نددت منظمة التعاون الاسلامي امس بـ"جرائم حرب" اسرائيل في غزة ودعت الى اجتماع للمانحين لتمويل اعادة اعمار القطاع الذي دمرته الحرب.
وفي ختام اجتماع في السعودية هو الثاني على مستوى وزاري تعقده المنظمة بشأن غزة منذ العاشر من تموز الماضي، نددت التعاون الاسلامي بـ"أشد العبارات باسرائيل قوة الاحتلال لجرائم الحرب التي لم تتوقف عن ارتكابها في الاراضي الفلسطينية". واضافت في بيان "يجب على اسرائيل ان توقف عدوانها فورا وان تتحمل المسؤولية القانونية والسياسية عن جرائم الحرب التي لا يمكن وصفها".
من جهة اخرى، دعت المنظمة الى اجتماع للجهات المانحة من أجل اعادة اعمار قطاع غزة حيث ادت الحرب الى خسائر تتراوح بين اربعة وستة مليارات دولار بحسب وزارة الاقتصاد الفلسطينية. الى ذلك، اشادت منظمة التعاون الاسلامي بالمساعدات الطبية التي قدمتها السعودية للفلسطينيين وبلغت قيمتها ستين مليون يورو.
وقالت السعودية إن إسرائيل يجب أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لتضمن بقاءها كدولة وانتقدت انقسام المسلمين وفشلهم في منع إسرائيل من مهاجمة جيرانها العرب. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي "على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها". وأضاف "إسرائيل كما نرى لم تتورع ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى ودون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية لتحقيق أغراضها وأهدافها".
وتابع في كلمته أمام الجلسة التي عقدت في مدينة جدة السعودية وحضرها رئيس الوزراء رامي الحمد الله ووزراء في دول المنظمة البالغ عددها 56 دولة "وليس لها من هدف سوى استئصال الوجود الفلسطيني من حيث هو". كما رفض وزير الخارجية السعودي تأييد الدول الغربية لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة صواريخ حماس.
وقال الامير سعود في مؤتمر صحفي بعد اجتماع منظمة التعاون الاسلامي ان اسرائيل ليس لها حق الدفاع عن النفس كمحتل. وأضاف انه لا يوجد بند في القانون الدولي يقول ان المحتل له حق الدفاع عن النفس. وتابع قائلا ان أي دولة تتخذ ذلك الموقف فان هذا يبين نوايا سيئة نحو المنطقة ونوايا سيئة نحو السلام في المنطقة.
ومضى قائلا انه لا يعتقد ان من العدل مساواة أعمال حماس بأعمال اسرائيل سواء في مداها أو في جوهرها. وتساءل كيف يمكن القول ان اسرائيل لها حق في الدفاع عن نفسها بينما هي المحتل ولا تعطي نفس الحق لحماس؟. وأعلن عن مساعدات طبية بقيمة 300 مليون ريال سعودي (80 مليون دولار) لغزة ودعا إلى دعم الجهود المصرية لوقف القتال.
وقال الوزير إن انقسام المسلمين سمح لإسرائيل بمهاجمة المسلمين مرة تلو الأخرى. وأضاف "هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟". وقال "ألم يغر إسرائيل على ارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين ما تراه من ضعف في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن فيها؟".