يصل اليوم وفدرفيع المستوى من مملكة البحرين لمحافظاتغزة تحت عنوان «تدشين عدد من المشاريع»!؟ وتأتي زيارة الوفد البحريني، الذي قد يضمولي العهد بعد زيارة حاكم قطر الى المحافظات الجنوبية من الوطن المحتل ايضا تحت ذريعة«افتتاح مشاريع» ذات صلة بالبنية التحتية.

مرة أخرى، يود المرء التأكيد على الآتي: اولا: لا يوجدوطني فلسطيني يرفض او يعارض رفع الحصار الظالم عن محافظات غزة. ثانيا: تقديم الدعموالاسناد لأبناء الشعب الفلسطيني واجب على الاشقاء العرب والاصدقاء الأممين، وهناكطرق وآليات عمل عديدة لايصال المساعدات لأبناء الشعب. ثالثا: دعم تحرك القيادة الرسميةلرفع الحصار الاسرائيلي الظالم في المنابر والهيئات الاقليمية والدولية بشكل رسمي ووفقالقرارات والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية دولية. رابعا:لا يوجد قيادي او مواطن فلسطيني ضد زيارة أية مدينة في محافظات الوطن الجنوبية، ولكنبما لا يخل بمكانة الشرعية والاهداف الوطنية، وبما لا يعمق خيار الانقلاب الحمساوي.

البديهيات الواردة اعلاه، لا تتفق مع أبعاد الزياراتالاخيرة، ممثلة بزيارة أمير قطر السابقة وزيارة الوفد البحريني اليوم لأن هذه الزياراترغم الاعلان الرسمي من قبل قادة الدول المنفذة لها، بأنها «تهدف لافتتاح مشاريع تعليميةاوتنموية» .. او أيا كان عنوانها ومسمياتها، الا انها زيارات لا تخدم الهدف المعلن،لأن لها هدفا آخر، هو تعويم الانقلاب الحمساوي على حساب الشرعية الوطنية ووحدة الأرضوالقضية والنظام السياسي الديمقراطي.

لا يود المرء اعادة تأكيد ما كتبه في هذه الزاوية عشيةزيارة الأمير القطري، لأن التركيز منصب على كيفية مواجهة هذه الزيارات الخطيرة، والتيتهدد المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وخاصة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية،الممثل الشرعي والوحيد للشعب، وبرنامج الاجماع الوطني.

ومثل هذه الزيارات لم «تعد وراء ظهورنا» بل تنتصب أمامنا،وتلقي بأخطارها علىرؤوس الشعب والقيادة. ولا يجوز للقيادة السياسية والقوى الوطنيةالاستهانة بتداعياتها السياسية والاجتماعية والثقافية. الأمر الذي يفرض التصدي لهاوفق برنامج عمل معد جيدا لقطع دابر كل من يفكر بمجرد الاقتراب من معبر رفح الحدودي.ومن بين الأفكار التي يمكن طرحها في هذا المجال هي:

اولا: التوجه لجامعة الدول العربية لاعادة التأكيد علىما أكدته في مؤتمرات القمة السابقة منذ ان أقرت بأن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثلالشرعي والوحيد للشعب في العام 1974 وحتى يوم الدنيا هذا. ثانيا: مطالبتها الزام الدولالعربية بعدم تجاوز ما حددته هيئة القمة العربية تجاه فلسطين. وثالثا: الزام الدولالعربية بما أقرته حول المصالحة، وحصر التعامل الرسمي مع القيادة الشرعية لمنظمة التحريرفقط دون سواها من القوى بما فيها حركتا «فتح» و«حماس»، رابعا: يتم تقديم الدعم وافتتاحالمشاريع في أية بقعة من جناحي الوطن بالتنسيق مع القيادة الشرعية برئاسة الرئيس محمودعباس، خامسا: أي تجاوز للثوابت الوطنية يعتبر موقفا معاديا للشعب والقيادة والمصالحالعليا الوطنية، وهذا يعني افتعال معارك مع الشعب الفلسطيني كله، سادسا: على القوىالسياسية والشعبية التحرك في الشارع بالمظاهرات والاعتصامات والادانات ومخاطبة كل المنابرالعربية والاقليمية للتصدي لتلك الزيارات دون تردد او تهاون. سابعا: ضرورة الاتصالالمباشر مع القيادات الرسمية الأولى في البلدان المعنية بالزيارات من قبل الرئيس عباسلاقناعهم بعدم الاقدام على الزيارة، والتأكيد لهم ان الزيارة لا تخدم الهدف المراد،وايضا التأكيد على تفادي المضاعفات السياسية التي ستنجم عنها، ان كانت معنية تلك القياداتبمصالح الشعب الفلسطيني.

بالمحصلة، ليس مسموحا التقليل من أخطار تلك الزيارات،التي تتم بالتعاون مع اميركا واسرائيل ومن لف لفهما في المنطقة، بل مطلوب رفع الصوتعاليا، كما رفع ضد ما جرى في مصر، مصر الشقيقة الكبرى، تم رفع الصوت عليها، وقال القادة:هناك ممثل شرعي ووحيد، هو فقط من يتم الاتصال والتنسيق معه واستقباله رسميا، فلا قطرولا البحرين أهم من مصر المحروسة.