شدد وزير الخارجية رياض المالكي، على ضرورة عدم تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بتدمير كافة مناحي الحياة الفلسطينية.

وقال المالكي خلال الاجتماعات الوزارية في الدورة ٦٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 'إنه الوقت لتدخل دول المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني ومواجهة انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني وعدم تدمير البنى التحتية لدولة فلسطين، وهو بحاجة لإرادة سياسية حقيقة تجاه الحفاظ على حل الدولتين، دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع دول المنطقة بأمن وسلام. 

وأكد اهتمام دول العالم الشقيقة والصديقة بمعرفة الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا، بما فيه العدوان الأخير على قطاع غزة، وسبل دعم شعبنا في هذه الدورة للجمعية العامة.

وشارك الوزير المالكي في العديد من الاجتماعات متعددة الأطراف، خاصة اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ٧٧ والصين، ففي كلمته أمام المجموعة، قال المالكي 'إن العداء الإسرائيلي، كذلك العدوان والاحتلال، أصبح مستداما بسبب سياسة الإفلات من العقاب التي أنشأتها عدم المساءلة عن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها قادة الاحتلال، وغيرها من الجرائم المرتكبة ضد القانون الدولي.

وفي الختام تم اعتماد قرار يحتوي على العديد من الفقرات الخاصة بدعم فلسطين.

كما شارك الوزير المالكي في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، وطالب المالكي خلالها دول المنظمة بمخاطبة سويسرا بصفتها الدولة الوديعة لاتفاقيات جنيف الأربع، للتعبير عن الاستعداد للحضور والمشاركة في مؤتمر الدول الأطراف المتعاقدة السامية على اتفاقية جنيف، كأعضاء في المنظمة ودول فرادى.

وشدد المالكي على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بالمساهمة في تمويل مشاريع في القدس لدعم أهلنا، وتعزيز صمودهم. مشيرا إلى أن القمة الإسلامية تبنت في عدة دورات سابقة خطة استراتيجية لدعم القطاعات الحيوية في القدس.

ودعا إلى زيارة المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس الشريفة، ليدرك المُحتل الإسرائيلي بأن هذا المسجد للمسلمين، ويُدرك أهل المدينة مسلمين ومسيحيين، بأنهم ليسوا وحيدين في مواجهة الاحتلال. وأكد أهمية وضرورة مقاطعة الشركات التي تعمل مع منظومة الاحتلال، خاصة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.

وطالب المالكي دول العالم بدعم مبادرة الرئيس محمود عباس التي وردت في خطابه أمام دول العالم وشعوبها من منبر الأمم المتحدة، حيث طالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس، وتحديد سقف زمني للاحتلال الذي طال أمده، ودعا حشد الدعم والتأييد للتوجه الفلسطيني، والمسار السياسي والدبلوماسي، والذي ينسجم مع مبادئ منظمتنا ومبادئ الحرية والعدالة، والقائم على أسس القانون الدولي.

وقال المالكي: 'إننا لن نسمح باستدامة الاحتلال والظلم 'والأبرتهايد' في دولتنا، وقد آن الأوان لإنهاء الاحتلال وما يجسده من حرمان شعبنا من حقوقه الأساسية التي كفلها له القانون الدولي، وتجسيد دولتنا الحرة المستقلة وذات السيادة، في حدود معترف بها وتنعم بالرفاه والرخاء، وحقوق الإنسان، وفيها الشعب الفلسطيني سيد على موارده ومصادر حياته، فنحن ليس لدينا أغلى من شعبنا ووطننا ولن نخسره، وعدنا إلى الأمم المتحدة لحمايته'.

وأضاف: 'الذي إلى جانبه الحق لا يستسلم ونحن لا ولن نستسلم'.