في واحدة تعد هي من الاكبر من حيث المشاركة الالمانية منذ الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، حيث شارك حزبي اليسار والخضر الألمانيين في مظاهرة إنطلقت يوم السبت الماضي لتاسع من أغسطس الجاري، من أمام مجمع دار النشر اكسل شبرنغر والذي يُشرف على عدد من الصحف الالمانية تعبيرا عن غضب المحتجين على الدعاية المنحازة لهذه الصحف لاسرائيل وجرائمها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وحسب إتصال لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية مع السيد لافي خليل رئيس الجالية الفلسطينية في ألمانيا فرع برلين، ذكر أنه ألقيت العديد من الكلمات لأحزاب وجمعيات ألمانية وفلسطينية، حيث أدان المتحدثون مواقف المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وتحيزها السافر للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وطالبوها وأعضاء حزبها ورؤساء الأحزاب الألمانية بإتخاذ مواقف أكثر أخلاقية وأكثر إنسانية تتماشى مع المسؤولية التاريخية التي تتحملها المانيا إزاء موروثها التاريخي.
وذكر لافي أن ما يقارب من ثلاثة الاف متظاهر لبوا يوم السبت الماضي دعوة من القاعدة الحزبية لحزب اليسار وحزب الخضر بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات فلسطينية في برلين للاحتجاج على المذابح التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة وللمطالبة بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني من الجرائم التي ترتكب بحقه.
وادان السيد رائف حسين رئيس الجالية الفلسطينية في المانيا في أولى الكلمات الملقاة بشدة موقف الحكومة الالمانية ودعمها اللامتناهي لحكومة إجرام في اسرائيل بحجة التضامن معها وإدعاء تحمل المسؤولية التاريخية اتجاهها، وعدد رئيس الجالية الفلسطينية المواقف والتصريحات العنصرية البغيضة لقادة فاعلين ورجال دين في الحكومة الاسرائيلية، وتساءل أهذه هي الدولة التي تستحق تضامن المستشارة الالمانيه .. ؟؟؟؟ أهذه هي السياسة التي يمولها دافع الضرائب الالماني ...؟؟؟؟
من جانبها قالت السيدة ايريس حيفيز عن الصوت اليهودي للسلام في الشرق الاوسط ، أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة بلادها بحق المدنيين العزل تدعوها الى الخجل من كونها مواطنة اسرائيلية سابقة، ومع مرور سنوات اقامتها في المانيا تكونت عندها قناعة راسخه بأن مسؤوليتها مضاعفة للايضاح للرأي العام الغربي بأن جرائم الاحتلال الاسرائيلي لا تُرتكب بإسمنا نحن اليهود ولا يحق لاي كان في اسرائيل تلطيخ إسمنا بهذه الجرائم التي تعد من جرائم الحرب ، ويستحق مرتكبيها محاكمتهم أمام محاكم جرائم الحرب الدولية.
وفي واحدة من الكلمات والتي تعد بحق شهادة شاهد عيان على الفظائع التي أرتكبت في قطاع غزة ، ألقى الصحفي الالماني الوحيد الذي كان متواجدا في غزة ووصل خصيصا في نفس يوم المظاهرة للمشاركة فيها وإعطاء شهادته لتكون وثيقة تاريخية من مشاهداته الشخصية. حيث ذكر الصحفي الشاب مارتن لجون بأن حجم الدمار في المدارس والمستشفيات والمرافق العامة لا يوصف، وأن القصف كان يطال كل شيء في غزة ومن ضمنها بيوت السكان المدنيين.
كما ألقيت كلمة قوية من عضو البرلمان الألماني عن حزب اليسار السيده كريستينا بوخهولز الى الحكومة الالمانية، أدانت فيها توريد السلاح الى اسرائيل وعدم إكتراثها ولامبالاتها إتجاه قتل الاطفال والمدنيين الفلسطينيين، وطالبت في كلمة قرات بالنيابة عنها بوقف التعاون العسكري مع اسرائيل وعدم توريد السلاح لها.
ثم تتالت بعد ذلك الكلمات من جمعيات يهودية ومن حزب الخضر وحزب اليسار والذين أجمعوا على أن هذه المذابح التي ترتكب لا يمكن ولا بأي حال وتحت أي ظرف تبريرها على أنها حق الدفاع عن النفس لدولة محتلة لشعب يقع تحت إحتلالها، وأن أي موقف سياسي من قبل الحكومة الالمانية في هذا الاتجاه لهو دليل على إزدواجية المعايير ومساهمة ومشاركة فعلية في قتل الابرياء.
وبعد وصول المظاهرة الى محطتها الاخيرة في ساحة بوتسدامر بلاتز بأعدادها الهائلة رغم هطول المطر الغزير ، فاجأت السيدة حنين إلياس المغنية والممثلة الألمانية من برلين ، جمهور الحاضرين بالرسالة المفتوحة من قبل" اتحاد المبدعين" والتي جمع عليها اكثر من 350 توقيع من مشاهير الفن والادب وطالبوا من خلالها الحكومة الالمانية برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر امام مرور البضائع والاشخاص لتمكين أهل غزة من العيش الكريم وبناء حياتهم بعيدا عن تهديد الاحتلال المستمر.
كما طالب المشاهير في رسالتهم الحكومة الألمانية للعمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، واولى هذه الخطوات وقف توريد الاسلحة للاحتلال الاسرائيلي، واعتراف الماني كامل في دولة فلسطين المستقلة.
وكانت أخر الكلمات للدكتور مؤانس الابيض من لجنة العمل الوطني الفلسطيني الذي انتقد فيها الادعاءات بأن حرب الابادة المنظمة هذه تخاض تحت ذريعة دفاع اسرائيل عن النفس، وتساءل ألا يحق للفلسطينيين الدفاع عن النفس، ورفض الدكتور مؤانس ضمن تعديده للمطالب الفلسطينية اي تسوية تؤدي الى نزع سلاح المقاومة أو اي تسوية لا تنتهي الى رفع الحصار الكامل عن القطاع المحاصر.
وكانت سفيرة دولة فلسطين في المانيا السيده د. خلود دعيبس قد إنضمت الى المظاهرة، وكانت تتواصل مع جموع الحاضرين وتجيب عن الاسئلة والاستفسارات المطروحة.
وفي نهاية الوقفة الهب جموع الحاضرين شابيين من اصول مهاجرة حماس الحاضرين بأغاني الراب والتي ألفوها خصيصا للوضع في فلسطين وضد القتل الجماعي، فيما تعالت صيحات ونداءات المشاركين لمقاطعة اسرائيل مقاطعة شاملة.
ومن الجدير ذكره أن المظاهرة كانت إنضمت الى فاعلية أخرى كانت مقامة على الساحة نفسها، وهي فاعلية نعوش الشهداء الرمزية والمنظمة من قبل شابات رابطة المراة الفلسطينية، كما ان مظاهرة اخرى قادمة من المحطة الرئيسية لمدينة برلين وصلت الى المكان لتنضم الى الفاعليات الاخرى. وهو اسلوب جديد من ابداعات الاحتجاجات التي تقام في العاصمة برلين منذ بدء العدوان على فطاع غزة.
رام الله 12/08/2014
مكتب الإعلام دائـرة شـؤون المغتـربين
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها