أدان الدكتور حنا عيسى، الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، دعوات رئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان يهود فرنسا بالهجرة سريعا إلى "إسرائيل"، والمخطط الهادف لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة  بهدف إسكان هؤلاء المهاجرين، مستغلين الأحداث الخيرة بالهجوم على صحيفة في العاصمة الفرنسية باريس ومتقل 4 يهود بالحادث، مشيرا أنه بالسنوات الأخيرة ازداد عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين لإسرائيل ، حيث بلغ عددهم في عام 2014 فقط ما يزيد عن ال 6000 مهاجر يهودي وهو ضعف عددهم عام 2013
 
وقال الأمين العام، "دعوة قيادة الاحتلال اليهود الفرنسيين بالهجرة لإسرائيل ومخطط وزير اسكان الاحتلال بتوسيع المستوطنات وإسكانهم بشكل جماعي هو تطبق لمقولة رئيس وزراء اسرائيل السابع إسحاق شامير الذي تولى ولايته في الفترتين من 1983 إلى 1984 وفي الفترة الثانية من 1986 إلى 1992 عندما قال (إن حسم الصراع مع العرب لصالح إسرائيل لن يتم إلا ديمغرافيا على المدى الطويل)".
 
وأضاف، "شروط هذا الحسم متوفرة في هذه المرحلة، حيث تقع الأرض تحت السيادة الإسرائيلية، ويتدفق المهاجرون اليهود بكثافة، إذ من المتوقع وفقا لوسائل الإعلام أن يهاجر العام الجاري 10.000 يهودي فقط من فرنسا. كما وتملك إسرائيل عناصر القوة اللازمة لإنجاز الحلم اليهودي بقيام إسرائيل الكبرى، وإسرائيل الكبرى تتطلب برأي شامير هجرة يهودية كبرى لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي المحتلة".
 
وحذر، "عملية التغيير تستلزم زرع المستوطنات التي أنيطت بها إلى جانب مهمة استيعاب المهاجرين، ووظيفة أمنية مباشرة تتلخص بإقامة حزام امني محكم حول المدن الفلسطينية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وتأمين الربط الجغرافي بين المستعمرات السكنية اليهودية و الساحل الإسرائيلي لتسهيل عملية دمج الأراضي التي جرى احتلالها في عام 1967م , بتلك التي سبق  احتلالها في عام 1948م".
 
ولفت د. حنا عيسى، وهو خبير وأستاذ في القانون الدولي، أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة  تعمل جاهدة من اجل استقدام اكبر عدد ممكن من اليهود  بهدف نشرهم وتوزيعهم في المستعمرات الإسرائيلية  في الأراضي الفلسطينية المحتلة لإعاقة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها نزولا عند المقولة الإسرائيلية القائلة، ارض بلا شعب و شعب بلا ارض.
 
وذكر القانوني حنا أن العالم اجمع كان يعلم بأن الهجرة اليهودية لها أهدافا توسعية واستيطانية لم تحاول مصادر التقرير في إسرائيل حتى التغطية عليها عندما كانت الظروف السياسية الذاتية الداخلية والموضوعية الخارجية تستوجب الكشف عن حقيقة البرامج وماهية المخططات.
 
وأوضح أن العديد من الدول الغربية قد أسهمت في تمويل عمليات ومشاريع استيعاب المهاجرين اليهود الجدد مع محاولة إرضاء العرب بربط منح المساعدات المالية لإسرائيل بعدم توظيف المهاجرين بالأراضي المحتلة.
 
وقال الخبير في القانون الدكتور حنا، وهو دبلوماسي سابق في روسيا الاتحادية، "الغرب الصناعي أبدى تعاطفا عميقا مع اطروحات إسرائيل التي حاولت إبراز الهجرة اليهودية  كعملية إنسانية صرفة ترمي لجمع الشمل وتخليص اليهود في الدول الاستبدادية و الفقيرة حسب القاموس الإسرائيلي من التسلط و القمع والجوع.
 
وطالب خبير القانون المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية في منع تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين لمنع تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها لصالح المستعمرين القادمين من بلاد أخرى واتخاذ الإجراءات الكفيلة من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يمنع بموجبه السلطات الإسرائيلية  والدول والمنظمات التي تتعاون معها من استقدام المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أن رئيس الحكومة الاحتلال الإسرائيلية بنية تشكيل لجنة مهمتها تشجيع هجرة اليهود من أوروبا إلى إسرائيل.
 
جدير بالذكر ان وسائل الإعلام نشرت أن نتنياهو قال في نداء له "إلى جميع اليهود في فرنسا، وفي أوروبا، أريد أن اقول لكم إن إسرائيل ليست فقط الوجهة التي تتوجهون إليها في صلواتكم بل هي وطنكم أيضا". وأشار إلى إن فريقا من الوزراء سيجتمع للاتفاق على إجراءات لتشجيع هجرة اليهود من فرنسا ودول أوروبية أخرى، وإن من يرغب من اليهود في الهجرة إلى إسرائيل سيستقبل بحرارة .
 
هذا وكشفت "الوكالة اليهودية" النقاب عن أن حوالي 15 ألف يهودي يعيشون في فرنسا، قاموا بالاتصال بالوكالة للاستفسار عن الهجرة إلى الدولة العبرية، وذلك بعد الهجوم على المتجر اليهودي الإسبوع المنصرم.
 
ويذكر ان ربع يهود بريطانيا فكروا العام المنصرم بالهجرة من المملكة المتحدة وأكثر من نصف يهود بريطانيا يؤمنون بعدم وجود أي مستقبل" بعيد المدى"  لهم في أوروبا