ما دعاني لكتابة هذا المقال هو شغفي صباح اليوم بقراءة عدة أعداد من صحف ومجلات وقعت بين يدي، إحدى هذه الصحف صادرة في 1980عام ويتحدث فيها أحد الكتَّاب والأدباء المشهورين العرب عن العام 2000 ويصفه بأنه عالم مختلف وهو عالم ( الآلة) Machine وهو يخشى أن يحدث فائض كبير جدا في الأيدي العاملة نتيجة وجود الآلات التي لن يجد معها البشر مكانا للعمل، وهو يتحدث عن عدالة المجتمع وإنسانيته ويخشى ان يضيع ذلك في العام 2000م.
ووجدت في نفس المكان عدد من صحيفة محلية تتحدث عن زيارة الرئيس الأمريكي السابق" بل كلينتون" وشاهدت صورة زوجته وهي ترتدي الثوب الفلسطيني، ومما قرأته من تصريحات "كلينتون" انه من الآن الفلسطينيون أحرار ولهم الحق في أن يكون لهم دولتهم وحياتهم، وقد قام بافتتاح مطار غزة الدولي، الذي إعتبر أنه من معالم السيادة الفلسطينية، وقرأت أيضا كيف أن نتنياهو كان تعيسا جدا وان وايزمن قد تفاءل بإلغاء الميثاق الفلسطيني في الاجتماع الشعبي وان شارون كان يتحدث عن حاجة (إسرائيل) الى المد الاستيطاني وأهميته لِـ (إسرائيل).
وقرأت الكثير من المقالات والتحليلات وأيضا الترجمة عن الصحف العبرية، ومما قرأته في مقال ترجمة عن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يعتبر كاتب المقال أن :" الأسرى يشكلون مشكلة مستمرة وأن الفلسطينيون لا يمكن أن يتنازلوا عن حقهم في ان يطلقوا سراح الأسرى وكان متخوف من واقع الحل النهائي" .
وقرأت عن أخبار زيارات تعبئة فكرية إلى المواقع الأمنية المختلفة وكانت المواد المنشورة رائعة جدا ومتقدمة ومما قرأت هو زيارات الأخ أبو عبد الله عثمان أبو غربية ووصف بأنه من القيادات العسكرية والسياسية البارزة في فتح و مساعد القائد العام الرئيس ياسر عرفات لشؤون التوجيه السياسي وكان برفقته في زيارة عدة مواقع لعقد محاضرات الأخ حسن أحمد نائب الأخ عثمان أبو غربية.
وكما قرأت عدة مقالات للأخ حافظ البرغوثي والأخ مازن عز الدين وكثيرين، كما إطلعت على مجلة عبير وقرأت الحوار والسيرة الذاتية الكاملة عن عضو اللجنة المركزية "حالياً" الأخ جبريل الرجوب منذ كان عمره 15 عاما وحتى الاعتقال 17 عاما وحتى الأبعاد وحتى زيارته السرية الى مرج الزهور وقد تصريح للأخ فيصل الحسيني، وعن هيكلية وزارة العمل للأخ أبو شاكر رفيق النتشة وحوار حول بناء وهيكلة وزارة العمل وذلك في العام 1998م، كما شاهدت صورة تجمع الأخ أحمد نصر والأخت حنان عشراوي والأخ هشام عبد الرازق، وكما قرأت تهنئة للأخ المناضل أحمد حلس "ابوماهر" من إقليم شرق غزة للثقة التي أولاها له الرئيس ابوعمار بتكليفه في إحدى المهام التنظيمية والحركية الهامة، ولمست من كثير من التحليلات أن هناك إنفجار فلسطيني قادم، ولم أقرأ مصطلح "إنتفاضة" ولكن "إنفجار" .
4 ساعات متواصلة وأنا أقرأ الكثير مما وقع تحت يدي من صحف ومجلات وأرشيف، ووصلت لنتيجة أننا بحاجة إلى الاطلاع على ما كان يكتب ونقارنه بواقعنا اليوم، ونستفيد من التجارب السابقة لكي لا نبدأ كل مرة وكأننا وجدنا فجأة هكذا لوحدنا ولا يوجد لنا إرث ثمين .
بكل تأكيد أن ما اطلعت عليه لم يكن "كلام جرائد"، بل كن واقع وتاريخ وأحداث وتوقعات وتحليل سياسي، وقراءات مستقبلية، علينا الا نقرؤه بما هو واقع اليوم، لأنه سيأتي بعد عشرة او عشرين عاما ليقرأ ما نكتب ونتوقع ونحلل ولربما سيجد هناك من يستند إليه أو يجدننا مبالغين في أمرنا أو أننا لم نوف واقعنا حقه وقضايانا أهميتها، المهم ان نكتب ونقرأ ما كتب سابقا ممن سبقونا وهو الآن يعايشوا معنا تطورات الأحداث ودرماتيكية بعضها.
ملاحظة: - لم اقرأ مصطلحات " الدولة اليهودية" أو " الانقسام الفلسطيني" أو "الاجتياح البري"، و "جدار الفصل العنصري " وإنما قرأت عن " الأسرى" و " الدولة الفلسطينية" و "القدس" و " المستوطنات" وكثير من التصريحات حول ذلك، كثيرا من الأشياء تأسست بعد العام 2000م.
لم يكن كلام جرائد/ بقلم مازن صافي
16-06-2014
مشاهدة: 1373
مازن صافي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها