طلب أعضاء في الكونغرس الأمريكي من الرئيس الأميركي باراك اوباما إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو استدعاء القنصل الأمريكي العام في القدس للتشاور للتعبير عن غضب الولايات المتحدة على إصرار القيادة الفلسطينية على طلب التصويت على صفة الدولة المراقب غير العضو في الأمم المتحدة برغم الاعتراضات الأمريكية.

وجاء في نص الرسالة التي حصلت 'العهد' على نسخة منها: إدارتكم طلبت من القيادة الفلسطينية عدم طلب صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، واتخذت موقفا ثابتا بالتصويت ب 'لا' وشجعت الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، ونحن نقدر تلك الجهود.

وأضافت الرسالة : نشعر بخيبة أمل عميقة وغضب لرفض القيادة الفلسطينية توسلات إدارتكم والكونغرس وأصرارها على متابعة هذه المبادرة غير المفيدة.

وفي سردها الخطوات العقابية الممكن القيام بها قالت الرسالة: يمكننا القيام بذلك عن طريق إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، يمكننا أيضا أن نستدعي القنصل العام في القدس للمشاورات، ونحن نحثكم على اتخاذ هذه الخطوات.

وكان الكونغرس الأمريكي أحبط منذ حزيران الماضي تحويل 200 مليون دولار إلى الشعب الفلسطيني برغم المطالب المتكررة من الإدارة الأمريكية لصرفها.

وقد جرى تداول الرسالة بين اعضا الكونغرس للتوقيع منذ التصويت في الأمم المتحدة إلى أن تم توجيهها إلى الرئيس الأمريكي قبل يومين.

وفي محاولة منه لثني أعضاء الكونغرس عن توقيع الرسالة فان ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن معن عريقات وجه إلى أعضاء الكونغرس رسالة قال فيها: يحتاج المرء أن يطرح هذا السؤال: من المستفيد من إغلاق مكتبنا في العاصمة وضعف العلاقة بين الولايات المتحدة والشعب الفلسطيني. إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل مكان، وملتزمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع على أساس دولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.

وتساءل في الرسالة التي حصلت  على نصها: هل سيخدم إغلاق مكتبنا قضية السلام والاستقرار؟ هل سيعزز مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في هذه الأوقات العصيبة؟ هل سيزيد ذلك من نفوذ الولايات المتحدة للتأثير وحماية مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية؟ الجواب هو لا.

وأضاف عريقات: أظهر التاريخ مرارا وتكرارا أن لغة التهديد والضغط المالي، وإجراءات عقابية ببساطة لا تعمل. فحجب صناديق الدعم الاقتصادي عنا (ومعظمها يذهب نحو المساعدات الإنسانية وأعمال التطوير) كما فعل الكونغرس خلال العام الماضي، أو التهديد بإغلاق مكتبنا لن يؤدي إلى تغيرات في الموقف الفلسطيني. المشاركة والحوار هو السبيل الوحيد للتعبير عن وجهات نظر الكونغرس. إن القرارات المنحازة وأحادية الطرف لا يمكن أن تسهم في تهيئة مناخ يفضي إلى حل سياسي للصراع.

وختم عريقات: الأغلبية الساحقة من الأمريكيين تؤيد حل الدولتين وتعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورا هاما في التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة. إن وضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلي الأوسع، هو مصلحة أمن قومي أمريكية. أن الشعب الفلسطيني وقيادته ملتزمون التزاما قويا في تحقيق هذا الهدف.