تواصلت أمس الاستعدات الفلسطينية لاستقبال البابا فرنسيس في مدينة بيت لحم غدا في اطار زيارته التي تستمر حتى الاثنين وتشمل أيضا القدس والأردن، فيما صعد متطرفون يهود من احتجاجهم على الزيارة.
وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" ان مجموعات يمينية متطرفة تظاهرت أمس بالقرب من "قبر داوود" في مدينة القدس، احتجاجا على زيارة البابا، مشيرة الى انه شارك بها قادة من اليمين المتطرف وفي مقدمتهم ميخال بن آري، وباروخ مارزل وايتمار بن جبير. وحمل المتظاهرون يافطات تدعو البابا الى الخروج من "أرض اسرائيل المقدسة" حسب زعمهم.
وخط متطرفون يهود عبارة نابية مسيئة للسيد المسيح عيسى عليه السلام على جدار كنيسة قرب مدخل البلدة القديمة من مدينة بئر السبع. وأقرت الناطقة للإعلام العربي في شرطة الاحتلال لوبا السمري في بيان صحفي بالحادث، موضحة ان الشرطة "تقوم بأعمال الفحص والبحث والتحقيق في كافة تفاصيل وملابسات هذه الواقعة التي تحمل في طياتها الطابع العنصري المعادي". ورجحت بأن تكون كتابة هذه العبارة تمت الليلة قبل الماضية.
وأعلن المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد ان اثنين من الاسرائيليين اليهود اوقفا أمس في القدس، لاقدامهما على تعليق ملصقات "تدين المسيحية والبابا"، ثم اخلي سبيلهما شرط ان يبقيا بعيدين 150 مترا عن الحبر الأعظم.
واعلنت شرطة الاحتلال انها اتخذت اجراءات لابعاد 15 ناشطا من اليمين المتطرف للاشتباه في انهم يريدون "اثارة الاضطرابات" خلال زيارة البابا وشددت الحماية لبعض الأماكن المسيحية المقدسة.
فلسطينيا، ذكر مسؤول أمني فلسطيني ان أكثر من ثلاثة آلاف رجل أمن بينهم نساء، سيتولون توفير الأمن والحماية للبابا خلال زيارته المرتقبة الى بيت لحم غدا.
واوكلت مهمة الاشراف على كافة تفاصيل التغطية الأمنية الى جهاز الحرس الرئاسي الذي يضم وحدات مدربة جيدا.
وقال الناطق باسم الجهاز غسان نمر لوكالة فرانس برس ان "أكثر من ثلاثة آلاف رجل أمن فلسطيني سيتولون التغطية الأمنية، بينهم كتيبتان من الحرس الرئاسي".
وحسب نمر فان 850 رجلا وامرأة من الحرس الرئاسي، اضافة الى 700 رجل أمن من الأمن الوطني ومثلهم من عناصر الشرطة سيعملون غلى التغطية الأمنية، اضافة الى عناصر من أجهزة أمنية بلباس مدني.
وستتوزع قوات الحرس الرئاسي التي تقود كافة تفاصيل العملية، على ثلاث حلقات أمنية تتولى الاولى توفير الحماية لسيارة البابا خلال تنقلها في شوارع بيت لحم، والثانية توفير الحماية على بعد أمتار من الطريق الرئيسي.
وقال نمر ان عددا غير قليل من النساء العاملات في الشرطة والحرس الرئاسي والمدربات جيدا سينتشرن في الحلقتين الاولى والثانية. وسينتشر قناصة ضمن الحلقة الأمنية الثالثة فوق المباني المرتفعة لتشكيل الغطاء الأمني لكافة تفاصيل العملية الأمنية.
وقال نمر ان الفاتيكان كان على اطلاع تام بكل تفاصيل التغطية الأمنية لزيارة البابا، وانه ابدى موافقته عليها.
واشار الى ان غالبية المشاركين في التغطية الأمنية لزيارة البابا خضعوا خلال الأسابيع القليلة الماضية الى تدريبات خاصة في مدينة اريحا على يد متخصصين فرنسيين من جهاز مكافحة الارهاب الفرنسي.
المسيحيون في بيت جالا
وصلى عشرات الفلسطينيين المسيحيين من سكان بيت جالا أمس تحت أشجار الزيتون في المكان الذي تريد اسرائيل مصادرته لبناء الجدار العازل عليه، وهم يعولون على زيارة البابا لاقناع الاسرائيليين بتغيير مساره وبالتالي انقاذ اراضيهم من المصادرة.
وتجمع الفلسطينيون المسيحيون يشاركهم عشرات الزوار الألمان تحت الأشجار في ارضهم حيث اقاموا القداس في تقليد اسبوعي منذ ثلاث سنوات، لتأكيد رفضهم لمرور جدار الفصل في اراضيهم.
وقالت الين زرينه وهي في الستينيات من عمرها "لقد صادروا اراضي عائلتي ومساحتها 36 دونما في رأس بيت جالا وبنوا عليها مستوطنة هار غيلو، وصادروا لنا أراضي اخرى من اراضي بيت جالا مساحتها 12 دونما، والآن يريدون مصادرة آخر اربعة دونمات لنا وعزلها وراء الجدار".
وتابعت زرينه "ان بناء هذا الجدار سيقطع أوصال المدينة، ولن يحرمنا فحسب من اراضينا، بل سيحرم الأجيال القادمة من التوسع او البقاء في المدينة".
واضافت "نحن نحضر للصلاة هنا مع الأب ابراهيم الشوملي منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، لعل الله يجعلهم يغيرون رأيهم".
وارتدى الأب الشوملي ثياب الكهنوت الخاصة باقامة بالقداس، ولف على رقبته كوفية فلسطينية عليها صورة البابا. واعلن قبل بدء القداس انه "متفائل بزيارة البابا والله معنا".
من جهته قال الياس أبو مهر الذين سيلتقي البابا على الغداء خلال زيارته بيت لحم لوكالة فرانس برس "نعلق آمالا كبيرة على زيارة البابا لأنها قد تغير مخططات الجدار وتنقذ اراضينا".
واضاف: "نملك 17 دونما سيقطعها الجدار فيما لو سار بالتخطيط المرسوم، وستتحول ارضنا الى طرق أمنية ومنطقة عازلة بين الجدار وبيت جالا".
وتابع: "سأمثل اراضي فلسطين وأراضي بيت جالا ووادي الكريمزان مع البابا، أنا وزوجتي، وسأتحدث معه بالاسبانية لأنني من موالد هندوراس".
أما زوجته جولييت التي غمرتها فرحة عامرة لأن الاختيار وقع عليها مع زوجها للالتقاء بالبابا فقالت: "سنعبر لقداسة البابا عن قلقنا مما يجري من مصادرة اراضي المنطقة بأكملها وبناء الجدار".
وقالت مها السقا التي خاطت وشاحا للبابا بتطريز فلسطيني وزينته بشعارات وطنية "ان ارضنا تقع تحت مستوطنة غيلو، وكانوا يعطوننا قبلا تصريحا لقطف الزيتون، لكنهم توقفوا عن ذلك ولم نعد قادرين ايضا على حراثة الأرض". وكل ما تأمل به السقا هو تدخل البابا لحرف مسار الجدار عن اراضيها واراضي جيرانها.
وستقرر المحاكم الاسرائيلية في 29 تموز مصير أراضي 58 عائلة ستتأثر من مسار الجدار.
وفي حال بنائه كما هو مخطط له فسيعزل دير الكريمزان بمساحة 3000 دونم، أي نصف المساحة الكلية للمدينة، كما سيحول الجدار دون الوصول الى روضة البنات ومصنع نبيذ هناك.
وتم حتى الآن بناء كيلومترين من الجدار في المنطقة في حين من المقرر ان يصل طوله هناك الى 11 كيلومترا.
نداء للبابا
ووقع ما يقارب ستة آلاف شخص من جميع أنحاء العالم، نداء موجها إلى البابا فرنسيس، يطالبون فيه قداسته أن يثير مع السلطات الإسرائيلية أثناء زيارته للقدس قضية انتهاكات حقوق الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية والذين لا يتجاوز أعمار بعضهم الـ12 عاما.
وقد تم تسليم هذا النداء في الفاتيكان قبل مغادرة الحبر الأعظم إلى الأراضي المقدسة، على ما ذكر بيان لمركز السبيل في القدس أمس.
وانطلقت المبادرة يوم أربعاء الرماد (اليوم الأول من الصوم الفصحي) 2014 وذلك بكتاب مفتوح تم توقيعه من قبل أكثر من مئتي شخص من جميع الديانات الموحدة من ضمنهم 24 أسقفا ورجال دين مسيحيين ومسلمين ويهود.
ومن أوائل الذين وقعوا النداء البطريرك الأسبق للكنيسة الكاثوليكية في القدس والأراضي المقدسة ميشيل صباح، ورئيس اساقفة سبسطية عطاالله حنا من بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس ورئيس الأساقفة الأسبق ديسموند توتو من جنوب أفريقيا.
كما قام أصدقاء السبيل في اميركا الشمالية بالتعاون مع مركز السبيل في القدس، بالتنسيق لهذه المبادرة وبدعم ملحوظ من قبل عدة كنائس وتجمعات دينية.
وعبر موقعو النداء عن امنيتهم بأن يتمكن البابا خلال زيارته الى بيت لحم والقدس والأماكن المقدسة أن يعبر عن رحمته تجاه هؤلاء الأطفال وهو يتابع درب آلامهم المعاصر، راجين أن يولي أمرهم اهتماما خاصا ويطالب السلطات الإسرائيلية بوضع حد للممارسات القمعية ضد الأطفال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها