أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده الكامل لإجراء انتخابات فلسطينية عامة شريطة أن تلتزم حركة «حماس» بإعادة قطاع غزة تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية وإنهاء كافة مظاهر سلطة الحركة الاسلامية. وعلم مراسل «المدينة» في عمان من مصادر فلسطينية مطلعة إن «الرئيس عباس لا يمانع من مشاركة حماس بالقرار السياسي حال إعادة غزة للسلطة الفلسطينية لحين تنظيم الانتخابات العامة». لافتة إلى أن حركة حماس لم ترد على شروط الرئيس الفلسطيني التي عرضها عبر وسطاء، لكن المصادر ذاتها أكدت أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل علق على ذلك بقوله «المهم أن تكون نوايا المصالحة صادقة وجادة، لحظتها يمكن الحديث في كل القضايا التي تهم السلطة وحماس». وعلم أن الرئيس عباس لن يتراجع عن شرطه وأن إعادة السلطة في غزة إلى شرعيتها هو فقط بداية الحديث الجاد حول المصالحة الفلسطينية وغير ذلك فإن أي أحاديث عن هذه المصالحة لا يعتبر أكثر من حديث سياسي بلغة دبلوماسية

ونقل عن الرئيس عباس قوله «عودة السلطة لغزة أولًا وقبل كل شيء هو مفتاح المصالحة الفلسطينية». لافتًا إلى أن حماس تدرك هذا الأمر وعليها تنفيذه إن أرادت مثل هذه المصالحة. وتقتصر سلطة الرئيس  عباس بعد المعركة مع حماس في عام 2007 على الضفة الغربية بعد أن طردت حماس حركة فتح من قطاع غزة أثناء الحرب الأهلية. وزاد التقارب بين الحركتين بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة في أكوبر الماضي والذي أعلنت فيه حماس انتصارها على إسرائيل.

وبدورها، حاولت مصر لفترة طويلة التوسط لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس لكن الجهود السابقة تعثرت بسبب قضايا تتعلق بتقاسم السلطة وحيازة الأسلحة ومدى قبول إسرائيل وقوى أخرى لحكومة فلسطينية تشارك فيها حماس. وتخشى إسرائيل من أن يؤدي الدعم الجماهيري لحماس في النهاية إلى الإطاحة بالسلطة الفلسطينية التي يترأسها الرئيس عباس في الضفة الغربية.

وقالت تقارير سياسية «أن الأمور لا تجري على ما يرام في المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية». وأضافت أن «حركة حماس التى تحكم قطاع غزة تشهد بعض الانقسامات بداخلها وأنه يجب أن تتخلص من انقساماتها الداخلية قبل الدخول في مفاوضات مع حركة فتح».

وتابعت التقارير أن «قائد حركة حماس خالد مشعل أعلن استعداده للقبول بالمفاوضات التى سيجريها الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع إسرائيل». فيما أكد محمود الزهار قائد الحركة فى غزة أن «عباس كان موقفه سيئًا فى مفاوضاته مع إسرائيل وصرح بأن برنامج حماس ضد المفاوضات بتلك الطريقة لأنها مضيعة للوقت».

وترى التقارير أن الرؤى المختلفة جعلت الموقف أسوأ، حيث إن مشعل يعتمد على العلاقات الدبلوماسية الخارجية وتأثيرها ويبحث عن المصالحة مع حركة فتح لإعادة الدور الوطنى لمنظمة التحرير الفلسطينية، فيما يعتمد قادة حماس على مواردهم وإمكاناتهم الخاصة ويجدون لأنفسهم قاعدة كبيرة وكافية.

وأشارت التقارير إلى أن مشعل يواجه ضغطًا من الحركات الإسلامية المعتدلة فى العالم العربى، حيث إن حماس هى الحزب الوحيد والمهيمن فى القطاع وهى بذلك لا تدعم الديمقراطية فيما يدعو هو وفريقه إلى عملية التغيير التى تسمح بالتعددية والديمقراطية حتى تستطيع حماس من خلال التعاون مع الحركات الأخرى الوصول إلى دولة فلسطينية بجانب الإسرائيلية، يأتى هذا فى الوقت الذى رأى فيه بعض الإسلاميين أن اتفاق المصالحة مع حركة فتح «مؤامرة» لتجريد حماس من السلطة وإحباط خططها الإسلامية

ورفض الزهار الفكرة التى طرحت بأن يتم السماح لبعض قوات الأمن التابعة للرئيس عباس بدخول غزة، كما استبعد الاتفاق على برنامج موحد مع فتح بل أكد الزهار الأجندة الإسلامية للحركة فيما أوضح مشعل أن الهدف الذى تشاركه حماس هو الحصول على دولة فلسطينية بما يعطى انطباعًا عن أجندة وطنية. وشددت التقارير على أن تلك التوترات من الممكن أن تؤدى إلى إفشال المصالحة ووساطة القاهرة بسبب الصراع بين حركتى فتح وحماس على مناصب رئيس الوزراء ووزيرى الداخلية والخارجية وبذلك تصبح المصالحة الحقيقية بعيدة المنال

واشتدت حدة الخلافات بين مشعل والزهار على خلفية مواقف الأول من المصالحة الفلسطينية وظهرت هذه الخلافات أثناء زيارة مشعل التاريخية إلى قطاع غزة

واندلعت خلافات الرجلين بعد تصريحات لمشعل أكد فيها حرصه الشديد على تنفيذ بنود المصالحة وشدد على أنه «آن الأوان لطي صفحة الانقسام واعدًا بالسير على طريق المصالحة الفلسطينية ومعه قادة حماس في الداخل والخارج».

وحمل مشعل وبشدة على الانقسام ووصفه بأنه مرفوض دينًا وعقلًا، مستنكرًا وجود حكومتين في الأراضي الفلسطينية «حكومة بغزة وأخرى في الضفة» الأمر الذي اعتبره الزهار مرفوضًا من قبل حماس الداخل وهو ما دفعه لمقاطعة بعض لقاءات رئيس المكتب السياسي بسبب مواقفه التي اعتبرها بأنها تأتي انصياعًا لمواقف السلطة الفلسطينية.