عاليًا باِسم الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية توجيهات وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني، مؤكّدةً ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ومن ثم كانت كلمة "م.ت.ف" القاها الحاج رفعت شناعة جاء فيها "اليوم نتوقف مع فصيل رئيس من فصائل "م.ت.ف"، وقد كان من البدايات ولد من رحم القوميين العرب وتكوَّنَ تنظيماً سياسياً مقاتلاً على أرض فلسطين. قدّم هذا الفصيل خيرة قيادته شهداء من أجل فلسطين، فكانت لهم برامجهم الوطنية والسياسية والنضالية وفي كل مرحلة كانوا سبّاقين للتعبير عن واقع الشعب الفلسطيني فقدّموا حكيم الثورة الشهيد جورج حبش، والشهيد ابو ماهر اليماني، والشهيد أبو علي مصطفى، وجيفارا غزة، ووديع حداد الذين أدهشوا العالم بعملياتهم العسكرية. وإننا نحيي كافة الشهداء الأبطال من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن كافة القوى والفصائل الفلسطينية واللبنانية والعربية والإسلامية، ولا ننسى الرمز الشهيد ابو عمار والشهداء ابو جهاد الوزير وفتحي الشقاقي واحمد ياسين وابو العباس وسمير غوشة، انهم الرعيل الأول الذين صنعوا لنا هذه الثورة ومازالت الأجيال تدرس هذه المآثر لشعبنا الخلاق المبدع، ومن اجل ذلك كله نكرمهم اليوم ونكرم شهيداتنا واسيراتنا في معتقلات العدو الصهيوني، كما اننا نبارك للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية في هذه المناسبة فالأم الفلسطينية كانت تشيع الشهداء وتربي الأطفال وولاَّدة للأبطال".
وأضاف "قبل ايام قليلة كان هناك جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني حيث اجتمعت كافة الفصائل الفلسطينية تقريبًا لتقييم المرحلة التي سبقت ووضع خطة عمل للمرحلة القادمة خاصة أن الاحتلال الصهيوني تنكّر لكل حقوق شعبنا، ولذلك قد قالت القيادة الفلسطينية كلمتها بكل صراحة ووضوح بدعوة من سيادة الرئيس محمود عباس الذي اكد انه علينا اتباع استراتيجية جديدة للنظر في كافة العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي المبنية على اساس اتفاق اوسلو، ومنها العلاقات الداخلية والتنسيق الامني. وقد كان الاجماع على التركيز لدعم صمود شعبنا الفلسطيني والمقاومة بكافة اشكالها. وقد كان استشهاد القائد الفلسطيني الشهيد زياد ابو عين هو استشهاد للإنسان الفلسطيني وبمثابة تفجير الواقع الفلسطيني من اجل مقاومة شعبية لها اول وليس لها اخر، وقد كان الإجماع الفلسطيني لتصعيد المواجهة والمقاومة بكافة اشكالها ومقاطعة البضائع الاسرائيلية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
واكد الحاج رفعت شناعة ضرورة "التزام مجلس الأمن الدولي تطبيق القرارات الدولية وخصوصاً الآلية الزمنية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، لافتًا إلى أن المجلس المركزي الفلسطيني رفض الدولة ذات الحدود المؤقتة، ورفض الاعتراف بيهودية الدولة، لأن من حق شعبنا ان يعود الى أرضه استناداً للقرار 194، وقرر القتال على الجبهة الدبلوماسية والسياسية والتصدي للاستيطان، وختم كلمته بتوجيه التحية للشهداء والجرحى والأسرى.
ومن ثم كانت كلمة حزب الله ألقاها عطاالله حمود حيث وجه التحية لكل شهداء فلسطين، وللمرأة الفلسطينية ولنساء الجبهة الشعبية في يومهنَّ العالمي، وقدَّم التحية لأمهات فلسطين الصابرات الصامدات في مواجهة العدو الصهيوني، واكّد ان "الشهداء قالوا كلمتهم بالدم والبندقية والرصاص والعدو الصهيوني يتنكَّر لكل حقوق الشعب الفلسطيني لذلك ليس امامنا خيار إلا المضي بالمقاومة والمواجهة الشعبية في مواجهة ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب من تعدٍّ واستيطان ونهب للأرض وارتكاب للمجازر وقتل بحق ابناء الشعب الفلسطيني، من اجل ذلك كله يجب اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية".
ومن بعدها كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القاها ابو جابر حيث وجَّه التحية لشهداء فلسطين ولبنان ووجه التحية للمعلمين الذين لم يعلموا اولادنا فقط بالقلم بل علموهم كيف نقاتل العدو الصهيوني، وقدّم التحية للأم الفلسطينية التي ترفع راية فلسطين والأُمة العربية، ووجَّه التحية للاتحاد العام ولجان المرأة الفلسطينية مؤكداً أنهنَّ التاريخ المشرِّف للثورة الفلسطينية، فيوم الشهيد ليس يومًا فيه رواية او حكاية بل هو الانسان الذي أعطى كل شيء من اجل فلسطين مؤكداً إننا نحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى لإتمام المصالحة الفلسطينية، وتحصين البيت الفلسطيني"، وناشد الحكومة اللبنانية النظر بالأوضاع الانسانية والمعيشية لأبناء شعبنا في لبنان وطالب وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بتحمُّل مسؤولياتها تجاه اعمار مخيم نهر البارد في ظل ظروف صعبة وقاسية التي يعيشها أبناء المخيمات في سوريا بعد نزوح خمسين ألف فلسطيني من مخيمات سوريا الى مخيمات لبنان مؤكداً انه "ليس هناك فلسطيني واحد يريد التوطين في لبنان، وإنما فقط نريد العيش بكرامة الى حين العودة الى ديارنا فلسطين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها