تجري تظاهرات جديدة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزا وتضامنا مع الفلسطينيين في فرنسا، اليوم الأربعاء، إحداها في قلب باريس وسط تدابير أمنية مشددة بعد أيام قليلة من الاضطرابات ومهاجمة معابد يهودية ومتاجر يملكها يهود خلال تجمعين لم تصرح بهما الشرطة.
وفي باريس وليون وتولوز وليل، يتوقع ان يلبي المتظاهرون دعوة أحزاب يسارية ونقابات وجمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمات مؤيدة للفلسطينيين للمطالبة ب"الوقف الفوري لعمليات القصف على غزة" و"رفع الحصار غير المشروع والمجرم عن غزة" وفرض "عقوبات فورية على إسرائيل حتى تحترم القانون الدولي".
وإن كانت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا تجمع بانتظام آلاف الأشخاص بدون أن تثير أي جدل، ففي فرنسا ترافقت المعارضة للعدوان الإسرائيلي بجدل حول حظر السلطات لبعض التجمعات على خلفية تنامي ما يسمى بالأعمال "المعادية للسامية".
ويؤكد منتقدو الحكومة من جهتهم على أن التظاهرات التي لم يتم منعها جرت بدون حوادث تذكر.
وفي هذا السياق أقر وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، بنفسه بأن التظاهرات ال60 التي تم الترخيص لها مؤخرا لم تشهد أعمالا مخلة بالأمن، بينما تحولت اثنتان من أربع تظاهرات محظورة إلى مواجهات بين شبان وعناصر الشرطة ترافقت مع "أعمال معادية للسامية" على غرار ما حصل في مدينة سارسيل، يوم الأحد الماضي، حيث تعرضت متاجر يملكها يهود في هذه المدينة الصغيرة بالضاحية الباريسية للتخريب.
وعندما سئل عن دور أعضاء "رابطة الدفاع اليهودية"، وهي مجموعة شبان ناشطين متطرفين متهمة بالقيام باستفزازات أثناء تظاهرة تأييد للفلسطينيين في 13 تموز (يوليو)، دان وزير الداخلية "أعمالهم غير المشروعة".
وقد وصف مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (اف بي آي) هذه المنظمة اليهودية ب"المجموعة الإرهابية" في 2001 كما منعت في بلدان عدة. وفي 13 تموز الحالي تواجه أعضاؤها مع ناشطين مناصرين للفلسطينيين عند انتهاء تظاهرة تضامن مع غزة.
وسيرفع متظاهرون، اليوم، شعارات دعم لفلسطين. ويعتبر الترخيص للتظاهرة الباريسية التي ستنطلق مساء اليوم "انتصارا عادلا للديمقراطية وحرية التعبير" على ما قال توفيق تهاني، وهو أحد المنظمين.
وهدد وزير الداخلية الفرنسي بتوقيف كل الذين يهتفون بقتل اليهود أو يحرقون أعلاما إسرائيلية خلال تظاهرات التأييد للفلسطينيين المقررة اليوم في فرنسا.
ومنذ بدء الانتفاضة الثانية في العام 2000، لقي أي تجدد للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين صدى في فرنسا، ترجمت انعكاساته بتكاثر المواجهات بين مؤيدي الفلسطينيين واليهود.
وهذه المسائل أدت على خلفية الأزمة الاقتصادية وتنامي "الانقسام المجتمعي" وإطلاق كلمات حاقدة على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى تصدعات في المجتمع الفرنسي. علما أن فرنسا تضم اكبر عدد للمسلمين (بين 3,5 ملايين و5 ملايين شخص) ولليهود (500 ألف شخص) في أوروبا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها