كم مليونير وملياردير فلسطيني في العالم ؟ ألا يستطيع أصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين وحدهم تشكيل العمود الفقري لمظلة مالية وطنية فلسطينية, تواجه حملة دولة الاحتلال لاخضاع الشعب الفلسطيني وكسر ارادته؟! فقراصنة القرن الواحد والعشرين في تل ابيب يعتقدون أن الشعب الفلسطيني قد يستبدل الحرية والاستقلال برفاهية وبحبوحة, خططت وعملت سلطات الاحتلال على تطويف مجتمعنا على اطواقها وقواربها الشراعية خلال عقود من الاحتلال, وكذلك ربط مصير مئات آلاف العائلات الفلسطينية بدخل مادي يؤمنه أربابها في العمل الشاق والمتعب المرهق في مشروعات اسرائيلية متنوعة, وقيدت فاتورة رواتب موظفي مؤسسات الحكومة الفلسطينية, باتفاقيات كان عمرها الافتراضي لا يتجاوز الخمس سنوات وتنتهي في العام 1999، الا انها مدت عمرها الى عشرين سنة !! عبر سيطرتها المباشرة على عائدات ضرائب لصالح الحكومة الفلسطينية تجبيها في موانئها ومناطق سيطرتها على معابر دولة فلسطين المحتلة التجارية, والخاصة بالمسافرين .
بامكان الفلسطينيين اصحاب الاستثمارات بالمليارات مهما كانت جنسياتهم الحالية الالتقاء عند مركز دائرة الوطن ( فلسطين ) الشعب والأرض فاذا كان الملياردير الاسرائيلي اليهودي (ايرفينغ موسكوفيتش) قد قدم للمستوطنين ما لم تستطع تقديمه حكومة تل ابيب لهم, أو انه قد استكمل مهمة تثبيت المستوطنين على ارض دولة فلسطين, وساهم بمصروفات مالية لرفع الروح المعنوية لخمسة عشر الف اسرائيلي بعد حرب عام 2006 على لبنان, عندما نظم لهم على حسابه الشخصي رحلة استجمام في ايلات لمدة اسبوعين ليزيلوا عن نفوسهم الرعب كما عبر بذلك وقال, فان الفلسطينيين ( المعترين, المعذبين في الأرض ) لا يريدون رحلات استجمام, أي نوع من الرفاهية، وانما مشاركة فعلية من ابناء وطنهم الأغنياء جدا جدا !، المصنف بعضهم كأغنى اغنياء العرب ايضا, – يقدرون بالمئات - حتى لو كانوا يحملون جنسيات عربية أو أجنبية .
لا نريد منهم تقمص روح الفدائيين الأوائل الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم, وضحوا بدمائهم وارواحهم, وحريتهم ( كالأسرى) وآلامهم ( كالجرحى ) وغيروا منطق رؤية دول وشعوب وحكومات العالم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, وانما تقمص روح الفدائي ووضع بعض أموالهم, وتحدي دولة الاحتلال باستثماراتهم في مشاريع وطنية, في مناخ وطني صحي يقاطع منتجات المستوطنات, ويمنع دخول بضائع استهلاكية اسرائيلية, وبيئة نضالية وطنية شعبية, تتخذ من المقاومة الشعبية السلمية سبيلا لنيل الحرية والاستقلال, فنحن نطمح لرؤية رأسمالنا الوطني مقاوما سلميا, ورؤية المليونير او الملياردير الفلسطيني رمزا من رموز المقاومة الشعبية السلمية, وبناء المؤسسات الاستراتيجية الفلسطينية .
لا نريد أكثر من حالة تضامن ولقاء وخطة وبرنامج عمل لأغنى أغنياء الفلسطينيين, في الوطن والمهجر, يؤسس لمظلة دعم مالي لمؤسسات السلطة الوطنية، شفافة, نزيهة, محكومة ببرنامج مراقبة, تساهم بتغيير صورتنا من ( محتاج ) الى (مكتف والحمد لله ) كما ساهم اخوتهم الذين اطلقوا الثورة الفلسطينية المعاصرة بتغيير صورة طوابير اللاجئين الجائعين أمام مراكز وكالة الغوث الأممية ( الاونروا ) ورسموا صورة طوابير الثوار والفدائيين والمناضلين الاحرار والكرام, ومشاهد الطلبة في مدارس وجامعات الوطن ليكونوا حملة شعلة الثوار في بناء الدولة .
سيكون لأغنياء فلسطين – اينما كانوا – شرف المساهمة في اقسى معركة تحد وصمود, يخوضها الشعب الفلسطيني اليوم من اجل الوصول لهدف الحرية والاستقلال في دولة ذات سيادة بعاصمتها القدس, ودحر مشروع الاحتلال الاستيطاني, ويكفيهم شرف تحرير رقابنا من ( الحاجة للآخر ) حتى لو كان شقيقا او صديقا، ومن دين اخلاقي مادي لهم سيترتب علينا رغم قناعتنا بحقنا الطبيعي والتاريخي على هذا الآخر، اذ يمكن لأغنى أغنياء فلسطين توفير مظلة الصمود المالية كدين على مؤسسات شعبهم, على المدى البعيد ان ارادوا, وسيحفظ لهم الشعب هذا الدين ويرده بالحسن في الاستقلال والدولة, فاليوم دور الجميع في العطاء بلا استثناء, لتكون فلسطين وطن الجميع بعدل ومساواة, فالوطني هو الذي يجود على شعبه وأرضه بأعز ما يملك.