إحياءً للذكرى الخمسين لانطلاقتها، أقامت حركة "فتح" في منطقة صور مهرجاناَ سياسياً حاشداً في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيم الرشيدية.
تقدم الحضور أمين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة، وقيادة فتح في لبنان ومنطقة صور، وممثلو الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب اللبنانية الوطنية والاسلامية، وممثلو الجمعيات والمؤسسات والأندية واللجان الشعبية، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، وفعاليات لبنانية وفلسطينية.
بعد عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وترحيب من عريف الاحتفال الشاعر جهاد الحنفي، القى كلمة "م.ت.ف" عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومسؤولها في لبنان تامر عزيز وجه فيها التحية لحركة فتح في ذكرى انطلاقتها الخمسين ولشهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات. مشيراً إلى أن "فلسطين اليوم في منتصف الطريق نحو النصر بقيادة "م.ت.ف" نضع مصلحتنا الفلسطينية رغم كل الصعوبات رافضين الانخراط في اي محاور لا تضع فلسطين في مقام اولولياتها. مترفعين عن اي تدخل في الشؤون العربية الداخلية رافضين سياسة التدمير والتكفير تحت ستار الدين. واكد ان المكافئة التي يجب ان نقدمها لأبناء شعبنا الفلسطيني هي طي صفحة الانقسام إلى الابد ونقف خلف القيادة السياسية لـ "م.ت.ف" التي تقف اليوم في مواجهة اسرائيل واميركا وتتعرض للضغوط الهائلة لأنها تمضي في اقامة الدولة المستقلة.
وختم قائلاً:"تمكنّا من تجنيب المخيمات عن الصراع اللبناني الداخلي ويعود ذلك إلى التفاهم بيننا وبين جميع المراجع اللبنانية. ولا نغفل عن المطالبة بانهاء اعمار مخيم نهر البارد".
كلمة حركة امل القاها عضو قيادة اقليم جبل عامل صدر الدين داوود، وجه التحية فيها لحركة فتح في ذكرى انطلاقتها وهي التي اطلقت الطلقة الاولى، لها التحية من ابناء الامام موسى الصدر الذي وقف قائلاً بجبتي وعمامتي سأحمي القضية الفلسطينية. ودعا داوود إلى التكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني لأن المواجهة ما زالت مستمرة وقائمة في وجه الشر المطلق اسرائيل وحليفتها امريكا. واعتبر ان ما يجري اليوم من تفتيت وصراعات داخل الدول العربية هدفه الاول اقصاء القضية الفلسطينية عن اولويات الشعوب.
وختم داوود قائلاً، نحن معكم ولن نتخلى عنكم سنبقى واياكم في خندق المواجهة لتحقيق اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وسنقف واياكم في وجه كل محاولات الفتنة والتفتيت والتكفير.
نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود اعتبر في كلمته أن كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني مدينون لحركة فتح التي وعلى مدى خمسين عام صنعت هذه المسيرة النضالية الطويلة وقدمت خلالها آلاف الشهداء على مذبح الحرية".
واضاف "بالأمس سقط غصن الزيتون في قلب الامم المتحدة عندما اقدمت اميركا وعملاؤها باسم هذا الكيان الغاصب بإسقاط الحق الفلسطيني واسقاط غصن الزيتون".
ودعا حمود إلى التكاتف والوحدة لأنه لا يخفى على احد اننا امام مرحلة صعبة من التحديات، وتعزيز التلاحم الداخلي بين الفصائل كافة ودعم تعزيز الوحدة الوطنية. واعادة اعمار غزة ودعم قضية الاسرى الذين يقبعون خلف قضبان السجون الاسرائيلية".
وختم مؤكداً على "دعمنا ووقوفنا مع تضحيات الشعب الفلسطيني الصامد والأبي والمضحي في القدس والضفة وغزة".
كلمة حركة "فتح" القاها امين سر اقليم لبنان رفعت شناعة شكر فيها جماهير الشعب الفلسطيني على هذا الالتفاف حول حركة "فتح" مما يعطيها هذا الزخم وهذه الاستمرارية في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني على مدى خمسين عام.
واضاف: "في هذه الذكرى نعاهدكم ان نبقى اوفياء لقسم الطلقة الاولى الذي اقسمنا عليه من بداية هذه الحركة وانطلاقة ياسر عرفات، وسنبقى مهما كانت الصعاب لاننا نستمد القوة من قوة شعبنا فحركة فتح هي حركة الجماهير".
اكد الالترام بالوفاء للبنان وقيادته وجيشه وحكومته وقواه التي شاركتنا كفاحنا في فتراتنا السابقة وان يبعد عنهم شبح الفتنة المذهبية والطائفية. وحدتنا من وحدتكم فهناك مصير مشترك لبناني فلسطيني.
واعتبر شناعة انه إذا "اردنا ان نواصل كفاحنا ضد الكيان الصهيوني علينا ان نجسد وحدتنا الوطنية الفلسطينية لكي نكون اقدر على صياغة برنامج مواجهة مع العدو الاسرائيلي في كافة الميادين من الدبلوماسية الحقوقية والامم المتحدة والمقاومة بكافة اشكالها. نحن بأمس الحاجة لأن نغادر مربع الانقسام، بمصداقية ووفاء للشعب الفلسطيني".
واضاف: "تجربتنا خلال العدوان الاخير على غزة كانت نموذجية لكن علينا ان لا ننسى ان شعبنا الفلسطيني الذي له فضل كبير على صمودنا قدم آلاف الشهداء وعلينا ان نكون اوفياء له ولمستقبله. نحن بأمس الحاجة لتعزيز الشراكة السياسية وتعزيز قنوات الحوار الداخلية للوصول الى الخيارات السياسية ووخيارات المقاومة المطلوبة لمواجهة المخاطر التي تهددنا كلنا".
وطالب باعطاء حكومة الوفاق الوطني فرصتها المطلوبة لتجميع الصف وتقوم بواجبها باعمار غزة.
واعتبر شناعة أن الرئيس محمود عباس هو احد القادة الذين ما زالو يتحملو الامانة وهو يدرك ان ما يواجهه اليوم هو ما واجهه الرئيس ياسر عرفات قبله، ويعرف ان شعبه ومصلحة فلسطين هي ثوابت لا يمكن التخلي عنها. لا نهتم للغة التخوين لأننا نعرف ما نحن عليه، وقبله قالوا عن الرئيس الشهيد ياسر عرفات ثم تراجعوا. واضاف: "ان ما يتعرض له الرئيس ابو مازن هو سياسة ممنهجة لأنه يتقدم باتجاه تحقيق الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها