فتح ميديا/لبنان، نظَّم "تيار المستقبل"_ منسقية بيروت ومكتب القدس احتفالاً تكريماً لحصول دولة فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، تحت عنوان "بيروت تُحيِّ فلسطين"، في قاعة احتفالات حسانة الداعوق في جمعية العناية بالأم والطفل الخميس10/1/2013.

فشارك عن الجانب اللبناني النائب نهاد المشنوق، ومنسق عام "تيار المستقبل" في بيروت بشير عيتاني ممثلاً الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، وعضو المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" عمر المصري، ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشباب البيروتي العميد محمود الجمل إضافةً إلى شخصيات وفعاليات.

أمَّا عن الجانب الفلسطيني فحضر سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وممثلو الفصائل الفلسطينية في بيروت.

وبعد سماع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وثورة الأرز، تحدث عريف الحفل الإعلامي باسم سعد فأكد "أن فلسطين أكبر من الأحزاب، وأعرق من الشعارات، وأبعد من أن ينال منها أو أن يتسلَّق على جدرانها تجار السياسة وطلاب النفوذ"، وأضاف: "لأن بيروت هي العنوان الآخر لفلسطين، ولأننا في خط مستقبل واحد سوف نبقى سوياً في موسم القطاف وعندما يرى الجميع أن ثمار العطاء قد أينعت، وان الغد لمن صنعه بالأمس ولمن كتبه بدم القلب حبراً لا يُمحى".

ثم كانت كلمة للسفير أشرف دبور جاء فيها: "إن بيروت تُحييِّ فلسطين وفلسطين وشعبها يحيي بيروت، فبيروت عاصمة العروبة، وفلسطين مهد الديانات، ومهبط الرسالات السماوية، أرض القداسة، ومنبت الأنبياء والرسل، مسرى سيدنا محمد، ومهد سيدنا عيسى المسيح. فلسطين الوطن الذي عانى شعبه وما زال يعاني التشرد واللجوء وويلات الحروب يستحق أرضاً وشعباً وينعم بالعيش بكرامة في دولة مستقلة يعيش في ظلها بحرية واستقلال".

وأشاد السفير دبور بالانجاز الذي أعاد لنا دولة فلسطين وبالقيادة الحكيمة والشجاعة للثابت للرئيس أبو مازن، الذي لم تثنيه الضغوطات بكل أشكالها السياسية والاقتصادية والحصار والتهديد، مشيراً إلى أنَّ ربيع فلسطيني أزهر اعترافاً بالحق والحرية والاستقلال لفلسطين من قبل مائة وثمانية وثلاثون صوتاً حراً شجاعاً يمتلكون الضمير الحي.

كما أوضح السفير دبور أن رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة سيؤهلها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأرض وإنهاء الجدل حول كيانية فلسطين من الناحية القانونية وحمايتها دولياً، وسيمكنها من الانضمام والمصادقة على الاتفاقيات الدولية، مضيفاً: "وسيصبح لها الحق في العضوية، في كافة المعاهدات والهيئات والمنظمات الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، وأن تكون طرفاً في قضايا ينظر بها من قبل محكمة العدل الدولية. وكذلك تؤهل دولة فلسطين للانضمام إلى المعاهدات الدولية، كمعاهدة جنيف الرابعة".

ووجه السفير دبور التحية للبنان الشقيق رئيساً وبرلماناً وحكومة وشعباً، لاستضافتهم المؤقتة للفلسطينيين النازحين قسرا نتيجة للأوضاع الأمنية في سوريا.

ثم تحدث مدير مكتب القدس في "تيار المستقبل" خليل شقير فقال: "نجتمع اليوم لنحيي فلسطين، الدولة، والقضية والشعب، من عاصمة العرب بيروت، التي لطالما وقفت إلى جانب القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها قضيتنا المحورية فلسطين".

وتابع: "نلتقي اليوم لنبارك للشعب الفلسطيني انجاز انضمام فلسطين كدولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة. وبالأمس بدأ فعليا تطبيق هذا الإنجاز على أرض الواقع بعد الإعلان الفلسطيني باعتماد اسم دولة فلسطين وشعارها على الأوراق والمعاملات والوثائق الرسمية".

وأضاف شقير: "إن المصالحة الفلسطينية التي نرجو ونأمل وندعم تحقيقها في اقرب فرصة ممكنة، ستكون التتويج الحقيقي للانجاز الدبلوماسي في الأمم المتحدة، مما سيفتح مرحلة جدية من الصراع يكون عنوانها عدم مهادنة الاحتلال حتى تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبسط سيادة وسلطة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

أما كلمة الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري فألقاها منسق عام بيروت بشير عيتاني جاء فيها: " أن فلسطين في قلب تيار المستقبل. كانت وستبقى البوصلة، بما تمتلكه من شعب بطل تحدى عدو الإنسانية جمعاء، وأبقى قضيته حية ترزق في ضمير كل إنسان حر. لطالما شكَّل لبنان وشعبه سنداً ودعماً، للشعب الفلسطيني وقضيته المحقة، وهو على هذا العهد باقٍ، لأن القضية ليست لشعب مضطهد فحسب، بل هي قضية كل عربي ومسلم ومسيحي حر في العالم".

وأوضح عيتاني "أن المعاناة التي جمعت الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي جعلت من قضية الشعب الفلسطيني قضية لبنانية مركزية، وتيار المستقبل كان ولا يزال وسيبقى مدافعاً صلباً عن حقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "إننا إلى جانب الشعب الفلسطيني، في السراء والضراء، حتى ينال حق العودة إلى دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".

واعتبر عيتاني "أن الأخطار التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم، أكثر من أن تعد أو تحصى، مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية"،  ولافتاً إلى أن هذا يتطلب موقفا عربياً وفلسطينياً واضحاً وصارماً، لمواجهة هذه المخاطر التي كانت تستفيد من حالة الانقسام الفلسطيني.

كما أشاد عيتناي بانتصارَي غزة والأمم المتحدة، داعياً الفلسطينيين إلى صون هذه الانتصارات، وتحويلها إلى انتصار للوحدة الوطنية الفلسطينية، ومشدداً على أن الوحدة الفلسطينية وتحقيق المصالحة هما البوابة الطبيعية نحو مشروع فلسطيني وحدوي يواجه الكيان الإسرائيلي ومخططات حكومته العنصرية.

وأكد عيتاني أن "الموقف الفلسطيني الجامع الذي يعبر دوماً عن تجنيب المخيمات الفلسطينية في لبنان عن أي صراع داخلي، إضافة إلى تحييدها، وتوفير غطاء لكل القرارات اللبنانية خصوصاً لموضوع السلاح خارج المخيمات، هو موقف شجاع"، لافتاً إلى أن حماية المخيمات الفلسطينية داخل سوريا، أصبح ضرورة دولية، لأنه من غير المقبول أخلاقياً وإنسانياً أن يتحول الفلسطينيين في سوريا إلى كبش فداء وورقة للاستعمال والمساومة على حد تعبير.

وختم عيتاني آملاً أنم يكون العام 2013 متكللاً باستمرار الربيع العربي، وعودة الهدوء إلى اليرموك والمخيمات الفلسطينية، وتتويج الربيع العربي، بوحدة فلسطينية، تناضل لتحقيق التحرر الوطني من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.