في بداية السنة الخامسة من الأحداث التي تجتاح المنطقة العربية، يضرب الإرهاب ضربة قوية في شمال سيناء وفي مدينة العريش على وجه الخصوص، حيث هاجم الارهابيون يوم الخميس عدة مقرات عسكرية مستخدمين سيارات مفخخة بأطنان من المواد المتفجرة، كما قصفوا تلك المواقع بمدافع الهاون الأمر الذي أدى لسقوط عشرات من الشهداء والمصابين من الجيش المصري بينهم موظفون مدنيون.
وجاء هذا العمل الإرهابي الجبان بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدولة المصرية في تنفيذ خارطة الطريق وفي استعادة الدور المصري في المنطقة والعالم حيث الإرهاب يحاول أن يثبت وجوده، ويحاول أن يعكر صفو المسار المصري خاصة لجهة إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية وعقد المؤتمر الاقتصادي في شهر آذار المقبل، وهذا يدل على أن الإرهاب ممثلا بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ومن يشايعهم يعرف نفسه بنفسه، ويفضح نفسه بنفسه، وليس له من هدف سوى تنفيذ المهمة التي استأجره الأعداء من اجلها وهي تفتيت هذه المنطقة وجعلها ملحقة بالكامل للقوى المعادية، وجعلها ضعيفة لصالح إسرائيل.
المشكلة ليست بالإرهاب المفضوح الذي تحتشد الأمة لمكافحته والقضاء عليه حتما، وإنما تكمن المشكلة في أن هذا الإرهاب له رديف مساند من سلوك بعض القوى الإقليمية والدولية، وله رديف مساند من بعض أوساط المثقفين في بلادنا وأدعياء حقوق الإنسان، ومجموعات الفتنة المتعددة التي تحاول أن تثير الجدل على مدار اليوم والساعة والدقيقة حول الجهود التي تقوم بها الدول العربية للحفاظ على حياة الناس وأرواحهم، والحفاظ على وحدة أراضي هذه الدول ووحدة شعوبها، فيبدأ الصراخ والصفصطة والكلام المرسل الذي ليس له نهاية، وكأن ما يجري في بلادنا وأمام اعيننا هو مجرد فيلم سينمائي وليس مجازر حقيقية تتعرض لها شعوبنا العربية وبلادنا العربية ومستقبل اجيالنا العربية، وتحت هذا الصخب من الكلام المنافق يحدث العجب العجاب، فنرى بعض المجموعات المسلحة الإرهابية تتلقى العلاج والتدريب والسلاح من إسرائيل كما يحدث في سوريا، لكن المنظرين يصمتون وكأنهم أصيبوا بالخرس!
ونرى بعض فصائل اليسار المتطرف يندمجون مع فصائل الإسلام المتطرف لكن الصارخين يصمتون دون كلمة! ونرى فصائل الإسلام السياسي تعقد الصفقات مع إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية ودفنها في سيناء دون أن يبرروا لنا كيف يحدث ذلك! فمتى ينتهي هذا الجدل الفارغ والصراخ الزائف، ومتى يتوقف المنافقون والمشبوهون عن تغطية الإرهاب حينما يطلقون عليه أسماء غير اسمه الأصلي؟ فالارهاب هو الارهاب، اكتوينا بناره، وخسرنا الكثير بسبب ممارساته، وليس من سبيل لمواجهته سوى محاربته بلا هوادة حتى القضاء عليه دون ان نتردد او نخاف، فإن بقاء هذه الأمة أهم من كل الأطروحات الزائفة الأخرى.
الارهابيون هم الارهابيون، عرفهم اجدادنا بأنهم كلاب أهل النار، وعرفتهم الدول المعاصرة بأنهم الشر الذي يجب اجتثاثه، ونرى أميركا وأوروبا حين يقترب منها الارهاب فإنها تسحقه بلا رحمة دون أن نسمع أيا من مفردات ومعزوفات حقوق الإنسان أو هذا الجدل الذي نسمعه في بلادنا.
الإرهاب هو عدو الأمة، والإرهاب هو عميل لكل الأعداء الذين يريدون دمار هذه الأمة، فألف تحية لشهداء الجيش المصري الذين حددوا العدو ومصممون على القضاء عليه لأنهم يعرفون أنه لا يوجد حل آخر، وأي كلام غير ذلك ليس سوى خداع ونفاق.
الإرهاب يفضح نفسه فليصمت المنافقون!: بقلم يحيى رباح
31-01-2015
مشاهدة: 807
يحيى رباح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها