وقع الشاعر جهاد الحنفي ديوانه "متى تغني السنابل" في مركز باسل الأسد الثقافي، في الحفل الذي نظمته الحركة الثقافية في لبنان وسفارة دولة فلسطين.

تقدم الحضور الملحق الثقافي في سفارة فلسطين ماهر مشيعل، ورئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، وقيادة حركة فتح في لبنان، ومنطقة صور، وممثلو الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللبنانية، والجمعيات الأهلية، واللجان الشعبية، وحشد من رجال الدين، والفعاليات اللبنانية والفلسطينية.

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تحدث الشاعر والناقد علي نسر فقال: "يحلم الشاعر بيوم الشمس، وولادة الحلم، من رحم مخضبة بهدير البحر، حيث القليل من الحرية كفيل ببزوغ فجر جديد.. لكن هذا الحلم أُريد له أن يكون كوابيس جرّاء الابتعاد عن الحدود، وحيث الامساك بذراع الوطن منعدم، فالأنامل غادرتها زنابق الليونة، والارادة مشلولة تحت سياط القنابل."

وأضاف: "ما استوقفني في هذا الديوان، القصيدة التي يتكلم فيها على رمز الثورة الفلسطينية، منادياً إياه: يا ملهم المنفي، وكأن الشاعر سقط هنا في كمين الكلمات، حيث العبارة تشير إلى الاقتناع بالأمر الواقع. لكن سيرة أبي عمار تشير إلى أنه لم يكن ملهم المنفيين ليستريحوا على مقاعد المنفى اللا مستقرة."

كلمة الشاعر جورج غنيمة جاء فيها: "في مجموعته الشعرية الجديدة "متى تغني السنابل" يقف الشاعر الفلسطيني جهاد الحنفي ليعلن أن مسيرة الكشف عن الشكل الجمالي المنشود لمعاناته الوجودية، هي مسيرة أشبه بتلك التي مشاها "سيزيف" باحثاً عن فردوسٍ موعودٍ في مملكة الشعر وإمارة القصيدة. فجهاد الحنفي شاعرٌ مسكونٌ من سواحل كيانه حتى لججِ أعماقِه بأطياف القلق الفكري والثقافي والتاريخي والمصيري، إلى درجةٍ يبدو فيها ذاك القلقُ مفتاحاً سحرياً يُدخله إلى أنفاق وسراديب الأسئلةِ التي تبحث عن أجوبة."

وتحدث باسم الحركة الثقافية في لبنان يوسف فحص قائلاً: "من منطلق الحرصِ على جمع الشمل لتوحيد الكلمةِ والموقف بين جميع مكونات المجتمعات لمواجهة آفتي الجهل والكفر وآفاتٍ أخرى فيتوجبُ على الطبقة المثقفة أكثر من تبريرها بذل المزيد من الجهود لنقطف ثمارَ واجباتنا، وإلاّ فإن التاريخ لن يرحمنا."

وأضاف: "اليوم يجمعُنا الصديقُ الشاعر جهاد الحنفي في ديوانه الجديد متى تغني السنابل، هو ابن قضية العصر التي تآمر عليها البعيدُ والقريب والعارُ الأكثر إيلاماً يأتي من أبناء جلدتنا."

الملحق الثقافي في سفارة فلسطين ماهر مشيعل حمل تحيات السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وتوجه إلى جهاد الحنفي قائلاً: "أخي جهاد، أسئلتك الواجبة تحتاج منا جميعاً الردْ، أخافُ على العمرِ أنْ ينقضي وأنا في انتظار الجواب، أخافُ على لغتي أن تموت إختناقاً، لطالما هناك طفلاً فلسطينياً مرابطاً في أكناف بيت المقدس فلا تخف على لغتك التي نختزنها في الصدور، ولن ينقضي عمر فلسطين لأن أعمارنا من عمرها الذي ولد قبل التاريخ وسيبقى سرمدياً ككلمات الشعراء، ولن نشعر يوماً بتعب الغربة وقسوة المنفى، طالما نحن في ظلال جبل عامل وبين شتول تبغه، ونستقي منه الأمل لتعود سلسلة الشعر العتيقة كما جبال الجليل وجبل عامل. ومن شعرنا المجروح سنطرزُ ثوبَ حريتنا وستبقى لغتنا الجميلة شامخة بوجه لغات النارْ."

واختتم الحفل بإلقاء الشاعر مجموعة قصائد من ديوانه الجديد قبل توقيعه على الكتاب.