طارق حرب
نظَّمت الفصائل الفلسطينية في صور مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة صور أمس الثلاثاء 12\8\2014، انطلقت من امام الحديقة العامة وصولاً الى مستديرة الساعة قرب مركز الصليب الأحمر اللبناني، حيثُ سار في مقدّمتها حشد من المشايخ وعلماء الدين، وممثلو الفصائل الفلسطينية، وممثلو القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية، وممثلو الجمعيات والمؤسسات والأندية والمنتديات الثقافية اللبنانية والفلسطينية في صور، تتقدّمهم فرق الكشافة، وحمَلَة الرايات والأشبال والمجسمات الداعية للمقاومة.
وتحدث في نهاية المسيرة القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان القادم من غزة، فنقل في كلمته تحية المقاومين وأبناء غزة. وأشار الى ان هذه المسيرة تجسّد وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات. وأضاف "نحن ماضون على درب العزة والمقاومة، درب الحرية والشهادة والوحدة الوطنية". ولفت الى ان المقاومة جسّدت وحدة الشعب الفلسطيني في ابهى صورة من خلال وحدة فصائل المقاومة، معلّقًا "وهنا تبرز الصورة الوحدوية الاخرى التي تمثّل وحدة الشعبَين اللبناني والفلسطيني".
وختم رضوان كلمته بالتأكيد على ان الانتصار الذي حققته غزة هو انتصار للقدس والأسرى وانتصار للضفة ولتحقيق العودة، وهو انتصار للبنان والعرب.
عضو المكتب السياسي لحركة امل النائب عبد المجيد صالح رأى في كلمته ان "المقاومة في لبنان دحرت الاحتلال، واليوم بالمقاومة سوف تستعيد غزة كرامتها وتكسر حصارها، وتتقدم بخطى ثابتة داخل البيت الوطني الفلسطيني". وأكّد اهمية المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، موضحًا "اليوم يفاوض الفلسطينيون يداً واحدة يسند بعضهم بعضاً في حكاية الصمود لكي تربح المقاومة، ولا يستثمر احد هذا الانتصار لأنه انتصار الدم الفلسطيني.. انتصار الشهداء.. وانتصار العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية التي حملناها في مسيرة النضال".
أمَّا كلمة حزب الله، فألقاها مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب حسن حب الله شدَّد فيها على أن الشعب الفلسطيني استطاع ان يهزم العدو الاسرائيلي ويرفع رأس الامة. واضاف "إن ربيع العرب والمسلمين اليوم بدأ في غزة كما بدأ في لبنان في العام 2000 عندما دحرت المقاومة الجيش الذي لا يقهر".
وأكّد حب الله انه "لا خوف على المقاومة في اي حرب لكن ينبغي ان ننصر نحن المقاومة ولا نتآمر عليها، ولا نقذفها بالتُّهم ونسقطها في الحروب داخلية ومذهبية". ودعا حب الله العرب الى الوقوف مع فلسطين لأن في ذلك وقوفًا مع انفسهم، وإلى عدم الدعوة للفتنة بين الامة، وإلى توحيد كل الجهود للجهاد في فلسطين.
وأكد ممّثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي ان "شعبنا الفلسطيني لقّن العدو درساً لن ينساه، وأعاد الاعتبار لهذه القضية، وأعاد توحيد كل الجهود في هذا العالم لدعم القضية الفلسطينية. واضاف "ان المطلوب اليوم هو ان تصحوا الشعوب العربية وان تدرك ان ما يحاك لها اليوم هو من اجل الابتعاد عن القضية المركزية فلسطين".
ولفت الرفاعي إلى أن صورة الوفد الفلسطيني الموحّد في القاهرة هي من اروع صور الصمود لهذا الموقف السياسي الذي يحفظ امانة المقاومين والشهداء داعيًا الى الثبات على الموقف الموحّد لأنه "لا يمكن ان يعود هذا الوفد دون ان يحقق المطالب الفلسطينية وانتزاع حقوق الحياة للشعب الفلسطيني. فقد ذهب اليوم الذي يفرض فيه الاحتلال شروطه على الشعب الفلسطيني".
وألقى كلمة فصائل "م.ت.ف" امين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة قال فيها: "بدمائكم كتبتم صفحة الصمود الرائعة، وفرضتم الوحدة الوطنية بكل اطيافها، فمنذ ان شكّل الرئيس محمود عباس الوفد الفلسطيني للذهاب الى القاهرة ونحن نشهد الانتصار تلو الانتصار لأن هذه الوحدة الوطنية اكدت للعدو الاسرائيلي اننا يداً واحدة نستطيع مواجهته الند بالند". وأضاف "إن الانتصار الوحيد الذي حققه نتنياهو هو على الاطفال والنساء وقصف البيوت والمؤسسات الدولية والإنسانية والمستشفيات. اما نحن فقد انتصرنا على جيشه المتغطرس وحكومته العنصرية المتطرفة. لقد اكد وفدنا الفلسطيني من خلال وحدته وتفاهمه مع الوفد المصري ان هناك حقوقًا لن يتنازل عنها مهما كلّف الثمن لأن مصلحة الشعب الفلسطيني هي العليا".
وأكد شناعة "ان ما نطالب به اليوم هو ليس فقط لقطاع غزة بل يمتد ايضاً الى الضفة والقدس، لكي يفهم العدو بأننا وطن واحد وجغرافيا واحدة وشعب واحد".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها