يصارع الأسير الفلسطيني عاطف وريدات الموت منذ 14 يوما، من دون طعام ولا دواء. فقط يحاول التنفس مع القليل من «الماء والملح» لأنه ببساطة «ميت ميت».
يأتي هذا فيما هبّ الأسرى المرضى في سجون الاحتلال لنصرة وريدات، وخاضوا إضرابا عن الطعام والدواء احتجاجا على سياسات الذل الإسرائيلية، بينما يستعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لسحب «الامتيازات» عن آلاف الأسرى.
ووصف ناصر وريدات لـ«السفير» وضع شقيقه، موضحا انه في حالة شبه غياب عن الوعي. وقال «شقيقي الآن لا يستطيع الوقوف، لا يميز من حوله، جسده منهك تماما، نفسه متقطع، جفاف حاد، لا يستطيع الكلام جيدا، وهو يعاني من مجموعة أمراض، منها الضغط والسكري، وهو أيضا بحاجة ماسة إلى عملية قلب مفتوح».
وأشار إلى أن شقيقه، المعتقل منذ 9 سنوات، وبقي له عامين لإنهاء محكوميته «أضرب عن الطعام والدواء بعد أن نقلته سلطات الاحتلال إلى سجن عسقلان، حيث الرطوبة العالية والحر الشديد، ورفضت كل طلباته لعلاج أمراضه الجمة». وقال «أخشى على أخي من الموت، وهو فعلا في حالة حرجة جدا تتطلب تقديم علاج فوري له».
ابنة الأسير وريدات، كارين تحدثت خلال مؤتمر صحافي في مركز الإعلام الحكومي في رام الله أمس. وبكلمات مؤثرة لم تخل من هجوم على مؤسسات حقوق الإنسان التي «تقول ولا تفعل»، قالت كارين «أبي لن يموت. وأنا أريد أبي».
لم تشفع كلمات دارين ولا عائلة وريدات لحياته. هو يصارع الموت. وتقول ابنته «فوق كل معاناته فقد تعرض للعزل الانفرادي، والضرب على أيدي السجانين. هم يريدونه أن يموت. ونحن نقول لهم لن يموت، لأنه سيبقى حيا في قلوب كل الأطفال الفلسطينيين».
أبكت دارين الحاضرين عندما صرخت بصوت مرتفع «يا أيها العالم فلتذهب ضمائرك إلى الجحيم، ولتذهب مؤسسات حقوق الإنسان إلى الجحيم، ولتذهب كل الضمائر إلى الجحيم، إذا لم يخرج أبي وكل الأسرى من سجون الاحتلال».
ولا يختلف حال وريدات (45 عاما) كثيرا عن نحو 1500 أسير فلسطيني ثبت أنهم يعانون من أمراض، بينهم نحو 300 حالة خطيرة وفق نادي الأسير الفلسطيني، و30 حالة لا تغادر المستشفيات العسكرية الإسرائيلية.
وبعد تردي حالة وريدات الصحية، اضرب الأسرى المرضى في سجون الاحتلال عن الطعام والدواء. وامتنع 1500 أسير عن تناول العلاج حتى يتم الاستجابة لمطالب وريدات ومطالبهم بعلاج أمراضهم التي خلقتها ظروف الأسر في أغلب الأحيان.
وقال وزير الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع، في مؤتمر صحافي، إن حياة وريدات مثله مثل باقي الأسرى «حياة مؤقتة» تنتهي في أي لحظة بفعل سياسات الاحتلال القمعية. وأضاف «في الأسر هناك موت بطيء يطارد كل الأسرى، لكن هذا الموت اقترب كثيرا من أسرى حياتهم في خطر، منهم عاطف وريدات، وناصر أبو شاويش، والأسير أكرم منصور، وميسرة أبو حمدية ويوسف السكافي».
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يدرس فكرة سحب بعض «الامتيازات» من الأسرى الفلسطينيين للضغط على حركة حماس للقبول بصفقة تبادل الأسرى. ووفق ما تسرب فإن نتنياهو يفكر في «إلغاء الزيارات العائلية للأسرى، ومنع زيارتهم من قبل الصليب الأحمر، ومصادرة ما لديهم من كتب وصحف وقرطاسية، وحرمانهم من إجراء الاتصالات الهاتفية».
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها