فتح ميديا/لبنان، ثلاثون عاماً مضت على ارتكاب جيش الدفاع الإسرائيلي والميلشيات اليمينية اللبنانية لأبشع مجزرة بحق المدنيين العزل من الفلسطينيين واللبنانيين حيث ذهبت ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء.

هذه المجزرة ما كانت لترتكب لولا خروج مقاتلي "م.ت.ف" من لبنان في عام 1982 على أثر إعطاء الضمانات الأمريكية والدولية لقيادة "م.ت.ف" بعدم التعرض للمخيمات الفلسطينية وترافق ذلك مع انسحاب القوات الدولية من لبنان ومقتل الرئيس اللبناني بشير الجميل آنذاك. فكانت الاجواء مؤاتية للإسرائيليين لارتكاب مجزرتهم وصب جام غضبهم على المدنيين.

 في هذه المناسبة أحيت اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا "كي لا ننسى" بالتعاون مع بلدية الغبيري الذكرى الثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا في قاعة رسالات في بئر حسن الثلاثاء 18-9-2012.

شارك فيها السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي ابو العردات، وعضو المجلس الثوري أمنة جبريل، وممثل السفارة الإيرانية علي أياتي، ورئيس بلديات الضاحية الجنوبية أبو سعيد الخنسا واعضاء المجلس البلدي، وعضو المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي، وممثل حركة "أمل" حيدر حيدر، وممثلو  قيادة "م.ت.ف" وتحالف القوى الفلسطينية، وممثلو القوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية والمدنية اللبنانية والفلسطينية، ومتضامنون ووفد "كي لا ننسى" وعدد من اهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا.

بداية تم عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم تلاه كلمة عوائل شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا القتها الاخت شهيرة اكدت فيها "ان مجزرة صبرا وشاتيلا كانت وستبقى الشاهد الحي على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني، ونحن أهالي ضحايا المجزرة لم ننس ابداً الدماء التي سالت وخاصة لعدم معاقبة المجرمين من قبل المحاكم الدولية المهيمنة عليها قوى الشر الاميركية والاسرائيلية.

وأضافت "نحن بعد مرور 30 عاماً اكثر اصراراً على المجتمع الدولي بمعاقبة المجرمين والإرهابيين".

كلمة الوفود الاجنبية القتها انطوانيت كارنين جاء فيها: "هذا يوم اليم نأتي به كل عام نذكر هذا الجرح الذي ليس فقط اليم للفلسطينيين واللبنانيين وحدهم بل لدى الضمائر الحية في العالم، لأننا لم نعد نسمي الاسماء بإسمائها هذه هي الضحية وهذا هو القاتل".

وأضافت "صبرا وشاتيلا لم تمحَ من الذاكرة كما اراد العدو ان تدفن مع المقابر الجماعية والضحايا بل ما زالت في ذاكرة الضمائر الحية، فهذا البرنامج الذي اعده الاعداء فشل لأننا ما زلنا بعد 30 عاماً نذكرها ونذكر ضحاياها ونذكر حق الفلسطينيين الأحياء في العودة إلى بلادهم، وهذه الشهادة الذي نقدمها كل عام بعودتنا الى لبنان لم تعد شهادتنا وحدنا بل اصحبت شهادة العالم بأكمله الذي عرف بإبشع المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، لقد أصحبت القضية الفلسطينية قضية الرأي العام الذي بدأ يتحرك بشكل جيد يتذكر جميع المجازر ونحن نتحرك من اجل دعم هذه القضية الاساسية للشعب الفلسطيني وحقه بالعودة الى وطنه، وعلى الدول المستضيفة ان تعطي الفلسطينيين حقهم في العمل وحقهم في الحياة لحين عودتهم الى ديارهم".

كلمة فلسطين القاها السفير اشرف دبور جاء فيها: "ادى قيام الكيان الصهيوني الى تشريد شعبنا الفلسطيني من ارضه واصبح الجزء الاكبر منه لاجئاً في الدول العربية المجاورة، جاء ذلك بعد سلسلة من المجازر الاسرائيلية سواء في دير ياسين وقبيه وكفر قاسم وغيرها الى ان استكملت بالمجزرة التي ارتكبت بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في صبرا وشاتيلا وأضيفت الى الصفحات السوداء في السجل الاجرامي الإسرائيلي الطويل بحق شعبنا، هذه الجريمة أتت بعد الصمود البطولي الفلسطيني اللبناني امام جحافل دبابات قوات الاحتلال الغازية للبنان، وحصارها لعاصمة العواصم بيروت لمدة ثمانية وثمانين يوماً متزامناً مع قصف جوي وبحري مستمر ومحاولات اقتحام للمدينة وخرق للاتفاقيات والضمانات الدولية بحماية وضمان امن ابناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات بعد خروج القيادة والقوات الفلسطينية من لبنان.

وأضاف: "إخوتنا اللبنانيين لكم منا العهد بأن نكون الداعمين للسلم الاهلي وبعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي والوقوف في وجه كل محاولات اقحامنا في اية تجاذبات لبنان، ونؤكد ان هذا الموقف باجماع وطني فلسطيني شامل وعلى كافة المستويات القيادية والشعبية، وسنحافظ على الثقة المتبادلة التي تجمعنا والعلاقات الاخوية واحترام سيادة لبنان مع تأكيدنا على التمسك المطلق بحق العودة الى وطنا فلسطين ورفضنا التوطين والتهجير ولنا كل الثقه بكم وبالعمل على اقرار الحقوق الانسانية لشعبنا وتحسين ظروفه المعيشية وفقاً للقانون الدولي الانساني الذي يكفل الحق بالعيش بكرامة".

كلمة رئيس بلدية الغبيري محمد الخنسا جاء فيها: "عندما نحيي سنوياً هذه الذكرى، فلإننا نريد ان نعلم اجيالنا الجديدة بان لهم أرضاً في فلسطين مغتصبه، وان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الشريكة مع إسرائيل في عدائها لمجتمعاتنا، وهي اساس البلاء ولم تعط إلا الشر والدمار لبلادنا، ونحن ايضاً مع الفصائل والقوى والمنظمات والهيئات الأهلية والرسمية الفلسطينية والأحزاب اللبنانية أيضاً، نتوجه بالتحية والشكر للوفود الأجنبية، وعلى وجه الخصوص الوفد الإيطالي، هذه الوفود التي تأتي كل عام لتشاركنا في احياء هذه الذكرى، ولتقول لإسرائيل سنبقى شاهدين على هول المجزرة وعلى معاناة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، سنذّكر العالم دائماً بالمناضلة الأمريكية راشيل كوري كيف سحقها الجيش الاسرائيلي بالجرافة أمام أعين العالم، كما نطالب بمزيد من الاهتمام الاجتماعي والإنساني خصوصاً لجهة إفساح المجال في العمل الأخوة الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وإعطائهم حقوقاً إنسانية، ويجب ان نفكر في بدائل مناسبة للمخيمات لأن واقعها العمراني ليس فيه أدنى مقومات الامن والسلامة العامة من حيث البناء، فللفلسطينيين الحق في السكن بكرامة حتى يعودوا الى ارضهم، كما انهم مع اللبنانيين يرفضون كل انواع التوطين، مشددة على ضرورة العمل الجدي من اجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية بكل الوسائل الممكنة.

وختم الاحتفال بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من قاعة رسالات باتجاه المقبرة المركزية لمجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت اكاليل من الورد على النصب التذكاري باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسفارة دولة فلسطين في لبنان، ومنظمة التحرير الفلسطينية واهالي الشهداء.

وفي ذات الوقت نظمت فصائل "م.ت.ف" وتحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، ومنظمات العمل الوطني، والمؤسسات الأهلية، ومتضامنون أجانب، مسيرة انطلقت من مخيم شاتيلا الى مقبرة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت الاكاليل على النصب التذكاري للشهداء باسم "م.ت.ف" وحركة "فتح" وأهالي الشهداء.

وتقدم المسيرة حملة الاكاليل ويافطات رفعها المتضمنون الاجانب والعرب وخلفهم سار حملة رايات الفصائل الفلسطينية مجتمعة واهالي الشهداء يحملون صور الشهداء الضحايا.

واكد امين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات امام الحشود ان هذه المجزرة لن تمر مرور الكرام، معاهداً عوائل الشهداء على الاقتصاص من مرتكبيها مهما طال الزمن، داعياً المجتمع الدولي الى القيام بواجبه الانساني والاخلاقي لمحاسبة مرتكبي هذه المجرزة.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم اقامت اللجنة المنظمة للمسيرة معرض صور عن المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في ساحة قاعة الشعب.