قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن للتاريخ الفلسطيني بداية وحكاية ، حفرت وسُطرت حروفه بدماء الشهداء وآهات الجرحى وعذابات المشردين ومعاناة المعتقلين ، وأن الشعب الفلسطيني بأبنائه وفصائله المختلفة ساهم في صياغة هذا التاريخ ، ولكن من حق حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " أن تفخر بأنها أول من بدأت الحكاية وسطرت فصولاً عريقة بدماء شهداء عظام ومعاناة أسرى أشداء وتضحيات رجال أبطال ونضالات وبطولات أبناء أوفياء .
ومن حقها أيضاً أن تفخر بأن مهندسي وقائدي الانتفاضتين هما من أبنائها وقيادتها ، فالشهيد القائد " خليل الوزير - أبو جهاد " كان قائد ومهندس الانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت في كانون أول / ديسمبر 1987 ، وأن الأسير القائد والنائب " مروان البرغوثي " هو قائد ومهندس الانتفاضة الثانية " انتفاضة الأقصى " التي اندلعت في سبتمبر / أيلول 2000 ، والذي سبق وأن عمل بعد إبعاده ولفترة قصيرة مع أبو جهاد حتى استشهاده بتاريخ 16-4-1988 .
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الثامنة لاختطاف القائد الفلسطيني والنائب في المجلس التشريعي ومهندس الانتفاضة الأسير د. " مروان البرغوثي " ، المختطف منذ الخامس عشر من ابريل / نيسان 2002 ، والذي يقضي حكماً بالسجن الفعلي لمدة خمس مؤبدات بتهمة قيادة حركة فتح وقيادة عملها العسكري والنضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي .
وأوضح فروانة بأن اختطاف القائد والنائب " مروان البرغوثي " هو إجراء غير شرعي ومحاكمته بالسجن المؤبد خمس مرات هو إجراء انتقامي وأن استمرار اختطافه واحتجازه في سجون الاحتلال يستدعي النضال المستمر من أجل ضمان حريته وحرية كافة الأسرى النواب والقادة العظام والأسرى الأبطال عموماً .
وبهذه المناسبة أبرق فروانة أصدق تحياته وأنبلها للأسير " البرغوثي " وزوجته المناضلة " فدوى البرغوثي " ، داعياً وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على دور هذا القائد قبل وبعد الاعتقال في مقاومة الاحتلال والسجان ، وجهوده المتواصلة لإنهاء " الانقسام " واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، ودوره المركزي في صياغة وثيقة الأسرى " الوفاق الوطني " ، لا سيما وأنها تتزامن مع مناسبة " يوم الأسير الفلسطيني " والذي يصادف في السابع عشر من الشهر الجاري .
مناشداً الشعب الفلسطيني بمؤسساته الرسمية والشعبية ، بأطيافه السياسية وانتماءاته الحزبية وشرائحه وفئاته وطبقاته المختلفة والمتعددة إلى التوحد خلف قضية الأسرى والمشاركة الفاعلة في إحياء هذه المناسبة وفاءً للأسرى وتضحياتهم وتقديراً لنضالاتهم ومعاناتهم .
وأوضح فروانة بأن القائد د." مروان البرغوثي " استطاع المزج وبتفوق وإبداع فيما بين كافة أشكال النضال والمقاومة ، وكان على الدوام قائداً فذاً ومحنكاً ، متميز الحضور والتأثير في كل الأوقات والأمكنة ، مما منحه مكانة متقدمة جداً لدى شعبه بشكل عام ولدى أبناء حركة " فتح " بشكل خاص .
وينظر له الفلسطينيون باعتباره رمزاً من رموز مقاومتهم للاحتلال ومهندس انتفاضة الأقصى وقائدها المحنك وعقلها المدبر وأحد أبز معدي ومؤسسي وثيقة " الوفاق الوطني " التي صدرت عن قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية القابعين في سجون الاحتلال ، وتبنتها كافة الفصائل ، والتي قادت فيما بعد إلى اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في شباط 2007 .
وكشف فروانة بأن الأسير " مروان البرغوثي " لم يتوقف يوماً عن بذل جهوده الوحدوية ويواصل جهوده واتصالاته مع كافة الأطراف والقيادات الفلسطينية داخل الأسر وخارجه ، لإنهاء حالة " الإنقسام " واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، كمهمة ملحقة يؤمل تحقيقها قريباً .
وقال فروانة : يطول الحديث عن " مروان " ( 51 عاماً ) وسيرته المشرقة ومحطات حياته الكفاحية والنضالية ، ونضالاته وانتصاراته خلف القضبان ومساهماته الفاعلة لاستعادة الوحدة لشقي الوطن وللشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة ماسة وملحة لاستعادة " للوحدة الوطنية " ، و أسرانا وأسيراتنا هم بحاجة لوحدتنا خلف قضيتهم ونصرة لنضالاتهم ودعماً لحقوقهم ..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها