عقد امين سر اقليم حركة "فتح"، مسؤول مفوضية الاعلام والثقافة في لبنان الحاج رفعت شناعة، ندوة سياسية للإطار التنظيمي في الشعبة الجنوبية، وذلك في قاعة الكشاف، في مخيم برج البراجنة، مساء السبت 2\8\2014.
الندوة تناولت الوضع الراهن والعدوان الاسرائيلي الغاشم على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، وشرح الاهداف الاسرائيلية للعدوان وموقف الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية، والموقف المصري والعربي والمبادرات العربية والتحرك الامريكيي والفرنسي
بداية العدوان
بدأها بشرح موجز عن الاوضاع الحالية والعدوان على غزة، فقال: "نحن نعيش وضعًا استثنائيًا بخطورته بحجم التحديات القائمة وبالمخاطر التي تحيط بنا بما هو متوقع حول مستقبل قطاع غزة ومستقبل الدولة الفلسطينية. يمكن ان نعتبر ان ما حصل في قطاع غزة كان خطوة ثانية متوقعة من الكيان الاسرائيلي لكن ليس بهذا الحجم، فالقيادة الاسرائيلية التي اعلنت عن اختطاف ثلاثة مستوطنين واتخذتها ذريعة لتشن هجوم امني تفتيشي واعتقالي في الضفة الغربية، اعتمدت ان هناك طرفًا فلسطينيًا هو من اعتقل هؤلاء الثلاثة. وحمَّلت المسؤولية في البداية للرئيس ابو مازن وعادت وحمّلت المسؤولية لقيادة حركة حماس، والاطراف الفلسطينية كافة لم تعلن انها قامت بهذه العملية باختطافهم، والوقائع تدل على ان المكان الذي تم اختفاؤهم فيه هي منطقة تابعة امنياً لإسرائيل، وكان هناك شكوك اكدها مصدر اعلامي صحفي اسرائيلي في "هآرتز"، صحيفة عبرية، حيثُ تحدث عن ان هؤلاء الثلاثة هم الذين حدث معهم حادث سيارة، وأصبح هناك اتفاق امني بين الحكومة الاسرائيلية وبين عوائلهم لتعزيز موقف الحكومة، وبعدها تم الاعلان عن وجودهم مدفونين تحت الارض وتسليمهم الى عائلاتهم بدون اقامة مؤتمر صحفي للإعلان عن كيفية مقتلهم طعناً او بالرصاص.
وكان هذا مخرجًا لنتنياهو خاصة بعد إيقافه عملية المفاوضات، والنقمة الدولية التي حلَّت به، وهو من يتحمّل مسؤولية هذا الموضوع وليست الدولة الفلسطينية والرئيس ابو مازن".
وأضاف شناعة "كان بعدها الجريمة التي ارتكبت بحق محمد ابو خضيرة، هذه الجريمة لم تكن سهلة من قِبَل المستوطنين الذين كانوا ضحية وأصبحوا الان هم المجرمين الذين حرقوه وقتلوه. وهذه عملية بقمة الارهاب على مرأى ومسمع من العالم والمؤسسات الدولية والانسانية، وكلها أدانت هذا العمل، وطالبت الحكومة الاسرائيلية بتحمُّل المسؤولية تجاه هؤلاء المستوطنين، وهذا الحدث اعاد نتنياهو الى مكانه، كارهابي ومجرم وهكذا يستهدفون اطفال فلسطين وخاصة بالقدس.
من هنا اتت عملية التصعيد في قطاع غزة وكان هناك عمليات مُسبَقة من خلال دراجات نارية واستهداف منازل، بذريعة ان هناك افراد من حماس ارهابيين، وهذا التصعيد بدأ في قطاع غزة شمال بيت حانون وبيت لاهيا، وكان هناك تركيز على مناطق معينة بهدف إثارة رد فعل من المقاومة الفلسطينية، ليقول نتنياهو للعالم ان اسرائيل مهددة من قبل حماس والمقاومة الفلسطينية".
الموقف العربي وبعض دول امريكا الجنوبية
"هناك تحيز كبير من امريكا وأوروبا والصمت العربي، ونرى دولاً من امريكا الجنوبية هي التي وقفت معنا، ولكن ما تبقى من الدول شكّلوا غطاءً لنتنياهو، ليكمل مهمته، والامريكان هم على رأس الحملة الاعلامية لصالح نتنياهو ليحقق اهدافه.
اهداف العدوان الاسرائيلي على غزة
الهدف الرئيس لنتنياهو هو ارباك الوضع الفلسطيني وإعادة الانقسام الى صفوف الشعب الفلسطيني، ومنذ البداية، الصورة كانت واضحة للرئيس ابو مازن، نتنياهو داخل الى قطاع غزة ضمن مشروع ليس احتلال غزة، بل لتحقيق بعض الاهداف. الرئيس ابو مازن يعلم تماماً السياسة المتبعة من قِبَل نتنياهو وحكومته المتطرفة التي تؤمن بالارهاب والدم بالنسبة لنتنياهو مهم جداً ان يحافظ على شعبيته عند الاسرائيليين، وان يحافظ ايضاً على التكتل الاسرائيلي القيادي، وكرئيس لحكومة اسرائيل، ولابد ان يشعر الجميع انه الرجل القوي الموجود على الارض وانه اليوم يستعيد قوته .
المقاومة الفلسطينية
وحول المقاومة قال شناعة: "بعد مجزرة الشجاعية، وعندما لم يحقق نتنياهو ايًا من اهدافه، بدأ الرأي العام الدولي يتحرك، اما بالداخل الفلسطيني فكان هناك غرفة عمليات موحّدة بين كافة الفصائل حماس وفتح والجهاد والشعبية وغيرهم من الفصائل الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الاسرائيلي، دفاعاً عن شعبهم واهلهم".
حول المبادرة المصرية وموقف الرئيس ابو مازن
ان الرئيس محمود عباس طلب من المصريين اطلاق مبادرة تهدئة، ولكن المصريين بسبب الخلافات التي كانت موجودة مع حماس كانوا مترددين، الا انهم امام هذا الطلب التزموا، ومن حقنا كفصائل ان نتفاوض على شروطنا، والجانب الامريكي يتفاوض على شروطه والرئيس كان حريصًا على وقف العدوان، وبالرغم من انه كان مع مشعل تفاجأ الرئيس ابو مازن ان حماس اعلنت انها ليست مع المبادرة المصرية، فعاد ابو مازن وزار قطر والتقى خالد مشعل وامير قطر لوقف العدوان عن اهلنا وشعبنا، وقطر كدولة اقليمية موجودة ولها رؤيتها حول الوضع في قطاع غزة .
والرئيس ابو مازن قال للمصريين "نحن نريد وقف عدوان فوري ولنا شروط وأنا، بشخص ابو مازن، اتبنى شروط المقاومة في قطاع غزة، انا "متبنيها"، اضافة الى الشروط المصرية".
ان الشروط جميعها متوافقة والاسرائيليون استغلوا ان الفلسطينيين لا يريدون المبادرة، ونحن نريد المبادرة الا ان الرئيس ابو مازن ظل متابعاً جهوده ليحقق المبادرة، ورغم كل الظروف اعلن ابو مازن تشكيل الوفد الفلسطيني المفاوض 5 من حماس 2 من الجهاد و2 من فتح وعدد من الفصائل الثانية ليتشكّل الوفد للذهاب الى القاهرة والتفاوض حول شروط التهدئة ووقف العدوان. ان الرئيس ابو مازن كان واضحاً بالنسبة للدم الفلسطيني، ولن نقبل ان يوزع دمنا الفلسطيني بفعل التجاذبات في المنطقة، وان كل قطرة دم لطفل فلسطيني بالنسبة لنا اكبر من كل هذا العالم".
وأضاف شناعة "نحن في حركة فتح لنا وجهة نظر ليست ضد المقاومة، فالمقاومة لها عملها وهي تدافع عن كرامتها وعن ابنائها وشعبها، ولكننا نعتبر ان دماء ابناء شعبنا واطفالنا غالية جداً.
والرئيس ابو مازن كان حذراً جداً لعدم السماح بوجود مبادرة غير مصرية، لكن الاتراك والقطريين حاولوا الدخول الى الخط، والامريكيون حاولوا ان يشجعوا، واتى مؤتمر باريس الذي دعا اليه كيري محاولاً تعزيز وضع نتنياهو بالحرب على قطاع غزة طارحاً حلاً سياسياً ينسجم مع طموحات نتنياهو. والفرنسيون دعوا تركيا وقطر مستثنين مصر، ونتيجة لعدم دعوة مصر، اعتذر الرئيس ابو مازن عن حضور المؤتمر، كي لا يعطي شرعية لهذا المؤتمر بتقرير اي شي يخص الشعب الفلسطيني وقال "ان المبادرة عند المصريين، ونحن مع المبادرة المصرية.. ونحن لا نعطيكم غطاءً لتبيعوا وتشتروا بالشعب الفلسطين.
اما بالنسبة لحماس فهي تسير في الركب التركي القطري، وهذا الجانب غير مناسب للتعاطي الفلسطيني الوطني الجماعي، لاننا ذاهبون باتجاه واحد. والرئيس ابو مازن لم يغير مواقفه وحاول اقناع حماس بعدم الخروج عن اطار اللجنة التنفيذية وإطار منظمة التحرير. والتقى مع قيادة الجهاد الاسلامي ايضاً حتى يكون القرار الفلسطيني موحّداً قبل الذهاب الى مصر ومناقشة المبادرة المصرية."
وأكمل "نحن واضحون مع اسرائيل ومصر ومع بعضنا البعض، ولن نقبل ان يستغل اي انجاز لإبعاد غزة عن الضفة فكل شيء نتفق عليه مع الاسرائيليين يجب ان يطال غزة، لاننا نفاوض باسم دولة فلسطين، ليس قطاع غزة وحده.. ولا الضفة الغربية وحدها".
أهداف نتنياهو
ما يخيف اسرائيل فعلاً هو ان تعيد المصالحة الى الوضع الفلسطيني قمة الانتصار. فعند نتنياهو هو ان يعود الفلسطينيين الى الانقسام وهذا اول هدف له ..ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهناك امور اصبحت محسومة مع القيادات الفلسطينية كاملة، ونقول ان اسرائيل تضرب قطاع غزة لإضعافه وإقفال الانفاق والقضاء على الصواريخ ولكن عينها على الضفة فمشروعها الاساسي في الضفة. هدفنا اليوم هو وقف العدوان وفك الحصار وان يعيش ابناء غزة حياة كريمة واقتصاد وامكانية تعايش داخلي فلسطيني يعزز الوحدة الفلسطينية".
هذا وبعد انتهاء شناعة من محاضرته السياسية، فتح امام الكادر التنظيمي باب المداخلات والاسئلة، وتمّت الإجابة عليها جميعاً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها