تحت عنوان "نتانياهو يتحرق لإنهاء القتال في الجنوب، وسيضطر للاكتفاء بوجع الرأس" كتب يوسي فيرطر في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، أن الهجوم الإسرائيلي على وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، وتدهور العلاقات الحاد مع الولايات المتحدة يشيران إلى فقدان سيطرة الحكومة الإسرائيلية على الأحداث.
ويضيف أنه بدلا من تجنب التصويت بالإجماع ضد مبادرة كيري وحل الخلافات بهدوء وسرية عبر القنوات الدبلوماسية، فإن نتانياهو اختار فتح جبهة ضد الأمريكيين، بينما "تغرق الدولة في الاكتئاب مع ارتفاع عدد القتلى في وسط الجنود، (61 قتيلا اليوم)، وإحساس ضبابي بأن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها أي فكرة إلى أين تتجه، هل نتقدم إلى داخل قطاع غزة أم نلتف ونعود إلى الوراء؟ وبأية شروط؟ وبأية طريقة؟".
ويتابع أن نتانياهو يتحرق لوقف القتال في الجنوب، ولكن الظروف السياسية لم تنضج بعد، ومن جهة أخرى، فهو يواجه انتقادات حادة علنية من وزراء في حزبه وفي حكومته بشأن إدارته للأمور، ويواصل رؤساء السلطات المحلية في مستوطنات الجنوب حثه على تعميق الدخول إلى قطاع غزة، في حين قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إنه حان الوقت لكي يقرر المستوى السياسي إلى أين يتجه الجيش في المعركة.
وأشار الكاتب في هذا السياق إلى أن نتانياهو كان قد وبخ، الخميس عددا من الوزراء في سابقة تعكس الضغوطات التي يعيشها وفقدانه "السيطرة على الأولاد". ويضيف أن العالم، وخاصة الولايات المتحدة وحتى أستراليا بدأوا يملون، والمجتمع الدولي يشعر بأن إسرائيل استنفذت ما لديها في قطاع غزة، كما أن المواجهة السياسية بينه وبين شريكه وزير الأمن موشي يعالون، ونفتالي بنيت وأفيغدور ليبرمان، رؤساء قادة "البيت اليهودي" و"يسرائيل بيتينو" تحولت إلى مكشوفة وبارزة.
كما يشير الكاتب إلى أن الحقيقة التي تقلق نتانياهو هي أن إنهاء القتال بشكل يعتبره الجمهور الإسرائيلي ضعفا وتنازلا وإرهاقا قد يكون ثمنه سلطته، حيث أن الاستطلاعات تشير إلى دعم شعبي لمواصلة الحرب. ويتابع أن نتانياهو قد يخرج من الحرب من غزة كمن لم يحقق المطلوب، لا أمنيا ولا سياسيا.
من جهتها كتبت "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم، الجمعة، أنه في إطار "البحث عن مخرج" فإن الولايات المتحدة تطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من قطاع غزة كشرط للمباحثات بشأن وقف إطلاق النار، في حين أن نتانياهو يصر على إنهاء معالجة الأنفاق. كما أشارت الصحيفة إلى المواجهة التي وقعت بين نتانياهو وبين عدد من وزرائه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين تحدث يعالون عن "التقدم في الحملة العسكرية"، أطلق عدد من الوزراء ملاحظات ساخرة، بضمنها "عبثا يحاولون امتداح إنجازات هذه الحرب" و"أهداف الحرب يجب أن تكون تدمير حركة حماس".
ولفتت الصحيفة إلى الخلافات التي لا تزال قائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار، حيث أعلن نتانياهو أن الجيش لن ينهي عملياته في قطاع غزة قبل تدمير الأنفاق الهجومية، في حين أعلن البيت الأبيض أن معالجة الأنفاق يجب أن تتم في إطار اتفاق يناقش بين الطرفين حول نزع أسلحة المقاومة في قطاع غزة، ولذلك يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار.
ونقل عن الناطق باسم البيت الأبيض، غوش أرنست، قوله إن "تدمير الأنفاق هو موضوع للبحث في إطار المباحثات حول نزع الأسلحة من قطاع غزة، ويجب أولا أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبعد ذلك تناقش قضية الأنفاق".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها