ضمن حملة "العقاب الجماعي" التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد المقدسيين للحد من ظاهرة "القاء الحجارة والزجاجات الحارقة" هدمت جرافات الاحتلال صباح امس بناية سكنية مكونة من طابقين في حي واد ياصول، ببلدة سلوان بالمدينة المقدسة. ويأتي ذلك غداة اعلان دولة الاحتلال عن خطة لبناء 500 وحدة استيطانية في المدينة. فيما قال وزير الإسكان الإسرائيلي اوري أريئيل من حزب "البيت اليهودي" خلال كلمة ألقاها امس، في جموع المستوطنين التي اجتاحت منطقة مسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) شمال بيت لحم، بحجة احياء ذكرى وفاة زوجة النبي يعقوب (راحيل) ان الوقت حان للبناء في القدس والضفة الغربية دون قيود. وقال "حان وقت البناء في اورشليم (القدس) ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) دون أية قيود هذا هو النهج الذي تعلمه شعب إسرائيل من أسلافه" قال الوزير المتطرف. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان قرار اسرائيل الاثنين بناء 500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة يشكل "صفعة في الوجه" للولايات المتحدة والفلسطينيين.
واقتحمت قوة كبيرة من الوحدات الخاصة الاسرائيلية برفقة طواقم بلدية الاحتلال وجرافات وبمساندة مروحية، حي واد ياصول ببلدة سلوان، وحاصرت بناية سكنية تعود للأسير المحرر خليل أبو رجب، ثم شرعت بهدمها مباشرة دون السماح للعائلة بإخراج ممتلكاتها من المنزل.
وأوضح ابو رجب ان الاحتلال هدم بناية سكنية مكونة من طابقين، شقة يعيش فيها مع أسرته المكونة من 8 أفراد، والثانية يتم تجهيزها للسكن، مضيفا انه قام ببناء الشقتين قبل حوالي 5 أشهر فقط.
كما هدمت جرافات بلدية الاحتلال بناية المواطن عصام اسحق أبو صبيح، (مكونة من طابقين)، بحجة البناء دون ترخيص. وانتقل المواطن أبو صبيح للعيش في الطابق الأول قبل أسبوع فقط، مع أسرته المكونة من 5 أشخاص، موضحا انه قام ببناء المنزل- طابق أرضي- لمعاناة أحد أطفاله من (اعاقة- من ذوي الاحتياجات الخاصة)، حيث كان يعيش في منزل بعمارة سكنية – الطابق الخامس. وأوضح ان مساحة كل شقة تبلغ 155 مترا مربعا. وأكد ان عملية الهدم تمت دون سابق انذار.
وقال احمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس "هذا جزء من عمليات الانتقام وبالتالي هم الآن يحاولون الان الانتقام من المقدسيين باشكال مختلفة." وأضاف "لماذا يوجد رخص بناء في القدس الغربية ولا يوجد هدم .. لماذا الهدم في القدس الشرقية وعدم منح رخص البناء والمخالفات ورفض استصدار تراخيص".
وكانت حكومة الاحتلال صادقت امس الاول، على بناء 500 وحدة استيطانية في القدس، وأكد عريقات ان القرار لااسرائيلي يشكل "صفعة في الوجه" للولايات المتحدة والفلسطينيين. واضاف في بيان "بينما وصل الوضع في القدس المحتلة الى مرحلة الغليان، فان اعلانات اسرائيل الاستيطانية الاخيرة تشكل صفعة في الوجه لـ(وزير الخارجية الاميركي جون)كيري والمجتمع الدولي والشعب الفلسطيني وللسلام".
وكان عريقات التقى كيري الاثنين في واشنطن. ورأى ان "الرسالة واضحة: حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو تختار المستوطنات بدلا من المفاوضات والاستيطان بدلا من حل الدولتين ونظام الابارتايد(الفصل العنصري) بدلا من المساواة والتعايش". واضاف "على المجتمع الدولي ان يدرك ان البيانات وحدها لن توقف الاستيطان الاسرائيلي او تحمي الشعب الفلسطيني او تنقذ حل الدولتين".
ودعا عريقات جميع دول العالم الى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. وقال "نحث المجتمع الدولي بما في ذلك الادارة الاميركية على دعم مبادرتنا لاستصدار قرار من مجلس الامن لتحديد موعد نهائي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي" للاراضي الفلسطينية.