بعد إعلان أجهزة الأمن الإسرائيلية عن اعتقال مجموعة مستوطنين، يوم أمس، بجريمة القتل البشعة التي أودت بحياة الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير من مخيم شعفاط، والتي أشعلت الاحتجاجات على شطري الخط الأخضر، تراوحت تغطيات الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، بين التعبير عن الصدمة والتنصل من الجريمة، فيما بادر الرئيسان الإسرائيليان: المنتهية ولايته، شمعون بيرس، والمنتخب، رؤوفين ريفلين، إلى نشر مقال مشترك يهدف إلى امتصاص غضب الشارع العربي.
في أجواء التحريض الدموي التي أعقبت عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، وتسميم الأجواء بعبارات عنصرية والدعوات للانتقام، لم ينتظر الفلسطينيون على شطري الخط الأخضر إقرارا من أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن جريمة قتل أبو خضير هي على خلفية عنصرية، وخرجوا للتعبير عن احتجاجهم لا سيما وأن والد الشهيد تحدث في اليوم الأول أن شرائط كاميرات المراقبة رصدت المستوطنين الخاطفين وتظهر فيها وجوههم بوضوح.
لكن بعد الكشف عن القتلة تغيرت النبرة. ولامتصاص الغضب، بادر الرئيسان الإسرائيليان، المنتهية ولايته، شمعون بيرس، والمنتخب رؤوفين ريفلين إلى نشر مقال مشترك في كافة الصحف ملخصه: "لا فرق بين دم ودم"، وينطوي على تجميل ديمقراطية إسرائيل ومساواة الجميع أمامه.
لكن بالنسبة لوسائل الإعلام التي كانت منذ عملية الاختطاف أبواق تحريض، أجرت اليوم تحولا وطغت نبرة الصدمة على تغطيات صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فيما برزت في صحيفة "معريف" محاولات لعدم ربط الجريمة باليمين الإسرائيلي.
عنونت "يديعوت أحرونوت" عددها بـ : " الوحشية في داخلنا"، فيما جاءت مقالة المعلق السياسي للصحيفة، ناحوم برنياع، تحت عنوان "يجب أن ننبذهم وان نلفظهم"، معتبرا أن جريمة القتل هزت كل ذي ضمير إنساني. فيما جاء عنوان مقالة لسيما كدموت بعنوان "الوكر ذاته"، عبرت فيه عن "الشعور بالخجل الخانق" جراء الجريمة معتبرة أنها "وصمة عار لنا جميعا". لكن كدمون ناقضت نفسها بالقول: رغم أن هذه الجريمة كانت مكتوبة على الجدار، فإن احتمال أن يقوم بها يهود كان كابوسا مرعبا".
صحيفة "معريف" وضعت جريمتي قتل أبو خضير والفتاة من العفولة في عنوان فرعي واحد في اسفل الصفحة الأولى في محاولة لخلق توازن بيم الجريميتين، وكتبت: "الشارع يشتعل- التوتر بين اليهود والعرب يتصاعد".
وفي السياق حاولت عدم إلصاق الجريمة باليمين الإسرائيلي، وقالت إن « المشتبهين ليسوا ناشطين يمينيين غير معروفين، وليسوا ناشطين تقليديين في اليمين المتطرف. وغير معروفين للشرطة على خلفية دمغة الثمن. يدرو الحديث عن حادثة فردية لا حالة تميز اليمين المتطرف أو عمليات دمغة الثمن».
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها