كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأمريكية عطّلت خلال العدوان على قطاع غزة شحنة صواريخ هجومية لإسرائيل، وأوضحت أن شحنة قذائف المدفعية التي تسلمتها إسرائيل خلال الحرب من مخازن الطوارئ الامريكية كانت بغير علم الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية وأثارت ردود فعل غاضبة.

  وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية تدهورت إلى حضيض غير مسبوق، متهمين حكومة نتنياهو بأنها تستخف بالبيت الأبيض وتمارس الألاعيب بين البيت الابيض والكونغرس، وقالوا إن إسرائيل باتت "لا تدرك مكانها". ووصفوا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وطاقمه الأمني بأنهم "متهورون وغير جديرين بالثقة".

وكتبت صحيفة "وول ستيريت جورنال" أن الإدارة الأميركية أوقفت إرسالية الصواريخ، وذلك في إطار التوتر القائم بين الإدارة الأميركية وبين الحكومة الإسرائيلية على خلفية الحرب العدوانية على طاع غزة، مشيرة إلى أن العلاقات بين الطرفين وصلت إلى حضيض جديد.

وبحسب مصادر في الإدارة الأميركية فإن أداء إسرائيل أثناء الحرب في الشهر الأخير أقنع الإدارة الأميركية بأن نتانياهو وطاقمه الأمني متهورون وغير جديرين بالثقة.

وأضافت أنه توجه لنتانياهو الاتهامات بالتلاعب ما بين الكونغرس وبين البيت الأبيض، وأنه أساء بدرجة كبيرة لوزير الخارجية، جون كيري، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل، دان شبيرو.

إلى ذلك، تحدث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع نتانياهو، يوم أمس، في أعقاب تمديد التهدئة لخمسة أيام أخرى. وبحسب البيت الأبيض فإن أوباما أكد على أن الولايات المتحدة تدعم ما أسمي بـ"المبادرة المصرية"، وأنه أكد على أهمية التوصل إلى اتفاق دائم يضمن أمن إسرائيل ويستجيب لاحتياجات الفلسطينيين الإنسانية في قطاع غزة.

ورغم أن بيان البيت الأبيض لا يكشف حقيقة المواجهات الحاصلة بين الطرفين، فقد وصف مسؤولون أميركيون المكالمة الهاتفية بين أوباما ونتانياهو بأنها "قتالية".

تجدر الإشارة إلى أنه في الثلاثين من تموز (يوليو) الفائت، قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة تابعة للأنروا في جباليا، وكانت تأوي أكثر من 3 آلاف فلسطيني، وفي اليوم نفسه سمح البنتاغون لإسرائيل بالحصول على قذائف بقطر 120 و 40 ميلليمترا من مخازن الطوارئ الأميركية في إسرائيل. وبحسب "وول ستريت جورنال" فإن الأميركيون يعتقدون أن "إسرائيل تضللهم".

وكتبت الصحيفة أن مسؤولين في البيت الأبيض وفي الخارجية الأميركية قلقون مما أسمته "التكتيكات القاسية" لإسرائيل في ساحة القتال، والتي تسبب كارثة إنسانية، وقد تؤدي إلى المس بالاستقرار الإقليمي وبمصالح إسرائيل نفسها، كما أنهم قلقون بوجه خاص من استخدام إسرائيل للمدفعية بدلا من استخدام القذائف الذكية الموجهة فيي المناطق السكنية المأهولة.

وبحسب دبلوماسيين أميركيين، فإن "القشة التي قصمت ظهر البعير"، كانت المحادثة التي أجراها نتانياهو مع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، شبيرو، حيث هاجم الإدارة الأميركية، وطالبها بعدم التشكيك به مرة ثانية بشأن الطريقة التي يواجه بها حركة حماس. ونقل عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن "ذلك يظهر أن إسرائيل لا تفهم موقعها في العالم".

كما جاء أن البيت الأبيض والخارجية الأميركية قد فوجئوا بنقل ذخائر عسكرية لإسرائيل بدون معرفتهم، حيث أن الإدارة الأميركية اكتشفت أنه إضافة إلى القذاف التي طلبتها إسرائيل وصودق عليها، فإنه طلبت عن طريق قناة "جيش لجيش"، القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، صواريخ "هيلفاير" المعدة لطائرات "أباتشي".

وكتبت الصحيفة استنادا لمصادر في إسرائيل والكونغرس أن وزارة الدفاع الأميركية كانت على وشك إرسال شحنة أولى من صواريخ "هيلفاير"، ولكن انكشف الأمر أمام المسؤولين في البيت الأبيض، فقرروا وقف إرسالية الصواريخ. وطلبت الإدارة الأمريكية من "الوكالة للتعاون الأمني" ومن قيادة لاجيش الأميركي في أوروبا والوكالات الأخرى التشاور مع البيت الأبيض والخارجية قبل المصادقة على طلبات إسرائيلية أخرى.

ونقل عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إنه يجب منع تحول نقل الأسلحة إلى أمر روتيني بالنظر إلى السياق. وجاء أيضا أن البيت الأبيض والخارجية الأميركية كان لديهم مخاوف من ردود الفعل، وخاصة من قبل الفلسطينيين، على حقيقة أن الولايات المتحدة تواصل تزويد إسرائيل بالذخيرة التي يتم استخدامها بشكل "متهور".

إلى ذلك، كتبت الصحيفة أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قد هبطت إلى حضيض جديد منذ تولي أوباما مهام منصبه. وقال مسؤول إسرائيلي إن الشرخ أعمق بكثير من كونه خلافا بشأن توقيت وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول نفسه إنه "كان في السابق توترات في العلاقة، أما اليوم فإن ذلك يتجاوز التوتر إلى عدم الثقة وتصادم في الرؤى بشأن الشرق الأوسط".

من جهته قال سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون درمر، إنه لا أساس للادعاءات بوجود شرخ بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أن إسرائيل تثمن عاليا الدعم الذي تلقته في الحرب حالية من الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن ما زعم أنه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، إضافة إلى تمويل "القبة الحديدية